الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابداع بين المسايرة والمغايرة

عصام عبدالعزيز المعموري

2018 / 12 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الابداع بين المسايرة والمغايرة
محاضرتي في المركز الثقافي البغدادي – قاعة علي الوردي (شارع المتنبي- بغداد)يوم الجمعة 2 تشرين الثاني 2018
الأستاذ الدكتور عصام عبد العزيز المعموري – بعقوبة
.......................................................................
في يوم ما قال الطبيب الأديب ( غسان حتاحت) : ( أفضّل أن ألقي محاضرة على أشخاص يشعرون بالنعاس على أن ألقي محاضرة على أشخاص يشعرون بالملل)
واحدى وسائل تجنب الملل في أية محاضرة هي الحفاظ على وحدة الموضوع ..ولكي أحافظ على وحدة الموضوع أقول أن هذه المحاضرة المتواضعة تهدف الى الاجابة عن التساؤلات الآتية :
- ما هو الابداع ؟وما الفرق بينه وبين الذكاء والعبقرية وباقي القدرات العقلية ؟
- متى يمكن للفرد أن يبدع ؟
- لماذا يرتبط الابداع بالجنون أو غرابة الأطوار ؟
- هل أن حالة التسكع والصعلكة والجنون لدى أغلب المبدعين اختيار أم اجبار ؟
- هل حقا" هنالك طقوس خاصة للكتابة لدى الأدباء والكتاب ..أم أن ذلك محض خيال ؟
- ما هي مراحل العمل الابداعي منذ بداية نشأته الى اكتماله ؟
- كيف ولماذا ينتحر المبدعون ؟
- ما هي أبرز الخصائص النفسية للمبدعين ؟
- هل يمكن تعلم أو تعليم الابداع ؟
- لماذا يكون أغلب المبدعين في شتى المجالات من خارج الاختصاص الابداعي ؟
نظراً لتعقد مفهوم الابداع أصبح من الابداع أن نعطي تعريفاً جامعاً مانعاً للإبداع بسبب كثرة المجالات التي شاع فيها هذا المفهوم أولاً ومناهج الباحثين واختلافاتهم واهتماماتهم العلمية والثقافية ومدارسهم الفكرية ثانياً وتعدد جوانب الظاهرة الابداعية وتعقدها ثالثاً.
الابداع هو الاتيان بجديد ..يقول الأديب النرويجي ( هنريك آبسن ) : ( ان المرء ليسأم من سماع صدى صوته ) ..الابداع صوت وليس صدى ..الابداع يتضمن شقيتن أولهما تحويل ما هو مألوف الى ما هو غير مألوف وثانيهما عكس ذلك ..أي تحويل ما هو غير مألوف الى ما هو مألوف ..وفي هذا الصدد يقول ( شوبنهاور ) : ( ليس المهم أن نرى شيئاً جديداً بل الأهم أن نرى معنى جديداً في شيء يراه كل الناس ) .
لو أخذنا الابداع باعتباره قدرة عقلية نرى أنه يتطلب تقديم حلول كثيرة ومتنوعة وأصيلة وفيها تفاصيل للمشكلة أو المسألة المطروحة ، فالشخص المبدع غالباً ما يكون تفكيره أكثر مرونة وتدفقاً من التفكير الاعتيادي ولا يتقيد بحدود المعلومات المتوفرة .
ولفهم الابداع دعنا نعرًف الشخص المبدع بأنه هو الذي يأتي بأفكار كثيرة ومتنوعة وأصيلة .
من شروط الابداع وجود المدينة فالمدينة هي راعي الابداع والعائلة العراقية حسب تعريف علم الاجتماع هي عائلة بطرياركية او ابوية وريفية .
ان القلق الابداعي الذي يترجمه المبدع الى عمل هو بحد ذاته مكافأة داخلية للمبدع .
الذكاء والابداع قدرتان منفصلتان ولكن على الرغم من ذلك فقد وجدت عالمة النفس ( آن رو) أن العلماء المبدعين يمتلكون مستوى عالياً من الذكاء أو حد أدنى من الذكاء حوالي (120) بحيث لو توفر أقل منه لا يمكن للفرد أن يكون مبدعاً فيمكن القول أن كل مبدع ذكي وليس كل ذكي مبدعاً .
يعد مفهوم الذكاء من أكثر المفاهيم السيكولوجية اثارة للجدل والاختلاف بين المتخصصين وغير المتخصصين لأسباب تتعلق في بنية المفهوم وطبيعته وآخر ما تم التوصل اليه هو ما أعلنه عالم النفس الأمريكي ( جاردنر )في نظرية أسماها ( نظرية الذكاءات المتعددة ) حيث استقى نظريته من خلال ملاحظاته عن الأفراد الذين يتمتعون بقدرات خارقة في بعض الجوانب العقلية ورغم ذلك فهم لا يحصلون في الاختبارات التقليدية الا على درجات متوسطة أو ضعيفة ..وقد حدد ( جاردنر ) عشرة أنواع من الذكاءات وهي كالآتي :
1- الذكاء اللغوي : وهو القدرة على استخدام اللغة ومفرداتها ودلالاتها ورموزها بشكل فعال للتعبير عن الأفكار والمشاعر والانفعالات ومن التعريفات التي تروق لي للشعر : ( هو التألق في ايجاد لغة في اللغة ) ويقول ( بودلير) : ( الشاعر يوقظ في القبح جمالاً ) .
2- الذكاء البصري المكاني : وهو القدرة في التفكير بشكل بصري وامكانية ادراك العلاقات المكانية والبصرية بشكل فعال ويمتلك هذا النوع من الذكاء الرسامون والمهندسون والطيارون والملاحون والجراحون والمخترعون .
3- الذكاء الجسمي الحركي : وهو القدرة على استخدام الجسم بمهارة كوسيلة للتعبير عن الغايات والأفكار والانفعالات ويمتلك هذا النوع من الذكاء الفنانون والراقصون والرياضيون والنحاتون والرسامون وغيرهم .
4- الذكاء الموسيقي النغمي : وهو القدرة على التذوق الموسيقي والقدرة على تشكيل الجمل الموسيقية .
5- الذكاء البينشخصي : ويشير الى القدرة على ادراك أفكار ومشاعر الآخرين وأمزجتهم ودوافعهم ومقاصدهم وامكانية التفاعل المناسب معهم وتندرج هذه القدرة في صيغة الذكاء الاجتماعي فالشخص الذكي اجتماعياً هو الذي يمكن أن يستوعب أكبر عدد من الأشخاص مختلفي الأفكار والمشاعر والأمزجة ويقيم معهم أواصر من الصداقة والمودة .
6- الذكاء الرياضي المنطقي : وهو القدرة على التفكير المنطقي المعبر عن صيغ الاستدلال والاستقراء واستخدام الأرقام بشكل فعال .
7- الذكاء الشخصي الذاتي : هو قدرة الفرد على معرفة ذاته وافكاره ومشاعره وادراك مكامن القوة والضعف في شخصيته وامكانية توظيف حدود وقدرات الذات في شكل صحيح يحقق اكبر قدر ممكن من المكاسب والاعتداد بالذات ويمتلك هذا النوع من الذكاء الفلاسفة والأطباء والقادة والزعماء وغيرهم ) .
8- الذكاء الطبيعي : وهو قدرة الفرد على التمييز والتصنيف وادراك أنماط العلاقات المختلفة بين الأشياء والأشكال والصور والمفاهيم الموجودة في الطبيعة ويمتلك هذا النوع من الذكاء علماء التصنيف والأشخاص الذين يعيشون في اماكن غير مأهولة كالغابات والبوادي والصحاري .
9- الذكاء الوجودي : وهو قدرة الفرد في تأمل وجوده في الكون والرغبة في ادراك ماهية الكون والوجود والغاية منها كما هو الحال عند المفكرين والوجوديين والفلاسفة والمصلحين الاجتماعيين .
10- الذكاء الروحي : هو مجموعة من القدرات التي يوظفها الفرد لتجسيد القيم الروحية بطريقة تؤدي الى تحسين الأداء السلوكي وتحقيق الأهداف والغايات التي يتبناها في مسيرة حياته .
يقول ( جاردنر ) : كل شخص يمتلك هذه الذكاءات العشرة بنسب مختلفة .
يميز عالم النفس العربي د.فاخر عاقل بين الطفل الموهوب والعبقري ويرى بأن الموهوب هو ذو الذكاء العالي الذي يفوق معدله ( 140) أما العبقري فهو الطفل المتميز بالذكاء المبدع بين الموهوبين وبذلك يمكن القول استناداً الى د.فاخر بأن كل عبقري موهوب وليس كل موهوب عبقري وأن الذكاء شرط أساس للعبقرية أو الابداع .
واعترض الكثير من العلماء على اختبارات الذكاء وقالوا بأنها غير كافية لتشخيص المتفوقين عقلياً وقالوا بأنها عاجزة عن قياس القدرة على التفكير التباعدي أو التشعبي أو ذي الاتجاهات المتعددة .
متى يمكن للفرد أن يبدع ؟ يقول المنظر التربوي الأمريكي ( ماسلو ) الذي أوجد لنا هرم الحاجات الانسانية : ( لا يمكن للفرد ان يبدع ما لم يحقق ذاته ) والفرد لا يحقق ذاته الا بعد اشباع حاجاته البيولوجية ويحس بأنه غير مهدد ويشعر بانتمائه الى وطن وشعب وتنظيمات اجتماعية كالعائلة او الحزب او الأصدقاء وغير ذلك ..وان الحاجات الانسانية استناداً الى ماسلو من الأدنى الى الاعلى هي : 1- الحاجات الفسيولوجية 2- حاجات الأمن 3- حاجات الحب والانتماء 4- حاجات التقدير والاحترام 5- حاجات المعرفة والفهم 6- الحاجات الجمالية 7- حاجات تحقيق الذات .
لماذا يرتبط الابداع بالجنون أو غرابة الأطوار ؟
سئل الأديب الفرنسي ( أندريه موروا ) يوماً : هل صحيح أن المبدعين مجانين ؟فأجاب : الأصح أن نقول بأنهم كانوا سيصبحون مجانين لولا أنهم أصبحوا مبدعين ،فالجنون هو الذي يصنع المبدع ، والابداع هو الذي يشفيه ) وكان الطب النفسي في القرن التاسع عشر أكد وجود علاقة بين الابداع والجنون لأن المبدع لا يمكن أن يكون طبيعياً مثل باقي الناس فهو يميل الى العزلة .يقول ( أندريه جيد ) : ( ان أجمل الأشياء هي التي يقترحها الجنون ويكتبها العقل وينبغي التموقع بينهما بالقرب من الجنون حين نحلم وبالقرب من العقل حين نكتب ) .
في مقارنته بين المبدع والعصابي يقول د.قاسم حسين صالح : ( ان المبدع كالعصابي ينسحب من واقع لا يرضاه الى دنيا الخيال ولكنه يختلف عن العصابي بكونه يعرف كيف يقفل منه راجعاً ليجد مقاماً راسخاً في الواقع ) أما د.يوسف ميخائيل أسعد فانه يقدم لنا في كتابه (سيكولوجية الابداع في الادب والفن ) تفسيراً لعصابية العبقري أو المبدع وهو تفسير على ما اعتقد قد تفرد به عن غيره من المنظرين بتقسيمه الصحة النفسية للأفراد بشكل عام الى ثلاث مراتب : المرتبة الاولى هي مرتبة السوية Normality وهي الحالة العادية التي تتأتى لجميع الناس الذين لا يثير سلوكهم اي ارتياب او اندهاش ، فالشخص السوي هو الشخص العادي ، أو هو الشخص الذي لا تثير تصرفاته او افكاره سخطنا او انفعالنا ضده ، أما المرتبة الثانية فهي مرتبة ما تحت السوية Sub Normality وهي الحالة التي ننعتها بالمرض النفسي أو العقلي أو العصبي ، فجميع الانحرافات النفسية التي تتصف بالانحراف عن الجادة انما تقع في اطار المرتبة الثانية ، أما المرتبة الثالثة من مراتب الصحة النفسية فهي مرتبة فوق السوية Super Normality وهي الحالة التي يكون فيها المرء في مستوى اعلى من مستوى الناس العاديين ، فالشذوذ الذي ينسب للعباقرة والمبدعين يكون في الواقع في اطار هذه المرتبة الثالثة من مراتب الصحة النفسية .
ويرى د.مصطفى سويف عالم النفس المصري أن الصراع الذي تتعرض له الشخصية بين اهدافها الخاصة والهدف المشترك للجماعة يمكن ان يكون منشأ العبقرية كما أنه من الممكن أن يكون منشأ الجنون أو منشأ أي ظاهرة تدل على سوء التكيف .
هل أن حالة التسكع والصعلكة لدى اغلب المبدعين اختيار ام اجبار ؟
يقول عالم النفس ( وليم جيمس ) : ( ان أعمق مبدأ في طبيعة الانسان هو اللهفة في ان يتم تقديره ) أي الشعور بالأهمية ..وفي مقابلة مع مدير احدى المستشفيات الامريكية للأمراض العقلية وهو طبيب حائز على اوسمة الامتياز والجوائز قال : ( ان كثيراً من الناس الذين يصابون بالجنون يجدون فيه الشعور بالأهمية التي حرموا منها في عالم الحقيقة ) ويقول : (لدي الآن مريضة كان زواجها كارثة ، تطلعت للحب والأطفال والمكانة الاجتماعية ، الا أن الحياة نسفت كل آمالها ، وزوجها لم يحبها ، رفض حتى تناول الطعام معها واجبرها على ان تقدم له وجباته في غرفته بالطابق العلوي ، لم يكن لديها اطفال ولا مكانة اجتماعية ، اصيبت بالجنون ، وفي مخيلتها انها طلقت زوجها وتعتقد انها تزوجت من ارستقراطي انجليزي وتتخيل ان لها طفلاً جديداً تحصل عليه كل ليلة ، كل مرة ازورها تقول : دكتور كان لدي مولود الليلة الماضية ) .
يقول الطبيب : ( لو استطعت ان ابسط يدي واشفيها من جنونها ما فعلت ذلك لأنها اكثر سعادة وهي في حالة الجنون ) .
هل هنالك حقاً طقوس للكتابة لدى الأدباء وشتى المبدعين المشتغلين بالجوانب الفكرية ام انها محض خيال ؟
في يوم ما قيل : ان الكتابة فاعل والكاتب مفعول به لأن الكتابة هي التي تمارس سطوتها على الكاتب ليقوم بتنفيذ نص ابداعي على السطور فما هي طقوس المفعول به ليستجيب لسطوة الفاعل ان وجدت تلك السطوة حقا" في وقت لا يعترف فيه بعض المبدعين على اختلاف توزعهم على المشهد الابداعي بوجود طقوس للكتابة ويقولون أنهم قادرون على الكتابة متى شاءوا ؟
في منهج البحث الأدبي والعلمي ..لتسهيل مهمة الباحث يتم تصنيف مادة البحث الى محاور وهنا صنّف المتخصصون طقوس الكتابة لدى المبدعين الى فئات يمكن ذكر بعضها كالآتي :
1- طقوس اللباس 2- أمكنة الكتابة 3- طقوس الورق 4- طقوس الجلوس اثناء الكتابة 5- طقوس الكتابة مع شرب الفنجان والقهوة 6- طقوس الكتابة ليلا" 7- طقوس الكتابة نهارا" 8- طقوس الكتابة شتاء" 9- طقوس الأقلام ..الخ .
- الروائي والسيناريست المصري المرحوم أسامة أنور عكاشة لا يبدأ الكتابة الا عندما يشرب كأسا" من الشاي وبعد الشاي كأس نسكافيه وبعد ذلك كأسا" من العصير وبعد العصير قهوة تركية وحوالي 90 سيجارة ويخصص لكل رواية أو مسلسل قلما" خاصا" يختلف عما كتب به سابقا" ولا يكتب الا في النهار .
- أبو القاسم الشابي الذي توفي عام 1934 وهو في الخامسة والعشرين من عمره كان يقول أن الالهام لا يأتيه الا في الهزيع الأخير من الليل وكان يضطر عنما يلهم الى استخدام فحم الحطب كطبشورة يكتب بها على جدران الغرفة التي يقيم فيها حتى اذا جاء الصباح عمد الى نقل ما كتب على الجدار الى كراس وكان ذلك يتسبب في مشاجرات مع الأهل ولكنه كان يقول لهم أنه مضطر الى التعامل مع العملية الابداعية على هذه الشاكلة .
- أجاثا كريستي تغطس في بانيو الحمام لساعات كي تأتيها لحظة كتابة رواية أو حل عقدة مستعصية فيها .
- شاعر ألمانيا (جوته) فان الطقس الأكثر تفضيلا" له هو أن يكتب وأمامه طبق من التفاح المتعفن .
- الروائية العراقية لطفية الدليمي تصف ظروف كتابة روايتها (سيدات زحل) بالقول :غدت عملية الكتابة بذاتها الوطن البديل الذي يرافقني في كومبيوتري المحمول أينما حللت وكتبت فصول روايتي هذه على مدى ثلاث سنوات وأنا أكابد محنة التشرد بين مدن العالم من فندق الى آخر ومن بيت الى غرفة حتى بلغ عدد السقوف التي نمت تحتها نحوا من ستة وثلاثين سقفا" في مدن مختلفة الأردن وألمانيا وسويسرا وفرنسا ..كنت أتجول بين مدن وبلدان في القطارات ومعي حاسوبي المحمول وأترك في كل مدينة وبيت حقيبة وكتبا" حتى توزعت ذكرياتي وقمصاني وأوراقي بين عشر من الأماكن تركتها جميعا" كما تركت كل شيء في بيتي البغدادي الذي اقتحمه المارينز ودمروا معظم ما فيه وقلت لنفسي :أيتها المرأة ان قدرك رغم كل هذا لجميل جدا وانك لمحظوظة اذ تملكين نعمة الكتابة .
- يصف لنا (حنا مينة) طقوس الكتابة لدى الجواهري بالقول :رؤيتي الاولى للجواهري كانت في أواسط الخمسينيات دخلت غرفته في الفندق الذي نزل فيه ،في الظهيرة كانت النوافذ مغلقة والكهرباء ضعيفة وكان يدور في الغرفة في حالة من الغضب الغضوب وهو يتمتم بما لا أدري من الكلمات ،كان الدخان منعقدا" ،وأعقاب السجائر في كل مكان ،في المنفضة ،على حديد مشعاع التدفئة على الأرض ،وكان قد كتب على ظهر علبة سجائره وعلى أوراق صغيرة وعلى الجدران وقال لي أنه يدون مطلع المورد في القصيدة فقط وبعد ذلك في الملعب البلدي –الذي كان في موقع معرض دمشق الدولي ،ألقى قصيدته في تأبين الشهيد عدنان المالكي .
صاموئيل بيكيت مؤلف المسرحية الشهيرة (بانتظار غودو) لا يكتب الا وهو جائع و(آبسن) وهو مسرحي آخر يضع عقربا" فوق منضدة لحظة الكتابة ويضع أمامه صورة للأديب (سترندبرج) وهو أعدى أعدائه وكان يقول :انما أريد أن أغيظه وهو يتفرج على ابداعي قبل نشره على الناس و(جان كوكتو) كان كذلك لا يكتب الا بعد أن يضع عقربا" حيا" في كأس مقلوبة.
جبرا ابراهيم جبرا يقول أنه استوحى اغلب أعماله الأدبية من السير على الأقدام في شارع النهر في بغداد.
نزار قباني كان ينام على بطنه اثناء الكتابة ولا يكتب الا عندما يكون في منتهى الشياكة والأناقة وكأنه مستعد للقاء حبيبة وكذلك الكاتب الألماني (توماس مان ) فانه لم يكن يجلس أمام الورقة البيضاء الا بعد أن يحلق ويتعطر ويلبس بدلة فاخرة حتى لكأنه ذاهب الى حفل رسمي .
الأديب الكبير (نجيب محفوظ) قبل بدء عملية الكتابة يميل الى الاستماع لمقطوعة موسيقية ثم الانصات الى السيدة (أم كلثوم) وهي تشدو بصوتها وهو يسير في منزله قبل أن يتوجه الى غرفة مكتبه للبدء في الكتابة كما أن له عادة أخرى حيث كان لا يتوقف عن التدخين طوال الكتابة ولا يكتب الا في النهار شأنه شأن الصحفي مصطفى أمين في وقت لا يكتب فيه هيكل مقاله الاسبوعي الا بعد العاشرة مساء "والأديب مصطفى صادق الرافعي لا يكتب الا في الليل وأنيس منصور لا يكتب الا في الرابعة صباحا" أما الروائي الفرنسي بلزاك فانه لا يبدأ في الكتابة الا عندما يضع جواره سطلا" كبيرا" من القهوة وكان يشرب من 20 الى 30 فنجانا" من القهوة .
الكاتب (أوسكار وايلد) لا يستطيع الكتابة الا بعد تزيين غرفته بريش الطاووس.
الأديب (توفيق الحكيم) لا يكتب الا بعد أن يشرب عدة فناجين من القهوة و(محمد الماغوط) لا يكتب الا عندما يشعر بالعزلة والوحدة .
أما (مارك توين) فقد كان روتينه بسيطا" فكان يذهب للعمل صباحا" بعد فطور غني ومغذ ليكتب حتى وقت العشاء في الخامسة مساءا" ولم يكن أحد من أفراد عائلته يجرؤ على طرق باب غرفته وكانوا ينفخون في بوق لمناداته عند الضرورة ..وفي الأيام الحارة كان يترك باب الغرفة مفتوحا" ويثبت أوراقه بالطوب ويكتب بلا توقف حتى عند الأعاصير مرتديا" ملابس خفيفة مصنوعة من نوع خاص من الحرير وبعد العشاء يقرأ (توين) ما كتبه خلال اليوم على أفراد عائلته وكان يحب الحصول على جمهور ودائما" يكسب موافقتهم وكان يدخن بشراهة من الفطور حتى وقت النوم وكان منزله بحاجة دائمة للتهوية .
طاغور كان يتحدث للبحر قبل الشروع بكتابة قصيدة وكذلك الروائي (غبريال غاسيا ماركيز) لا يكتب الا عندما يشعر بأن الحزن يساوره ..أما الشاعر العربي (أبو تمام ) فانه يكتب في غرفة حارة بعد أن يرش أرضها بالماء ..و(أميل زولا)لا يكتب الا على نور شمعة واحدة .. و(فكتور هيجو)لا يكتب الا على طاولة واحدة قديمة ومتواضعة و(باولو كويلو) يقول أنه لا يكتب الا بعد أن يصافح الناس في الطرقات ..أما (عزيز ينسين) فانه يكتب عندما يشعر بصداع الرأس. في حين أن (جيمس جويس) الكاتب والشاعر الايرلندي صاحب (عوليس)وصورة الفنان كشاب يكتب واقفا" وكذلك(ألبير كامو)يكتب وهو واقف بحيث تكون أمامه شرفة مفتوحة ..أما (فلوبير)صاحب رواية(مدام بوفاري) وهو مستغرق في الكتابة يجب أن يروح ويجيئ في الغرفة المغلقة ضاربا" الأرض بقدميه متفوها" بكلمات يرغب في التعرف على مدى موسيقيتها وصداها لدى القراء لاعنا" باكيا" مطلقا" الأنين والصراخ مرددا" لأبيات من الشعر القديم تعينه على نحت جملة وعندما سأل الخدم زوجته عما يحدث في غرفة السيد فلوبير أجابت : السيد بصدد تهذيب اسلوبه! أما العقاد وأنيس منصور لا يكتبان الا عندما يرتديان البيجامة. ومن أغرب طقوس الكتابة كانت للكاتبة الأمريكية (دانيال ستيل)فهي تكتب أعمالها على آلة كاتبة قديمة وتعمل على خمسة كتب في آن واحد.
وهكذا نرى تباين طقوس الكتابة لدى الكتاب والأدباء وما يهم المتلقي هو الحصول على أدب جميل وابداع حر وعلم ينتفع به وفكر خالص.
هل يمكن تعلم وتعليم الابداع ؟
هنالك 3 آراء تقول لا يمكن تعلم وتعليم الابداع والعمليات العقلية الأخرى وهي كالآتي :
الرأي الأول
لا يمكن تعلم وتعليم الابداع لأن الابداع محدد بعوامل خارجة عن سيطرة الفرد وارادته وخارجة أيضاً عن سيطرة وارادة ذويه وبيئته الاجتماعية والحضارية والتربوية وأصحاب هذا الرأي يقولون أن الابداع يأتي الى الفرد عن طريق كائنات خرافية مثل ( شياطين الشعر وملائكة الحكمة أو نوع من الجنون ) تنقل للمبدع موضوع ابداعه وما الفرد الا اداة سلبية طيعة لا حول له ولا قوة سوى استلام وحي نلك الشياطين والملائكة أو مس الجنون وعلى هذا الأساس لا يمكن تعلم وتعليم الابداع بأي حال من الأحوال وهذا التفسير يسلب الفرد المبدع انسانيته .
ويصعب على العقل العلمي قبول فكرة ان يكون كبار المبدعين ما هم الا ادوات جامدة ينقلون الينا ما توحيه اليهم هذه الكائنات الخرافية ومع الاسف لا يزال يؤمن بهذا الرأي عدد من الناس .
الرأي الثاني
لا يمكن تعلم وتعليم الابداع لأن الابداع والعبقرية موهبة يهبها الله لمن يشاء ويحرم منها من يشاء واذا سلّمنا بصحة هذا الرأي فاننا نسلّم بأنه لا دور للفرد ومجتمعه ومؤسساته التربوية في تحفيز الابداع وتدريبه .
يقول د0 مصطفى محمود :
( ان القدرة على الابتكار موهبة أبدعها الله في كل عقل .. كل ما عليك أن تبدأ

الرأي الثالث
لا يمكن تعلم او تعليم الابداع لأنه محدد بعوامل الوراثة الفطرية
( الجينات ) ومن أنصار هذا الرأي أفلاطون وعالم الوراثة البريطاني ( كالتون ) وعالم النفس ( ايزنك ) اذ يرى هؤلاء ان ذكاء الفرد وابداعه محددان بدرجة عالية بالعوامل الوراثية حيث يشير ( ايزنك ) ان 80% من العوامل التي تسهم في تحديد الذكاء وبالتالي الابداع يعود الى المحددات الوراثية الجينية و 20% للعوامل الحضارية الاجتماعية التربوية ولا ندري ماذا سيصبح ( ايزنك ) نفسه أو ( كالتون ) لو عاشا في الصحراء العربية او الاهوار العراقية حتى لو كانا منحدرين من سلالة المانية او بريطانية .
