الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تظاهرات في فرنسا

راغب الركابي

2018 / 12 / 2
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية




 أثارتني  هذه التظاهرات ،  فأنا من حيث المبدأ  مع حق الشعوب والنقابات والهئيات في التظاهر ، حول كل القضايا التي ترآها والتي يجب إصلاحها أو إعادة النظر فيها  ، لكن السياق العام لشكل التطاهرات في فرنسا هذه المرة  قد خرج عن الحدود ، وصار عبثاً وحرقاً وتدميراً للموؤسسات  ، وكأن هناك أيد خبيثة تحرك هذا أو تعاقب فرنسا على بعض مواقفها ، فيما يخص الأمن وإعادة بناء قوات خاصة في أوربا ،  أو في مجال علاقة أوربا  بالعالم  وموقفها من قضية الإتفاق النووي أو مسألة التجارة بين الإطلسي   .
الرئيس ماكرون شاب لديه رؤية  ولديه طموح  مشروع ،  لما يجب أن تكون عليه أوربا  الجديدة  الموحدة  و القوية ، هذه الفكرة تُزعج البعض ويعتبرونها تحدِ  لهم  ،  خاصة وإنهم يريدون أوربا أن تكون بلا سيادة أو تتصرف وفق ما يريدون ويشتهون ، في كثير من المواقف المختلف حولها ، وبظني إن ذلك عقاب بسيط أو ( قرصة أذن ) لمن يتحدى في مجال الحقوق والإجراءات  ، أقول ربما هي مجرد قراءة في ظل هذا الإضطراب ، وهذا ما توحي به وحشية وعنف المظاهرات ، فالنظاهر المطلبي له طقوس وصور يجب أن يكون عليها ، أما هذا الذي نرآه فهو بعيد عن الحقوق المطلبية .
فرنسا الدولة والشعب نحترمها ونحترم توجهاتها ونظرتها لكثير من القضايا في مجال الحقوق والحريات ونمط الحياة، ونحن جدُ آسفين لما يحصل من حرائق وأعمال عنف تسيء لهذا البلد الجميل الذي تربطنا بقوآه وأحزابه الكثير من الصداقات ، ولهذا فنحن نُندد بهذا النوع من التظاهر ، ونضم صوتنا لصوت الحكومة في دعوتها للحوار ، من أجل حل القضايا ذات الصلة ، ونؤيد حزمة الإجراءات السريعة التي تساهم في دعم المواطن وذوي الدخل المحدود ، فثمة شكوى من الغلاء وزيادة الضرائب وهذه أشياء تثير حنق الجميع ونحن منهم ، وليعلم الجميع إن موقفنا نابع من قناعتنا التي ترفض العنف بكل صوره ، والذي نخشى أن يتسلل منه أعداء الحرية والنظام والقانون ، كما فعلوا قبل فترة من الزمن حين إجتاحت فرنسا موجة تفجيرات إرهابية معلومة المنشأ والمصدر ، كذلك يحصل الشيء ذاته مع تغير في النمط والشكل ، وإني أهيب بالجميع ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية وبالقدر اللائق من إحترام الحريات والقانون ، والإبتعاد عما يجر نحو المزيد من أعمال العنف التي يستغلها الشعبويين والعنصريين والإرهابيين المتربصين بحدود الدولة العلمانية المتقدمة ، كما أرجوا ان تكون هناك صرامة في تنفيذ القانون كي لا يتجرأ أعداء النظام والقانون على التخريب والفوضى  ، إن ثقتنا بالدولة والشعب الفرنسي كبيرة وبقدرته على تجاوز هذه المرحلة بكل تبعاتها وخسائرها  ، ونعيد التاكيد من جديد على إحترام حرية التظاهر ولكن ضمن القانون والنظام ..

راغب الركابي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي