الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضايا وهموم الشباب

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2018 / 11 / 28
حقوق الانسان


يحمل كل شاب سوداني في حقيبة حياته اليومية قصص كفاح يصعب سردها بكلمات عابرة، ومعاناة الشباب السودانيين لا تنفصل البتة عن الواقع السياسي والإقتصادي والأمني بكل تفاصيله المعاشة، فقصة الحرب تجلب الفقر والجوع والتشرد وتهدد حياة الإنسان بشكل مباشر لأنها تحرق الريف المهمش وتعطل أهم مصادر الإنتاج كالزراعة والرعي والصناعات الخفيفة وغيرها، وتتسبب في هجرة شباب وشابات الريف إلي المدينة فيؤدي ذلك لإكتظاظ سكاني وبالتالي مع تدهور الدولة وإستغلال مواردها لتوفير الصرف علي الحروب الإنقاذية لتقل او تنعدم فرص العمل وتنتشر العطالة وسط الشباب والشابات فلا يجدون خيار سوى الهجرة خارج البلاد ومواجهة مشقة السير عبر الصحراء والإبحار علي متن (قوارب الموت) للبحث عن حياة أفضل، ورغم تلك المعاناة إذا قدر للشاب أن يصل إلي أوروبا فانه مطالب بالكفاح مع اللاجئيين للحصول علي جزء من طموحاته التي خزنها جبرا في حقيبة الحياة، وهناك، حيث يكون الشاب لاجئ او مغترب فانه يشعر بقلق الملاحقة المستمرة من قبل السلطات السودانية، وهنالك عدد من الشباب تمت ملاحقتهم بالتهديد والإعتقال في دول المهجر مثل إعتقال وليد الحسين وهشام ود قلبا وعدد من الشباب في المملكة السعودية وتهديد ضحية سرير توتو من قبل السلطات المصرية باشارة من نظام الخرطوم ومنعه من الكتابة بعد كشفه عن ملفات فساد في جهاز المغتربيين.
إن قضية الشباب لا تحصر في الوضع الإقتصادي فقط وإن كان ذلك من أهم مشكلاتهم، لكن الشباب يعنيهم ويهمهم بشكل مباشر كل ما يجري في المسرح السياسي السوداني، فهم من أكثر الفئات المتضررة من القوانيين المذلة والمهينة لإنسانية الإنسان، تلك القوانيين التي تقيد الحريات كقانون النظام العام وقانون الجرائم المعلوماتية وكل القوانيين التي تحظر حرية التعبيير عن الفكر والرأي والضمير، وعلي أساس هذه القوانيين شاهدنا حملات مطاردة الشباب في الأسواق لضربهم وحلاقة رؤسهم وشاهدنا أيضا حملات شرطة النظام العام للقبض علي الشابات بتهم الزي الفاضح كما حدث مع الفنانة منى مجدي، فالشباب الذين خاضوا معارك ثورية ضارية ضد النظام الإنقاذي الطاغي والباغي جلهم واجهوا مضايقات جمة ودخلوا السجون ونالوا نصيبهم من أحكام القضاء المسيس سوا بالسجن المؤبد او الإعدام شنقا وبعضهم تمت تصفيتهم كالشهداء في هبة سبتمبر وكجبار ودارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وشرق السودان وغيرها من المجازر البشرية التي لا تحصى ولا تعد في عهد الإستبداد الإنقاذوي.
يتحمل شباب بلادنا كل هذه الأوضاع السياسية والإقتصادية والأمنية في ظل غياب الحماية الدولية وفقا لمواثيق حقوق الإنسان التي تدعوا لصون وحماية الحقوق السياسية والمدنية لكل سكان العالم وقد حق تطبيقها ولم تطبق.
ويبحث الشباب عن وطن حر ديمقراطي موحد يحلمون فيه بحياة آمنة ومستقرة تمكنهم من إبراز مواهبهم في شتى الفنون الإنسانية، ويحتاج الشباب لوطن لا تهميش فيه ولا فساد وإستبداد يهدد حياة الإنسان ويمنع تطور الفكر والفن والتنمية الإقتصادية ومواكبة العالم العلماني الذي تقدم بالعلوم والمعارف الكونية المتطورة، ورغم أن المطالب الشبابية بكل مضامينها تمثل حقوق طبيعية ومطالب عادلة إلا أن الساعي لتحقيقها يعرض نفسه لأخطار كثيرة مع تصاعد وتيرة قمع النظام الكهنوتي لكل من يعارض سياساته المدمرة ودعمه إنتشار الجماعات المتطرفة التي تحلل الظلم بفتاوي ظلامية، فالنظام الإسلاموعسكري يسيطر علي كل مفاصل الدولة ويمتلك آلة عسكرية خارج القانون يسخرها لنهب موارد الوطن ويستخدمها ضد الشعب، وهذا مؤسف للغاية.
فشبابنا اليوم رغم تفاقم معاناتهم يتابعون مسيرة ثورة التغيير والتحرر ويشكلون مجموعات المقاومة داخل وخارج السودان ويتموضعون بوعي عالي في مواقع متقدمة داخل التنظيمات السياسية والشعبية والمنظمات المدنية والحقوقية ويقدمون مبادرات للسلام والتنمية كما يقودون حملات المقاومة الوطنية، وسيساعد الوعي الشبابي المتنامي في تطويق عنق النظام بحبال إنتفاضة كاسحة تناهض تعديل الدستور وترشيح البشير وتقوي خطوط الحل السياسي الشامل والعادل للوصول إلي دولة مواطنة حرة وديمقراطية تفرق حمولة حقائب البؤس والشقاء وتفتح صفحة جديدة لحياة أجد.


سعد محمد عبدالله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس


.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في




.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في


.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ




.. تاريخ من المطالبات بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في ا