الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى الدكتور عادل عبد المهدي

احمد موكرياني

2018 / 11 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد التحية"
لقد جازفت بقبولك لمهمة رئاسة الحكومة العراقية في زمن سيئ جدا لا يحسدك احد عليها، ولكن عدم استغلالك للفرصة المتاحة لك لتشكيل حكومة تكنوقراط وانت عالم بكل المساوئ الوضع السياسي الحالي منذ 2003 فأنك تضيع فرصة تاريخية في ان تسجل صفحات ناصعة لقيادتك للعراق، ان الشعب العراقي يعلم علم اليقين بانك سائر بأقدام حافية في حقول من الغام إيرانية وتركية وقطرية ومن الفاسدين من قيادات الأحزاب والمليشيات، فأن تجاوزت حقل الألغام فأنك ستعبر بالشعب العراقي الى بر الحرية والأمان وسيسجل لك هذا الانتصار كأعظم انتصار في تاريخ العراق الحديث.

كل عراقي حر يعرف بأن معظم قيادات الأحزاب والمليشيات العراقية فاسدة وعميلة لقوى إقليمية ودولية ويعتبرون سرقة الأموال شطارة، ولا يمكن للقضاء العراقي ان يستدعي فاسدا واحدا من القيادات المتنفذة لمحاسبته "من اين اك هذا؟".

لا تكفي مئات الصفحات لتدوين اسماء الفاسدين من قيادات الأحزاب والمليشيات ولا استثني أحدا، فكل من شارك في الحكم منذ 2003 متهم بالفساد واهدار المال العام والعمالة الى ان يثبت العكس.

عزيزي الدكتور عادل عبد المهدي، ان المرء يعيش مرة واحدة وما أجمل الحياة عندما ينهيها شهيداً دفاعا عن ارضه ووطنه وعن مبدأ يؤمن به، فلا تنقصك الشجاعة فأنك تملك الشجاعة كلها عندما بدأت عملك خارج سجن منطقة الخضراء، لذا انصحك ان تحاول ان ترضي الشعب العراقي بكل فئاته ومكوناته بدل ان تحاول إرضاء قيادات الأحزاب ذات ولاءات خارجية ومتهمون بالفساد واهدار المال العام.

ركز جهدك على تلبية مطالب الشعب العراقي لتكسب ودهم، فأن الشعب العراقي اكبر من اقوى الطواغيت مهما علت شأنها، فلو كان صدام حسين كاسبا للشعب العراقي لانهزمت القوات الامريكية في 2003 في العراق كهزيمتها في فيتنام والصومال، ولكن طغيان صدام حسين وحروبه والحصار الاقتصادي ابعده عن معاناة الشعب العراقي وحرمه من ابسط متطلباته المعيشية، فما اشبه اليوم بيوم أمس بل انه اسوء، لأن عامة الشعب عاشوا عيشة الكفاف في العقد الأخير من أيام صدام حسين ولكنهم حصلوا على الماء النقي للشرب وعلى الكهرباء وسلة التموين الغذائي، فأما الآن فقد حُرموا مما كانوا عليه في اسوء أيام عهد صدام حسين، فنراهم يترحمون على صدام حسين وعلى أيامه مقارنة بما نحو عليه اليوم.

اوصيك بما يلي، ودعوتي لله ان ينصرك ويمنحك من قوة الإرادة لتكشف العملاء والفاسدين وتسجل تاريخا ذهبيا للعراق كنبؤخذنصر وهارون الرشيد، لأن من يستطع تغيير الوضع الحالي في العراق ويحرره من الاستعمار الإيراني والتركي والأمريكي يحتاج الى نصر من الله والى قوة قاهرة نابعة من دعم الشعب العراقي لإزاحة الجهلة والقتلة والحرامية وتجار الدين من السنة والشيعة من المشهد السياسي العراقي، ولا تحصر نفسك بنصائح مستشاريك فأنهم لا يمثلون الشعب العراقي ولا يشعرون بآلام الشعب العراقي، فهمهم بقاءك في السلطة بمراضاة الأحزاب للبقاء في مواقعهم طالما بقيت انت في السلطة وان كانت سلطة عرجاء:
1. شكل حكومتك وفقا لمطالب الشعب العراقي ورضاهم، فهم أكبر من الأحزاب والمليشيات، فاذا أخفقت في الحصول على ثقة مجلس النواب أعلنها حكومة طوارئ والى انتخابات نزيهة تحت رعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والجامعة العربية.
2. حرر القضاء من سلطة الأحزاب.
3. طالب باسترداد أموال التي حولت الى الخارج بطرق غير مشروعة، وكل الأموال والأصول التي لا يمكن أصحابها اثبات كسبهم لتلك الأموال او امتلاكهم لتلك الاصول بطرق مشروعة.
4. الغاء كل الهيئات المستقلة من النزاهة والانتخابات وغيرها، وليكن القضاء هو المشرف والمفتش والحاكم في كل من يخل بواجباته وشرف مهنته.
5. تبني مشاريع عملاقة مثل مشاريع الإسكان والماء والكهرباء وبناء مستشفيات ومراكز طبية حديثة والزراعة وصناعات البترولية بشفافية عالية ومعلنة تفاصيلها على الشعب العراقي وتقييم جدوى المشاريع من قبل شركات عالمية مختصة لا تمثيل لها في العراق او الأردن او لبنان.
6. جرد المليشيات والبيشمركة والعشائر من سلاحها وادعو الى تجنيد اجباري في كل انحاء العراق ليحل بدل المليشيات المؤتمرة من قبل احزابها.
7. تبني مبدأ فدرالية المحافظات بعد اعادة التقسيمات الإدارية الى سابق عهدها 14 محافظة، أي الغاء التقسيمات الإدارية المزاجية التي افتعلها صدام حسين، وبذلك تنتهي مشكلة المادة 140 والأراضي المستقطعة من كوردستان، ولا انصح بإنشاء أقاليم التي تقسم العراق قوميا ومذهبيا وتحتكر حكمها أحزاب فاشلة.
8. اطلب الدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي لترقية مستوى الخدمات الإدارية واجعل من الإدارة الالكترونية وسيلة للقضاء على الفساد الإداري المتفشي في كل اركان الدولة.

كلمة أخيرة:
• ان القائد الناجح يستغل الفرصة التي تتاح له في منعطف تاريخي مثالي ليعمل على تغيير العالم من حوله ليجلب الرفاهية والسعادة لشعبه.
• لا تُقييم الحضارات بقوة مسلحيها وميلشياتها واسلحتها وانما بعظمة علمائها وصناعاتها ورفاهية شعوبها، والا لدام الحكم المغولي التركي العثماني الذي اتخذ من الإسلام وسيلة للغزو والحروب، فماذا الترك الحكم المغولي التركي العثماني من اثار حضارية غير أمة إسلامية متخلفة ثقافيا واجتماعيا وحضاريا وصناعيا عن العالم المتمدن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية