الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تتمكن منك المتاعب والهموم ...اجعل دليلك الله عز وجل فهو خيردليل وعون !!

زهور العتابي

2018 / 11 / 30
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


كثيرة هي الضغوطات ومتاعب الحياة التي تجعلك تمتليء بالهموم وتضيق ذرعا من تلك الحياة وأحيانا من نفسك ومن كل شيء حولك....في أيامنا الخوالي من ذلك الزمن الجميل كانت تجمعنا روابط اجتماعية متماسكة تجعلنا أكثر أمل وسعادة وتفائل نتحدث فيها طويلا مع بعض( نفضفض)فمائدة الطعام التي كانت تجمعنا نتكلم فيها أكثر مما نأكل ! كانت قلولنا بيضاء نقية نضحك لأبسط الأسباب ان لم تكن (اتفهها ) مع أن ايامنا تلك لاتخلو من محطات حزن كفقدان عزيز رحل او مصادرة حرية الراي التي كنا عليها ابان حكومات أغلبها كانت تحمل طابعا دكتاتوريا بحتا لكن رغم هذا فيومياتنا كانت أسهل و أجمل رغم بساطتها وافتقارها أحيانا لأبسط الرفاهية مغربيات الحياة ...الآن وفي ظل ما نعيشه من تحديات لامكان للغبطة والفرح لاننا سجنا انفسنا طوعا خلف قضبان الفيس بوك وتلك الأجهزة (الغضب) التي بكل مابها من ايجابيات تسهل علينا الكثير من امور الحياة إلا أنها قيدتنا وأصابتنا بالشلل فاكتفينا بالصمت المطبق مع اننا أكثر الأحيان ممتلئين بالكلام !! انطوينا على انفسنا تماما وبتنا نخفي ونكبت ما في دواخلنا حتى أمست نفوسنا حزينة ..متعبة ومريضة والتعب النفسي أشد ايلاما واقسى على القلب من الجسد ....وفي هذه الحالة يحتاج المرء لأن يتكلم مع أحد ..يشكو مابه ..يشرح معاناته لعله يجد عند غيره ضالته في الحل ...لكنه اغلب الأحيان لا يقوى على البوح ويحاكي نفسه ترى كيف.. ولمن يشكو همه !؟ هل يلجأ لأهل بيته مثلا ؟ لكن مجرد ان يفكر بهذا يجد نفسه عاجزا تماما عن الكلام لاسيما ان كان يمثل أحد أعمدة البيت وكل من فيه يلجأ اليه ..تعودوا أن يرونه على الدوام متماسكا قويا وهو اكثر من غيره من بيده مفاتح الحل لجميع المشاكل !! اذن كيف يشكو لمن يشكو إليه !؟ ربما يرى الملاذ في أحد الإخوة او الأخوات ..ولكنه يفهم جيدا انهم يعانون ذات المتاعب والهموم فيكفي انهم يعيشون بالعراق !! ناهيك عن عزة النفس والكبرياء التي يمتلكها فتلك تقف حائلا كبيرا دون البوح والكلام...ربما قائل يقول واتفق معه تماما (الصديق وقت الضيق )..نعم هذا قد يكون افضل الخيارات ولكن أين هو ذلك الصديق الذي فيه من أهم الصفات (الكتمان والوفاء ) ما يجعلك تثق به تماما في زمن تغيرت فيه النفوس وأصبحت المصالح هي سيدة المواقف والعلاقات !! وهذا لايعني ان الدنيا تخلو من الاوفياء والطيبين..لا..بل هم موجودون لكنهم ندرة في هذاالزمن الأغبر اللعين ...وهذا ما يجعلنا أيضا نتردد في أن نسرد ونقول ...لكن هناك حالة واحدة قد يجد المرء فيها (ضالته )حينما تلتقيه الصدقه بصديق سفر أو عابر سبيل لان الغربة تقرب المسافات بين القلوب فليس هناك ما تخشاه اوتتخوف منه عند البوح والكلام ..خصوصا آنه لايعرفك فلايسالك من أي ملة انت او أي مذهب و قومية فوحده السفر من يجمعكما فتشعر برغبة شديدة في الكلام فتبوح له بصدق لانك تجده كما الصندوق الذي يحفظ لك اسرارك وخلجات روحك.....انا عشت هذه التجربة حيث التقيت بفتاة مغربية راقية جمعتني الصدفة واياها في إحدى السفرات وفي أحد المطاعم التركية كانت امراة ممتلئة بالنشاط والحيوية ...ما أن راتني أرتاحت لوجودي فاشارت الي أن اشاركها نفس الطاولة وأخذنا نتجاذب الحديث معا...كلمتنى عن نفسها وسرعان ما دخلت قلبي دونما استاءان ..فبعد التي واللتية شكت لي ما بها ومم تعاني وسرعان ما خانتها دموعها .تألمت لحالها...وتكلمت معها كثيرا واستطعت بفضل الله أن أخف عنها شيئا من معاناتها وكم فرحت حينما استطعت أن أعيد لها ابتسامتها الجميلة ...وأنا أيضا تلك العراقية المثقلة كغيري من المتاعب والهموم لم أتردد أبدا في أن اكلمها عن نفسي ومتاعبي والغريب انها رغم كونها تصغرني وبعمر ابنتي الكبرى تقريبا لكن جملة بسيطة اوجزتها لي وبكلمات حلوة وشيء من الأطراء وتطييب الخواطر ادخلت فيها الراحة إلى نفسي وكأن القدر قادني اليها ليزيل عني ذاك الكم من الهم الذي كان يطبق على صدري والذي عكر بامتياز يوميات سفرتي !!! اعترف انها كانت أجمل محطة من محطات سفرتي تلك ...إذن صديق الصدفة أفضل من غيره ليزيح عنك الألم وينتشلك مما انت فيه ..لكن كم مرة يحدث هذا ؟ انك بالكاد ان أستطعت أن تسافر ربما مرة واحدة كل سنه بل هناك من لايتمكن أبدا من السفر ...فكيف السبيل إذن للترويح عن النفس وإزالة ما بها من ضيق وهم وحزن ؟
أنا أرى أن السبيل الوحيد والأمثل هو اللجوء إلى الله عز وجل !!! تضع همومك بين يدي من لاتضيع عنده الودااائع ...تكلم معه بكل صدق فهو يسمعك ويعلم جيدا معاناتك ..همومك ومتاعبك...أوجاعك وخفايا قلبك ...نعم.. هو يعرفها وبكل تفاصيلها لأنه معك أينما تذهب لكنه جلت قدرته يحب أن يسمعها منك ...بصوتك...أعترف له بكل ما يوجع قلبك تكلم عما يحزنك لاتخجل أبدا من البوح فهو السميع الغفور الرحيم.. اجعله دليلك..أطلق لدموعك العنان وأدعو له وتوسل اليه فالله سبحانه وتعالى يحب الالحاح بالدعاء.. اطلب الحلول و الراحة والعون...تمسك بحبله المتين فالله خير معين... ودليل الحائرين ..ناصر الضعفاء والمساكين ...وهو أرحم الراحمين .....!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة