الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسؤولون الفاشلون يطيحون بالتربية والتعليم العالي

سالم بخشي المندلاوي

2018 / 12 / 2
التربية والتعليم والبحث العلمي


عندما يتسيد مسؤول فاسد كبير وزارة ما، ويعمل طيلة فترة استيزاره، التأسيس للفساد وتسليم مفاصل الوزارة الحيوية لناس جهلة لا يفقهون من أمر وزاراتهم حديثًا؛ فقط عرفانًا وردًا لجميل زعماء حزبه من السياسيين الفاسدين الذين أوصلوه لكرسي الوزارة، مقابل ولائه المطلق لهم، وتنفيذ أجنداتهم التخريبية، ويأتي بعده من يرسخ لهذا التأسيس الفاسد والمنحرف والباطل؛ فلا ننتظر لهذه الوزارة، إلا الخراب الكامل والدمار التام. ولعل وزارتي: التربية، والتعليم العالي. ليستا استثناءً من هذه الكارثة وقد وصل الأمر فيهما ما وصل من فوضى وتخبط وسوء تخطيط.
والوزيران: محمد اقبال وزير التربية، وعبد الرزاق العيسى وزير التعليم العالي. مع وكلاءهما ومدراهما العامين يتحملان الفشل الأكبر؛ لأنهما لم يتداركا ويعالجا ما توارثاه من المشاكل الكبرى، بل عملا من خلال ادارتيهما الفاشلتان على تعميق وتفاقم هذه المشاكل حد الانهيار.
ولعل من أبرز صور هذا الانهيار في وزارة التعليم العالي، هو مهزلة القبول المركزي للعام الدراسي 2018-2019. والتي وصل بها الأمر أن الطالب الذي أحرز معدل 97% لا يمكنه الحصول على المجموعة الطبية في سابقة نادرة لم تحدث حتى في الصومال. في حين يمكن للطالب الذي حصل على معدل 82% سرقة مقعده الجامعي من خلال ما يعرف بالجامعات الأهلية، مقابل (8-10) ملايين دينار عراقي. ما يعني أن الطالب الفقير لا يفكر بتحسين وضعه المعيشي ويضرب رأسه بأكبر وأصلب جدار ولا يحلم بالمجموعة الطبية رغم استحقاقه وسهر الليالي. وربما عليه أن يسطّر لافتة بالخط العريض: (من طلب العلى، فلينام قرير العين؛ ما دام يورّق النقود)!
ومن الكوارث المضحكة المبكية هذا العام والتي لم نسمع بمثلها حتى في المريخ: إن الطالب الذي يروم دراسة الطب في الكليات الحكومية للعام الدراسي 2018-2019، عليه إحراز معدل أكثر من 100%. وطبعًا البديل موجود دائمًا في الكليات الأهلية بواقع (14) مليون دينار عراقي سنويًا في كلية العميد/ كربلاء (حصرًا). وهذا ما عمل الوزيران الحاليان مع بطانتيهما على تحقيقه، استكمالًا لفشل الذين سبقوهما من الوزراء الفاسدين والفاشلين، بقصد أو من دون قصد، من خلال منح الدرجات المجانية لبعض الطلاب من دون وجه حق والتي قد تصل بعض الأحيان إلى 6 أو 7 درجات فوق المعدل العام؛ ما فاقم الأزمة ورسخ الظلم والحيف الحاصلان على الطلاب الفقراء المتفوقين!
علمًا إن الوزارتين تتقاذفان كرات الفشل فيما بينهما على طريقة، (غراب يكول لغراب: وجهك أسود)!. والحقيقة تقال: إن وزارة التربية غير بريئة تمامًا من هذه الجريمة والفشل الكارثي، بعد أن رحّلت هذا العام (11,327) طالبًا ممن معدلاتهم أكثر من 95% حسب وزير التعليم العالي، في حين كان عددهم أقل بكثير في السنوات السابقة (5-6 آلاف) في أحسن تقدير؛ ما فاقم الأزمة بصورة عجزت وزارة التعليم العالي عن مواجهتها، رغم معالجاتها الترقيعية البائسة التي لا تسمن ولا تغني من جوع!
ولا ضير أن نذكّر السيدين وزيري التربية والتعليم العالي بالإجراء المسؤول الذي تبناه وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عزمي محافظة في دولة الأردن المجاورة عندما أعلن عن استقالته من منصبه كوزير بسبب غرق شاحنة تقل طلابًا في رحلة مدرسية بالقرب من منطقة البحر الميت؛ نتيجة سوء الأحوال الجوية! فما بالكما لا تستقيلان من منصبيكما وقد ذبحتما وأغرقتما بإدارتيكما الفاشلتين، آلافًا من الطلاب الفقراء رغم بسالتهم وشجاعتهم في العبور بنجاح باهر من الامتحانات الوزارية المقيتة؟!
أنا أعرف جيدًا أن هذه المناشدة بالاستقالة لن تؤثر فيكما قيد أنملة لأنكما تديران منصبيكما وأي منصب آخر بعقلية الغنيمة والفرهود وليس بعقلية المسؤولية والعدل.. المسؤولية التي ترشح عن مسؤول ذي ضمير حي، يفكر بحساب الله يوم القيامة...(وقفوهم إنهم مسؤولون).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف فلسطينيين أثناء تجمعهم حول نقطة للإنترنت في غزة


.. طلبة في تونس يرفعون شعارات مناصرة لفلسطين خلال امتحان البكال




.. الخارجية القطرية: هناك إساءة في استخدام الوساطة وتوظيفها لتح


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش خياري إيران ورفح.. أيهما العاجل




.. سيارة كهربائية تهاجر من بكين إلى واشنطن.. لماذا يخشاها ترمب