ان علماء الوراثة تحدثوا عن الجينات ولم يتحدثوا عن البيئة والرعاية الصحية والغذائية والنفسية التي تتمتع بها الام الحامل ووليدها بعد الولادة في اوروبا وغيرها مقارنة مع الجوع والحرمان والفقر واللانظام الذي يعيشه معظم القارات الاخرى .
ان الزعم بأن الانسان الابيض اذكى واكثر قدرة على الابداع بالفطرة ( الوراثة ) من اخيه الانسان الاسمر او الاسود او الاصفر كالزعم بأن الحصان الابيض اكثر اصالة واسرع جرياً من الحصان الاسود .
الرأي الرابع
نعم يمكن تعلم وتعليم الابداع عند توفر الظروف الاجتماعية والحضارية بضمنها التربوية المشجعة والمحفزة للتفكير والابداع
هذا الرأي يؤمن بأن مجرد عيش الفرد في بيئة تشجع وترعى التفكير والابداع يكفي لتحفيز ابداعه وتنميته ، ويتبنى هذا الرأي عدد من علماء الاجتماع والتربية وعلم النفس حيث يقول (واطسن ) : ( أعطني مجموعة اطفال اسوياء واسمح لي ان اخطط لكل منهم البيئة الاجتماعية والتربوية التي اختارها وانا كفيل باعداد كل منهم للمهنة التي ارغب ....( الطبيب ، المحامي ، المهندس ، اللص ، .....) .
وانا اعتقد بأنه رغم اهمية العوامل الحضارية والتربوية في تشكيل شخصية الفرد وذكائه وابداعه لكنها بمفردها لا يمكنها اعداد المفكر المبدع مثلما لا تستطيع الوراثة لوحدها ان تعد لنا ما نريد من مفكرين مبدعين .
الرأي الخامس
نعم يمكن تعلم وتعليم الابداع عند توفر وتفاعل كل من :
- الوراثة البيولوجية المناسبة
- العوامل الاجتماعية الحضارية المشجعة الراعية للتفكير والابداع .
يرى اصحاب هذا الرأي ان ولادة الفرد سليماً من الامراض العقلية في عائلة مرفهة اقتصادياً ومتعلمة وذهابه الى مؤسسات تربوية تشجع وترعى الابداع كفيل باعداد جيل مفكر مبدع .
الا ان توفرهذه العوامل والظروف لكثير من الافراد دون ظهور مبدع يجعلنا لا نؤيدها .
الرأي السادس
نعم يمكن تعلم الابداع وتعليمه عند توفر ما يأتي :
1- الوراثة البيولوجية المناسبة
2- الظروف البيئية المناسبة التي توفر للأم الحامل الرعاية الشاملة المجانية منذ بداية الحمل وخلاله وبعده (سنة بعد الولادة ) وللطفل منذ ولادته حتى يتجاوز 16 سنة وتوفر المؤسسات الاجتماعية ( الأسرة ، المدرسة ، الاعلام ، الجامعة ، ....) التي توفر وتشجع وترعى قوة وعملاً التفكير والابداع .
3- توفر الرغبة والطموح والدافعية لدى الفرد حيث ان الرغبة والدافعية تمثل الجانب الانفعالي الذي يكمن وراء كل عمل ابداعي وهما السر وراء عمل المبدعين . وسيرة حياة المبدعين خير شاهد .
اديسون كان يقضي 20 ساعة يومياً لمدة 13 سنة قبل ابتكاره اول هاتف وانه جرب 1800 مادة قبل صناعة اول مصباح كهربائي .
4- التدريب المناسب منذ الطفولة المبكرة على مهارات التفكير والابداع وفق اساليب مصممة خصيصاً لهذا الهدف .
سئل توماس اديسون عن تفسيره للعبقرية ( اعلى درجات الابداع ) فقال : انها 99% جهد وعرق وتعب و 1 % موهبة
وعدما سئل نيوتن : كيف توصل الى اكتشاف قوانين الطبيعة ..أجاب : ) ركزت اهتمامي زمناُ طويلاً فيها ) وكان يردد ( اذا كنت رأيت شيئاً اكثر من الآخرين ، ذلك لأنني وقفت على اكتاف العمالقة )
ما هي مراحل العملية الابداعية منذ نشأتها الى اكتمالها؟
يرى العديد من الباحثين في مجال الابداع أن أي عمل ابداعي يمر بأربع مراحل هي كالآتي :
1- مرحلة الاعداد أو التهيؤ : وهي مرحلة يتاح فيها للمبدع الحصول على المعلومات والمهارات والخبرة التي تمكنه من تناول موضوع الابداع أو تحديد المشكلة .
2- مرحلة الاحتضان أو الاختمار : وهي مرحلة تتميز بالجهد الشديد الذي يبذله المبدع في سبيل حل المشكلة أو انجاز الموضوع الذي يفكر فيه وغالباً ما يواجه بصعوبات وعوائق تحول دون تقدمه نحو هدفه وتسبب له احباطاً يزيد من توتره لذلك فان هذه المرحلة تدعى بمرحلة الاحباط وان ما يميز فترة الاختمار هو العودة التلقائية المستمرة الى المشكلة والضغط كحالة بحثية ونشاط لا شعوري دون بذل اهتمام شعوري ثم بعد فترة من الزمن عندما يتجه العقل نحو موضوعات واهتمامات اخرى يظهر استبصار المشكلة موضوع البحث في نظرة كلية للحل او ستراتيجية للمواجهة ، وفي اثناء اختمار الأفكار وتبلورها لا يتوقف المبدع عن القراءة وجمع الملاحظات والمعلومات وقد يقود هذا الى تغير مساره الفكري تماماً.
3- مرحلة الاشراق أو الالهام أو الاستبصار :انها ترتبط بفكرة الالهام التي تحدث عند كثير من الفنانين أو الأدباء أو العلماء حيث تظهر الفكرة فجأة وتبدو الفكرة كأنها نظمت تلقائياً دون تخطيط .
4- مرحلة التحقيق : وهي المرحلة التي يتم في اثنائها التحقق من صحة الفكرة التي تعطي صيغة دقيقة ومضبوطة في النهاية ، وتبدو في هذه المرحلة اهمية القدرات العامة والقدرة على تغيير الاتجاه المعرفي والمرونة والقدرة على التقويم والحكم والاستنتاج ومواصلة النشاط العقلي كلها تتضافر من أجل أن يتبلور العمل الابداعي .
لماذا يتألق اكثر المبدعين في اختصاصات تقع خارج اختصاصاتهم ؟ فنرى مثلاً أن ( منير بعلبكي ) صاحب القاموس الشهير كان تخصصه التاريخ وان ( تشيخوف) ويوسف ادريس وعبدالسلام العجيلي وغسان حتاحت كانوا أطباء وبرزوا في الأدب وعندما سئل (تشيخوف ) : لماذا برزت في الرواية ولم تبرز في الطب ؟ قال : ( اذا كان الطب هو زوجتي فالأدب هو عشيقتي وشتان بين الزوجة والعشيقة ) وفي هذا الصدد يقول ( أحمد رامي ) : ( اياك أن تصدًق أن شاعراً يتزوج وتلهمه زوجته ) وكان تخصص ( عمر ابو ريشة ) الكيمياء وان ( محمد حسنين هيكل ) الصحفي المتألق لم يدرس الاعلام في كلية متخصصة وتعلم اللغة الانكليزية تعلماً ذاتياً وتألق في الترجمة ، والعقاد لم يكمل سوى الابتدائية ، وان ( يوسف عبد المسيح ثروة ) كان بارعاً في الترجمة والكتابة المسرحية رغم أنه كان خريجاً للدراسة الاعدادية فحسب ، والقائمة تطول .
يقول د.علي جواد الطاهر : ( ان الانسان يمكن ان يكون عالماً واديباً ولكنه لا يمكن ان يكون اديباً وعالماً لأن الأدب مما يمكن ان يتعلمه الفرد تعلماً شخصياً بالقراءة والمتابعة أما العلم فلا .
ما هي أبرز الخصائص النفسية للمبدعين ؟
يتميز المبدع بشكل عام بجملة من الخصائص النفسية يمكن اجمالها بما يأتي :
- انه يجمع بين بعض التناقضات أو المتعارضات ، كالتحرر والسيطرة على الذات ، ثائر لكنه لا يعمل ضد المعايير الاجتماعية ، يتميز بالاندفاع وسرعة الاستثارة وعدم ضبطه لتعبيراته الانفعالية ، لكنه في نفس الوقت يتميز بقوة الارادة واحترام المطالب الاجتماعية والطموح والقدرة على ضبط الانفعالات ...هذا كله يعني أن المبدع يعاني توتراً شديداً للتوفيق بين المتعارضات الكامنة في طبيعته مع محاولته تحمل ذلك التوتر والحد منه .
- من الصفات السلبية لدى المبدع والتي وثقها علم النفس الابداعي :
1- عدم المبالاة بالعادات والتقاليد 2- العناد 3- حب السيطرة 4- شرود الذهن
5- السخرية 6- عدم الرغبة في التواصل مع الآخرين 7- المزاجية 8- الافراط العاطفي والشعوري 9- الفوضى
- يعاني المبدع من الاغتراب وهذه المعاناة يشعر بها حتى الأطفال من ذوي القدرات العقلية العليا الذين تبلغ نسبة ذكائهم (180) فأكثر حيث تقول المنظرة التربوية ( لينا هولينغويرث) : ( ان الطالب الذي تبلغ نسبة ذكائه 140 يخسر نصف وقته في قاعات الصفوف العادية بينما يخسر كل وقته تقريباً كل من بلغت نسبة ذكائه 180 فأكثر ) وتقول هذه المنظرة التربوية في وصفها لحالة الطلبة الموهوبين والمتفوقين : ( انهم اكتاف صغيرة تحمل أدمغة كبيرة ) وتضيف : ( أن تجمع بين عقل راشد وعواطف طفل في جسم طفولي معناه مواجهة صعوبات معينة ) لذلك برزت الدعوات الى برامج التسريع في التعليم .
كيف ولماذا ينتحر المبدعون ؟
من الملاحظ ان المبدع عندما ينتحر فانه يفعل ذلك بطريقة لا تترك له مجالاً للإنقاذ قلم نسمع يوماً أن مبدعاً انتحر بتناول اقراص منومة او رمى نفسه بأحد الأنهار أو بأية طريقة اخرى تترك له فرصة للإنقاذ .
لو نستعرض اسباب الانتحار لدى المبدعين فإننا نجد أن لبعضهم أسباباً واضحة تختلف من شخص لآخر بينما لا نجد أسباباً واضحة لانتحار البعض والأسماء الآتية توضح ذلك :
- سقراط انتحر بشرب السم في السجن راضياً بحكم القضاء رافضاً الهرب منه وكان يعتقد بخلود النفس بعد الموت وتوفي عام 399 ق.م.
- آرنست همنغواي لا يوجد سبب مؤكد لانتحاره ولكن بعض علماء النفس يؤكدون وجود الاستعداد الوراثي في عائلته للانتحار حيث في عائلته انتحر هو نفسه واخته وقبلها والده وانتحر آخرون في العائلة حيث وجد علماء النفس ان معدل الانتحار في اقارب الدرجة الاولى للمرضى النفسيين يزيد ثمان مرات عن معدل الانتحار بين سائر الناس ، واضافة لهذا الاستعداد الوراثي فان همنغواي عاش في فقر وتشرد وضياع انتهى به الى الانتحار شأنه شأن (نيتشه) .
- الكاتب الياباني ( رينوسوكي اكوتاكوا) الذي ولد عام 1892 ومات منحراً عام 1927 ولم يعش غير 35 عاماً فقط وجاء موته في غاية الرعب على طريقة (الساموراي ) الشهيرة التي يقطع المرء نفسه بالسيف من يسار منطقة البطن الى يمينها وبقوة لا يصدقها العقل .
- الروائي الياباني ( كاواباتا ) صاحب رواية ( العاصمة القديمة ) حذا حذو ( اكوتاكوا ) في وضع حد لحياته عام 1972 على طريقة الساموراي علماً أنه منح جائزة نوبل للآداب عام 1968 .
- الشاعر الكبير ( مايكوفسكي ) الذي انتحر عام 1930 كان السبب الأقوى في انتحاره صدمته في الثورة الروسية .
- سيرجي يسنين انتحر لأنه احس بالضياع وانعدام الشخصية بعد ان اهدر سنين من عمره من اجل قيام الثورة في روسيا ويقال ان طريقة انتحار مايكوفسكي ويسنين هي انهما قطعا وريديهما .
- مدام بوفاري انتحرت بالزرنيخ
- فرجينيا وولف علقت حجراً ثقيلاً في عنقها واغرقت نفسها في البحر .
- الروائي الياباني ( ميشيما) انتحر عام 1970 احتجاجاً على غربنة اليابان تاركاً صورة تراجيدية عن نهايته في اذهان قرائه وهو الذي ينتمي الى حركة الرومانتيكيين اليابانيين الذين يبجلون العاطفة ويرون في تدمير الذات قيمة عليا .
- الكاتب الامريكي المعروف ( جاك لندن ) لم يعش اكثر من 40 سنة ومات منتحراً في مساء يوم جميل وبقى موته حالة خاصة لم يستطع احد من اقرانه فهم اسباب انتحاره حتى اليوم .
أما المبدعون العرب فيمكن ذكر اسباب انتحار بعضهم كالآتي :
- الأديب الاردني ( تيسير سبول ) الذي انتحر قبل ان يصل الاربعين ولاتزال ذكرى روايته الممتازة ( انت منذ اليوم ) عالقة في الاذهان .
- الكاتب ( اسماعيل ادهم ) القى بنفسه في البحر بعد ان وزع الشوكولاته على الاطفال.
- انتحار الكاتبة ( اروى صالح ) و ( عنايات الزيات ) و ( درية شفيق ) التي القت بنفسها من الطابق السادس .
- الشاعر الكبير ( ( خليل حاوي) فقد كان سبب انتحاره هو دخول اسرائيل الى بيروت وما قابله من صمت عربي مفجعاً له فوصلت به حالة الغضب الى الانتحار .
- في الاول من آب عام 1997 توقف قلب الاكاديمية استاذة الادب الروسي في جامعة بغداد كلية الآداب ثم كلية اللغات والشاعرة ( د. حياة شرارة ) التي ولدت عام 1935 في مدينة النجف الاشرف في حادث انتحار مأساوي مع ابنتها الشابة ( مها) والذي كان صدمة شنيعة لكل من عرف الفقيدة او سمع عنها او قرأ لها وكذلك في الاوساط الادبية وطلابها واثارت تلك الحادثة الكبيرة الكثير من اللغط والتساؤلات ان كانت انتحاراً فعلاً ام ان هناك يد خفية للسلطة آنذاك ، وعلى كل حال فالحصيلة كانت ان كانت السلطة وراء الانتحار سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة وبعد صدور رواية ( اذا الايام اغسقت ) للفقيدة وبمقدمة رائعة بقلم السيدة ( بلقيس شرارة ) اشارت السيدة بلقيس في تلك المقدمة وكتاباتها اللاحقة عن الفقيدة ان الحادثة كانت انتحاراً وبدون اي تفاصيل حيث كتبت في الجزء الاخير من تلك المقدمة .
- وفي 22/2/2007 فجع الوسط الثقافي العراقي بانتحار الروائي (مهدي علي الراضي) وهو الذي عاش منذ 1978 في المنفى بعيداً عن وطنه ولكنه يبدو انه فقد الامل في استعادة العافية والسلام لوطنه فمات حلمه بالعودة اليه لذلك اختار الموت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر