الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التمرد الطبقي في فرنسا ينفجر في وجه ماكرون ....!!!!

زياد عبد الفتاح الاسدي

2018 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


عشية الانتخابات الفرنسية السابقة التي تمخضت عن فوز إيمانويل ماكرون .. لم يكن ماكرون عندها معروفاُ لدى الشارع الفرنسي كواحد من أقطاب النخبة السياسية التي كانت تتنافس على الفوز بالرئاسة الفرنسية الاخيرة .. سواء بين أوساط اليمين القومي المُتطرف كمارين لوبين .. أو أجنحة اليمين اللبرالي والمحافظ كفرنسوا فيون وساركوزي .. أو بين أوساط يسار الوسط في الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي أتى بفرنسوا هولاند الى سدة الرئاسة الفرنسية السابقة .. ولم يكن كذلك حتى من أوساط جناح اليسار الراديكالي في الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي قام بالتحالف مع الحزب الشيوعي الفرنسي في الانتخابات الاخيرة في دعم مُرشح اليسار جان لوك ميلينشون الذي حل عندها في المرتبة الثالثة بين أصوات الفرنسيين في الانتخابات الاخيرة .
لقد ظهرت شخصية إيمانويل ماكرون في الوسط السياسي والانتخابي الفرنسي على نحوٍ مُفاجئ بدعم غير محدود من النخب الطبقية والمالية والاعلامية العليا في المجتمع الفرنسي .. وذلك لانقاد اليمين اللبرالي واليمين المُحافظ من الهزيمة في مواجهة مُرشح اليسار الراديكالي في الحزب الاشتراكي الفرنسي جان لوك ميلينشون .. وذلك بعدما تراجعت شعبية هذا اليمين على نحوٍ خطير مع فضائح الفساد التي لاحقت عندها أهم مُرشحي اليمين فرنسوا فيون .
وهنا ظهرت عندها شخصية إيمانويل ماكرون " الشاب " كمرشح رئاسي وسط ضخٍ اعلامي كبير لاظهار شخصية ماكرون في الاعلام الفرنسي في الوقت الذي الذي لم يمكن فيه معروفاً لدى الشارع الفرنسي في الشهور التي سبقت تصاعد الحملات الانتخابية عشية الانتخابات الفرنسية الاخيرة التي عقدت في مايو أيار 2017 ... ولم يكن عندها ماكرون يمتلك أي تاريخ سياسي سوى في كونه عضو سابق في الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي تركه عام 2009 .. ووزيراً للاقتصاد والصناعة في حكومة إيمانويل فالس في عهد الرئيس فرنسوا هولاند .. ليستقيل عندها ماكرون على نحوٍ مفاجئ عام 2016 ويقوم بتأسيس حزب الى الامام الذي نشر ماكرون أهدافه السياسية في كتاب بعنوان " الثورة " تم نشره فور إعلان ترشحه للرئاسة في نوفمبر 2016 .. حيث تلقى بعد ظهوره المفاجئ والقوي في الانتخابات الفرنسية دعم أحزاب اليمين اللبرالي واليمين الجمهوري المُحافظ .. كما تلقى دعم جناح يسار الوسط في الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي لم يختلف في شيئ عن أحزاب اليمين .
ولكن حقيقة ماكرون وخلفيته السياسية ظهرت بوضوح بعد فوزه بالرئاسة في مايو أيار 2017 ... وتظهر استطلاعات الرأي العام الفرنسي تدني شعبيته على نحوٍ كبير ويعتبره الكثير من الفرنسيين بأنه في سياسته الاقتصادية الداخلية لم يختلف (بل كان أسوأ) عن سابقيه ساركوزي وفرنسوا هولاند .. أما في سياسته الخارجية فقط كان من أكثر الرؤساء الاوروبيين تنسيقاً وتناغما مع سياسة ترامب الخارجية ولا سيما في الملفات الدولية الاكثر توتراً .. كالملف السوري واليمني والاوكراني والمُشاركة في الحرب السعودية على اليمن ودعم وتسليح ولي العهد السعودي.
وما يجري حالياً من عنف وتمرد في الشارع الفرنسي تقوده الستر الصفراء ما هو سوى امتداد لاعمال عنف وتمرد طبقية أو إضرابات عمالية ما زال يشهدها الشارع الفرنسي بوتيرة مُتكررة منذ عهد ساركوزي وفرانسوا هولاند ولكن بمقاييس أكثر عنفاً وتنظيماً .
فهل يا ترى ستكون فرنسا التي تُمثل القلب النابض لأوروبا والتي قادت أوروبا أواخر القرن الثامن عشر في الثورة الصناعية البرجوازية في مواجهة الكنيسة وحكم الاقطاع والنبلاء , ستقود أوروبا مُستقبلاً في مواجهة الرأسمالية واللبرالية المُتوحشة والهيمنة الامبريالية في عصر العولمة ....؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على