الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النطيحة والمتردية

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 12 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


على الرغم من أن الثورة التونسية لم تؤتي ثمارها كاملة، الا ان الموقف الشعبي التونسي الرافض لزيارة بن سلمان كان موقفا مشرفا نابعا من ارادة حرة، وان كان الشعب لم يتمكن من الضغط بالشكل الكافي لمنع الزيارة، فعلى الأقل افقدها مقاصدها وجعل منها زيارة هزلية لا تسمن ولا تغني من جوع، بل أنها صارت مصدر حرج بدلا من أن تكون مصدرا لاظهار النفوذ والهيمنة والقوة.
ولأن الثورة المصرية فشلت فشلا ذريعا وتم اغتيالها من كل القوى داخليا وخارجيا لم تفلح الصيحات المحدودة والغضب المكبوت في النفوس في منع الزيارة، بل أن المشاهد التي تناقلتها وسائل الاعلام عن هذه الزيارة كانت مخزية وخاصة مشاهد استغلال الأطفال في التهليل والتطبيل لطال عمره واستئجار عدد من الشباب واضطرار عدد اخر للوقوف في ميدان التحرير رمز الثورة المصرية لفعل المثل.
وعلى ما يبدو أن مصر اصبحت ملجأ للنطيحة والمتردية فهي ليست فقط مضطرة لتجميل قاتل ولكنها تجتذب المستثمرين والشركات التي لا يؤمن جانبها، فالشركات والبنوك العالمية الكبرى اصبحت تفر منها، ولم يبقى لنا الا من هم على شاكلة موانئ دبي التي افشلت العمل بميناء عدن، والتي طردتها الصومال وجيبوتي بسبب الشروط المجحفة التي فرضتها عليهما من خلال التعاقدات والتي تضمن للامارات الهيمنة على الملاحة في البحر الأحمر، وتضمن عدم المساس بمواني الامارات.
ولا أعرف كيف تسمح دولة بان يتحكم في مشروع هام وحيوي لها دولة منافسة لن تسمح بأي حال من الأحوال لمشروعها بالازدهار على حساب مشروعاتها الخاصة!
اذكر ان مشروع تنمية وتطوير محور قناة السويس كان من المشروعات المطروحة للتنفيذ في فترة حكم الاخوان ولكن تم مهاجمة هذه الفكرة جملة وتفصيلا واعتبار انها تهدد الأمن القومي للبلاد، والأن يتم تنفيذ الفكرة نفسها مع اعطاء شركة منافسة الحبل الذي تخنق به اي فرصة لازدهار هذا المشروع وتوسعه وتحقيقه النجاح المطلوب!
بل والأخطر من ذلك أن الامارات كانت في مواقف عدة واجهه لمصالح الدولة الصهيونية كما هو الحال في تمويل شراء بعد منازل المقدسيين والذي تبين فيما بعد أنه كان لصالح اسرائيليين.
لقد خرج علينا احد الصحفيين الاماراتيين في يوم من الأيام ليقولها علنا "لقد اشترت الامارات مصر .. وعليكم أن تفهموا العبارة بالطريقة التي تودونها" وهذا لأن مصر يحكمها عصبة لا تمانع في بيع اي شيء وكل شيء ولم يسلم منها حتى الكلاب والقطط الضالة، فكل شيء قابل للبيع وكل شيء وله ثمن وليس عليك ان تسأل عن أمن قومي أو تعرف أين تذهب هذه الأموال فالسؤال ثمنه غالي.
اثق ان الشعب سيستفيق ويفهم في يوم قريب وسيحاسب هؤلاء الذين باعوه وباعوا بلاده وكرامته وتاريخه وجغرافيته وثرواته حسابا عسيرا .
مصر التي كانت مصدرا اشعاع حضاري منذ الاف السنين قادرة على البقاء رغم انوف هؤلاء الصهاينة الذين قرروا اعدامها وبيع اللحم والعظام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نواب في الحزب الحاكم في بريطانيا يطالبون بتصنيف الحرس الثوري


.. التصعيد الإقليمي.. العلاقات الأميركية الإيرانية | #التاسعة




.. هل تكون الحرب المقبلة بين موسكو وواشنطن بيولوجية؟ | #التاسعة


.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. المتحدث باسم البنتاغون: لا نريد التصعيد ونبقي تركيزنا على حم