الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالعقل يا فضيلة الإمام

سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)

2018 / 11 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن أمور مثل الاعتقاد والإيمان, هي وظائف عقلية تحتل مكانها داخل الحالة الإدراكية للعقل الإنساني, مثلها مثل أمور الشك والظن والترجيح واليقين .... الخ.

تتشكل الحالة الإدراكية للعقل الإنساني, وتنمو وتستمر بالنمو بتأثير عوامل متعددة, أهمها تراكم المعرفة, والخبرات المكتسبة, والبيئة المحيطة, وتتفاوت بين شخص وآخر, ولذا فإن أهم خصائصها هي الإنتقائية والاختلاف, كما أنها ترتبط ارتباطا وثيقا بالنزعة الإنسانية, وطبيعة النفس الإنسانية وانفعالاتها, وما تشمله من توجهات وأهداف وغايات, وما يحيط بها من ظروف وأحوال.

اذن فما هو عقلاني ومنطقي لدي شخص ما ليس شرطا أن يكون كذلك لدي الآخرين.

من هنا, فإن فرض عقائد معينة علي الانسان, بحكم مولده أو انتمائه هو شيء مجاف للعقل وللطبيعة الانسانية.

كما أن شمولية الفكرة أو الاعتقاد, لا تتوافق مع انتقائية العقل, التي تتباين بين شخص وآخر, ولذلك فإن تفاصيل الفكرة أو الإعتقاد, ليست كلها قابلة للإعتناق والتصديق, الا بالعقل, حتي وان لقي جوهر الفكرة قبولا عقليا ابتداءا.

هذا يفسر الصراع القائم بين التنويريين والأصوليين, حيث يصر الأصوليون علي أن العقيدة مكانها القلب, وهو أمر غير علمي بالمرة, فليس القلب بأكثر من مضخة للدماء, في حين أن العقيدة موطنها العقل بكل تفاعلاته التي أشرت اليها.

وعندما يصمم المتشددون علي أنك مطالب بتطبيق كل التعاليم والأفكار والتفسيرات المتواترة والمتعاقبة, بصرف النظر عن صحة أصولها, وحتي لو تعارضت مع العقل والمنطق, فهو أمر بعيد عن العقلانية, ولا يخدم العقيدة, ورغم كل هذا, يصرّ شيخ الأزهر, علي أن الأحاديث المتواترة والمشكوك في صحة أكثرها, تمثل ثلاثة أرباع الدين, خاصة وأن بها الكثير مما يتعارض مع جوهر فكرة الدين, وتحمل كثيرا من الطائفية والتطرف وكراهية الآخر, فضلا عن احتوائها علي تفاصيل تخطّاها الزمن منذ أمد بعيد.

هؤلاء الأصوليون غير المجددين, لا يحترمون العقل الإنساني, ويتبنون شعار (من تمنطق تزندق), في حين أن المنطق والعقل هو الطريق الصحيح, لإكتساب عقيدة قوية راسخة, يتلوها حالة إيمانية مستقرة, لدي كل شخص (علي حدة), تلزمه بكل ما هو طبيعي وعقلاني من تعاليم.

يتغافل الأصوليون عن حقيقة أن معظم القضايا الخلافية المثارة الآن, هي قضايا لا تتفق مع العقل, ولا يمكن فهمها في أي إطار, فقضايا الميراث والطلاق وغيرها, هي قضايا غير محددة السبب أو العلة, وتفسيرات الفقهاء تتعامل مع أسبابها بسطحية واضحة, وتغلق الطريق أمام المجتهدين علي قاعدة أنها أحكام شرعية لا يجوز نقاشها, (افهم ما تفهم من الأحكام, وما لا تفهمه خذه كما هو دون نقاش).

ولا أري في هذا, الّا احتكارا لا معني له للأمور الدينية, ممن لم يوكّلوا بهذا, وأتعجب ممن يصمم علي أخذ رأيهم واعتباره حكما, رغم أن لنا عقولا مثل عقولهم, ورغم أن العقل الجمعي للناس واتفاقهم هو بلا شك أصلح من عقولهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح