الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحالة النفسية وتأثيرها على صحة الانسان

صباح ابراهيم

2018 / 11 / 28
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


الانسان مخلوق ثلاثي الابعاد والتكوين ، فهو روح ونفس وجسد ، وهذه المكونات الثلاث لاتتجزأ ولا تنفصل عن بعضها في الكائن الحي الا بالموت. فالروح هو مصدر الحياة وسره الازلي الذي لا يعرف الانسان عنه اي شئ ، سوى ان انه صادر من الله خالق الأجسام ونافخ الروح فيها لتحيا .
المكون الثاني في الإنسان هو النفس ، والثالث هو الجسد .
لنترك الروح وشأنها للخالق الذي أبدعها وأنشأها ، ولنتكلم عن ماهية النفس وعلاقتها بالجسد .
النفس ومركزها الدماغ ، والاخير هو المسيطر على كل فعاليات الجسد النفسية والحركية والسلوكية .
فالنفس هي طبيعة الانسان وانفعالاتها تجاه الشخص ذاته او تجاه الآخرين المحيطين به .
فمن علامات النفس وانفعالاتها هي الفرح ، الحزن، الغضب ، الامومة ، الانفعال العصبي، الانطواء، الكرم ، البخل ، الحب ، الزعل، الحقد ، حب الانتقام ، و غيرها .
هذه الانفعالات لا دخل للروح ولا للجسد في خلقها او تنفيذها ، بل هي انفعالات داخلية تنعكس على تصرف الإنسان سلبا او ايجابا ، وبعضها ينعكس على وجه الإنسان و نظراته وصوته مثل الحزن والغضب والفرح . والانفعالات تتأثر بالوراثة العائلية و بالتربية والبيئة التي ينشأ فيها الإنسان منذ طفولته .
اما المكون الثالث للانسان فهو الجسد . الذي يتكون من الهيكل العظمي والأنسجة والعضلات والأعضاء المتخصصة كجهاز الدوران (القلب والدم) وجهاز التنفس (الرئتين) وجهاز الهضم (المعدة والأمعاء) وجهاز الافراغ مثل (الكلى والمثانة) وغيرها من اجهزة الجسم المختلفة .
اضافة الى الحواس الخمسة واعضائها ، العين والأذن واللسان والأنف والجلد .
يوجد تناغم وانسجام و ترابط تام بين النفس ومركزها الدماغ بكافة اجزاءه وأنسجته المتخصصة وبين أعضاء الجسم المختلفة . فالنفس الفرحة ، المرحة والمنفتحة تمنح صاحبها الصحة والعافية وطول العمر ، و تزيد من قدرته على مقاومة الأمراض .
والنفس الحزينة ، الكئيبة والمنطوية ، تجلب الأمراض النفسية والعضوية على صاحبها .
الضغط النفسي والعصبي، والهموم الحياتية ، والتوتر النفسي والعصبي والغضب المستمر تقلل وتضعف مناعة الجسم ضد الأمراض ، حتى يصبح فريسة سهلة للبكتيريا والفيروسات .
ان تفاقم الحالة النفسية سوءً ، يؤدي الى نشاط البكتريا والميكروبات والفايروسات التي تغزو اجسادنا باستمرار بعد فقدان المناعة الذاتية للجسم . فتنشط بإفراز سمومها تفتك بالجسد وأعضائه المختلفة ، وتعطل عملها الطبيعي ، فتظهر أعراض الأمراض النفسية اولا ، ك الكآبة ، والانطواء ، والتوتر العصبي ، وبعد فترة من الزمن - ان لم تعالج وتزول مسبباتها - تتحول من امراض نفسية الى أمراض عضوية تفتك بصحة الجسد. فتظهر أعراض جديدة لهذه الأمراض العضوية ويصاب الجسم بأمراض فتاكة مثل ارتفاع ضغط الدم ، الذبحة الصدرية، السكري ، قرحات المعدة والاثنى عشري والقولون العصبي ، والاكزيما الجلدية وداء الصدفية وغيرها الكثير من الأمراض العضوية ذات المنشأ النفسي والعصبي . كما تنهار المناعة الذاتية للجسم وتفقد وظيفتها الاصلية ، فيحدث ان تهاجم خلايا المناعة الدفاعية الخلايا والأنسجة السليمة بالجسم وتفتك بها معتقدة انها اجسام غريبة غازية ، حيث تفقد القدرة على التعرف عليها. وتبدأ بمهاجمتها ومعاملتها كعدو غريب . وهذا ما اطلق عليه العلماء اسم امراض المناعة الذاتية .
خلاصة القول ان الحالة النفسية للإنسان هي المسيطرة والمسؤولة عن صحة الإنسان ونشاطه وفعاليات وسلامة أعضائه الداخلية وسلوكه مع الآخرين ، وأن الإصابة بالكثير من الأمراض العضوية يعود سببها الى الامراض النفسية ، و تسمى طبيا الامراض النفسجسمية .
فالابتعاد عن الغضب والتوتر العصبي والعيش حياة هادئة ، والانطلاق نحو الطبيعة وتناول المواد الغذائية الحاوية على الخضروات والفواكه ،والاكثار من شرب الماء والسوائل والتقليل من تناول اللحوم والدهنيات والسكريات وعدم الإكثار من شرب القهوة والشاي والابتعاد عن تناول المخدرات والكحول والسهر، والتقليل من تناول الادوية و عدم التعرض لمصادر الإشعاعات والمواد الكيمياوية ،والنوم ساعات تكفي الجسم ، كلها وسائل وقائية تحمي النفس والجسد من خطر الإصابة بالأمراض وتمنح الإنسان الصحة والعافية وطول العمر .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا