الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مكانة تنظيم الخارج في استراتيجية الحزب.. مقابلة -الى الأمام- مع الرفيق كامل احمد مسؤول تنظيم الخارج للحزب الشيوعي العمالي العراقي

صحيفة الى الامام

2018 / 12 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الى الامام: عقدتم قبل ايام اجتماع موسع لتنظيمات الخارج في مدينة اوسلو النرويجية، قبل التحدث عنه ما هي مكانة تنظيم الخارج في استراتيجية الحزب الشيوعي العمالي العراقي؟

كامل احمد: تعد تنظيمات الخارج للحزب الشيوعي العمالي العراقي احدى التنظيمات الرئيسية للحزب بل احد اهم ميادين نشاط الحزب منذ تأسيسه لحد اليوم. ان المسألة ببساطة هي ليس ان تنظيمات الحزب على الطريقة التقليدية منقسمة على الداخل والخارج کما هو الحال في اکثرية او کل الأحزاب الناشطة في الخارج ولها جذر تاسس ليكون حزب بلد معين حتى في المهجر ايضا لجمع کافة افراد الجالية بل، وان فعاليات ونشاطات الحزب اثبتت ابعد من ذلك خلال الأعوام المنصرمة من تاريخ الحزب. من المؤکد ان نبضات قلبنا کعراقيين تنبض مع المأساة والويلات والحروب المستمرة التي يعاني منها المجتمع العراقي، ولكن دائما كنا نؤكد بانه لن يكون بامكاننا ان نخطوا خطوات قيمة وجدية بدون ان نكون فعالين وناشطين في البلدان التي تتواجد فيها تنظيماتنا. لدينا في الحزب شخصيات معروفة ومشهورة في عدد من البلدان الغربية ومركزين نشاطهم السياسي والاجتماعي في داخل المجتمعات والبلدان التي يعيشيون ويعملون فيها. وهذه هي ارضية شهرتهم وبينة اساسية لرفع مستوى نشاطهم وعملهم ويتحلون بمكانة شخصيات اجتماعية. هذه ارضية مهمة لبناء تنظيماتنا في الخارج ان تعاملنا معها على اسس ماركسية مدروسة.
وفق هذه الرؤية ان الخارج بالنسبة لنا ليس قضية عرضية، او مكان جغرافي فرضت علينا بالقوة "وهو صحيح" مثل باقي المعارضة البرجوازية، بل القضية اوسع واعمق بكثير من هذه الرؤية. نحن نرى الخارج كجزء مكمل لعملية بناء الحزب وتقويته ومقدرته. نحن نعرف ان الثورة الاشتراكية وانتصارها في العراق، لا يمكن تصوره بدون تضامن وتكاتف اممي في اوسع اشكاله وابوابه. تضامن وتكاتف وضغط اممي عمالي بين مختلف الصنوف العمالية على الصعيد العالمي للتصامن مع ثورتنا في العراق. عليه وعلى هذا الاساس وخصوصا في مرحلة العولمة، نحن نرى موقع ومكان تنظيماتنا في الخارج جزء لا يتجزء من هيكل الحزب وبنيته. تنظيمات الخارج تغذي الداخل بالتضامن والتعاضد الاممي، اي المساهمة الكبيرة لايجاد ارضية مناسبة لتقوية الروح والتضامن الامميين في صفوف الطبقة العاملة والقطاعات الواسعة من الجماهير المحرومة.
ان مكانة الأجتماع الموسع لكوادر واعضاء الحزب في اوسلو من الممكن التحدث عنه من خلال هذه الزوايا و ليس فقط من زاوية تنظيمية بحتة. هذا ناهيك عن عدم عقد الحزب مثل هذه الأجتماعات لفترة زمنية طويلة وکنا بأمس الحاجة لعقدها. وذلك لمواكبة تطورات ومستجدات سياسية واجتماعية على الصعيدين العراقي والعالمي. وهذا يتطلب تنظيم الوقت ورص الصفوف وهذا ما خططنا لها في اجتماعاتنا في اوسلوا.

الى الامام: كيف تقيمون الاجتماع المذكور، وما هي موقعيته في وثيقة الاوضاع السياسية في العراق التي قرر عليها الاجتماع الموسع 33 للجنة المركزية؟

كامل احمد: ان الأجتماع کان اجتماعا موفقا ليس فقط حسب رأيي کمسؤول تنظيمات الخارج بل وحسب رأي کل المشارکين والوفود المشارکة. ان حيوية مداخلة الرفاق المشارکين والناقشات الحامية ومداخلات الرفاق حول المواضيع المطروحة في جدول اعمالنا. في کل فقرات الأجتماع بدأ من "المستجدات السياسية في العراق ودور ومكانة الحزب" والى "اولويات تنظيم الخارج" و الحوار المفتوح مح قيادة الحزب" تدخل الرفاق بروح عالية من المسؤولية وبدرجة عالية من الوعي. ليس التدخل في المواضيع فحسب بل لهم دور في اغناء المواضيع والتوصيات المختلفة التي قدموها كانت بمثابة مساهمة منهم لرفع حالة الحزب في الخارج الى درجة اعلى وارقى حضورا في ميادين سياسية خاصة. هذا وان قدوم الرفاق من کل البلدان لهي اشارة بانهم يريدون بان يمضون بالحزب الى مرحلة جديدة بما يتانسب مع نضالنا الطبقي.
ان الأجتماع مثلما قلت في الفقرة الأولى کان ضروريا لمواکبة التغييرات الطارئة في الأوضاع السياسية الجديدة في العراق والمنطقة وخصوصا في هذه المرحلة، اي التغيرات الطارئة على صعيد توازن القوى المحلية والأقليمية والعالمية بين مختلف القوى وخصوصا داخل الساحة العراقية. إن الأحتجاجات الجماهيرية والمطلبية في المجتمع العراقي في غليان مستمر وهي تنتظر جوابا منا کشيوعيين عماليين وکحزب. باختصار ان الوثيقة کما مذکور فيها هدفها هو انهاء عمر سلطة الأسلام السياسي. وكما اكدنا في الوثيقة المذكورة الورادة في سؤالكم:
"ان الحزب الشيوعي العمالي، وفي مسعاه للاطاحة بسلطة الراسمال وارساء حكومة اشتراكية "الحكومة العمالية" وكجزء من استراتيجيته هذه، يسعى للدفع بنضالات الجماهير العمالية والكادحة والمحرومة ودعاة الحرية والمساواة وحركاتهم واحتجاجتهم وحشد قواهم صوب انهاء عمر هذه السلطة البغيضة، بمؤسساتها، ببرلمانها، بمليشياتها، بفسادها ونهبها وتنصلها التام عن ادنى حقوق الجماهير وحرياتها".
الهدف اعلاه هو هدفنا كحزب ذو كيان واحد وليس كتنظيمات مخلتفة. لكن حين ندقق ونحلل الاوضاع، حينذاك نصل الى تجزئة هذا الكيان، نصل الى تنظيماته المختلفة. من هنا ان الاجتماع المذكور، هو اجتماع جاء في مكانه وفي مسيرة تطبيق وتنفيذ الوثيقة المقررة من البلنيوم السابق. بمعنى نحن نقوي تنظيماتنا سواء كان في الداخل والخارح. لان بدون تقوية تنظيمات الحزب وتغذيته مواد جديدة. مواد عى شاكلة اجابات معاصرة، لقضايا معاصرة. بدون هذه التوقع والرؤية ليس بالامكان تقوية التنظيمات وتوسيع رقعتها. اجتماع اوسلوا جاء في هذا الاطار، اطار تقوية الحزب ككل، وخلق حالة من الحضور السياسي في الخارج لكي يكون مؤسسة طبقية مؤثرا لتقوية النضال الطبقي والجماهيري في العراق. من هنا يتطابق موقع ومكانة الاجتماع مع روح الوثيقة المذكورة.

الى الامام: لقد تحدثتم عن اوليات تنظيم الخارج، هل بكم ان تتحدثوا لقراء "الى الامام" عن اهم بنود هذه الاولويات، وكيف تلعب هذه الاولويات دورا في دعم نضالات الطبقة العاملة في العراق والنساء وعموم الحركة التحررية وهل من الممكن ان تلبي دورا في نفس الوقت في تقوية تنظيمات الحزب داخل العراق؟

كامل احمد: ان الأولويات مكونة من الشطرين: الشطرالتنظيمي وشطر ميادين العمل. ان کلا الشطرين متجانسين ويتوقفان على بعضهما البعض. بمعنى ان الشطرين لهما علاقة وثيقة ومتينة ومباشرة مع بعضهما البعض في العمل الحزبي في الخارج.
لا اركز على الجانب التنظيمي واعادة تنظيم اعضاءنا وكوادرنا. هذه قضية مهمة ولكن في التحليل الاخير نحن نهدف الى تنظيمات تواكب او بامكانها ان تواكب تطورات العصر في الغرب خصوصا، وان تنسجم مع اهدافنا في الخارج. نريد تنظيما لتحقيق هدفا معينا. هذا هو المطلوب واعتقد ان الوثيقة المقررة من قبل المكتب السياسي تلبي هذا الطلب اذا حققنا مفراداتها من الناحية العملية. تركيزي هو على الميادين العمل. برايي ان هذه الوثيقة من الناحية التاريخية ليست جديدة ولكنها من الناحية الحزبية جديدة. ان الحزب في اعلى مؤسساته المكتب السياسي قرر على هذه الوثيقة قبل ثلاثة او اربعة اشهر تقريبا.
اهم شئ في هذه الوثيقة هي بنيتها. اي البنية التي نعتمد عليها. هذه البنية كانت من قبل وفي كل وثائقنا السابقة هي بصورة عامة العمل داخل الجالية العراقية وكسب التضامن عند النقابات والاتحادات العمالية والمنظمات التقدمية... كان هذا ركن اساس او البنية الاساسية التي اعتادت عليها كافة الوثائق الحزب في الخارج منذ نشؤءه قبل 25 عاما. في هذه الوثيقة اكدنا وبدقة ان القضية الرئيسة هو مكان وموقع العمل ليس كشيوعيين بصورة عامة ونريد ان نروج لشيوعيتنا، وهذه قضية مهمة ايضا، ولكن وعلى رغم ذلك نحن جزء من هيكل التنظيمي لتنظيمات الحزب الشيوعي العمالي العراقي، في سبيل تقوية هذا الحزب ايضا نحن مطلوبون ان نكون نشاطاً شيوعيا في ميادين عملنا في الخارج. ان كوادر تنظيمات الخارج ان لم نقل كلهم ولكن اكثريتهم في مواقع عمل مختلفة في مؤسسات حكومية او قطاع خاص، في مستشفيات او شركات صناعية وخدمية مختلفة... عليه لدينا مواقع عمل مناسبة مثلما نحن في العراق لدينا عمل في معامل مختلفة في الجلود او صناعات انشائية او ما الى ذلك. هذه البنية هي بنية صعود العمل الشيوعي، بنية صعود كوادرنا الى عمل داخل صنوف مختلفة من العمال في الخارج, لترويج الشيوعية، لتقوية الشيوعية، لايصال اخبار وفعاليات الحزب والحركات الاحتجاجية والعمالية اليهم اي الى قطاعات واسعة من العمال في الخارج... وهذا يسهل امرنا ووظائفنا في لجلب التضامن الطبقي ولجلب تكاتف مع حركات عمالية وجماهيرية ومطالبهم في العراق... هذه البينة برايي تشكل علامة فارقة للعمل الحزبي الشيوعي في الخارج.
علينا ان لاننسى هذه البنية، جاءت ليس عبر التفكير المحض فحسب بل ووفقا لوثائق الحزب السابقة وتجاربنا السابقة في العمل الشيوعي والحزبي في الخارج, وهذا ما اكدنا عليه في الوثيقة.
حتى اذا اردنا ان تكون لدينا شخصيات مرموقة او اكثر من ذلك شخصيات اجتماعية في صفوف الجالية العراقية و العربية، علينا ان نركز على هذه البينة بالضبط. لان عبر بناء شخصيات داخل المجتمع او البلد المعني، حينذاك وبصورة ربما اوتوماتيكية ستصبح لدينا شخصيات في صفوف الجالية العراقية والعربية. العكس ليس صحيحا، وحتى ليس ممكنا. بمعنى كيف بالامكان ان يكون لديك شخصية اجتماعية داخل جالية ما دون ان يكون الشخص معروفا على الصعيد الاعلامي او المؤسساتي في البلد المعني؟! والرفاق الذين لديهم درجة معنية من الشهرة كلهم لديهم ميادين عمل مختلفة في صفوف المجتمعات التي نتواجد فيها بموازاة عملهم داخل صفوف الجاليات المختلفة. هذه هي تجربتنا على الاقل خلال السنوات السابقة.
تجميع ورص صفوف قوانا من احدى وظائفنا المهمة في الوثيقة. قوانا لحد الان متشرذمة، ليس لديها عمل ليس لديها توجيهات ليس هناك حملة عملية "اكسيونية" للتضامن مع الداخل. حيث ان نشاطنا لحد الان معتمد على وجود حركات احتجاجية في العراق سواء كان عمالية او غيرها. هذه القضية ان تنظيمات الخارج تعيش في حالة انتظار مستمرة. مرة تشكو من عدم وجود فعل سياسي في الخارج ومرة اخرى يشكون من العمل الاكسيوني، حين يكون هناك عمل ما. تجميع قوانا وترميمها وتقويتها على العمل الشيوعي المباشر في ميادين العمل. وهنا وفي هذا المكان بالتحديد، ينبوع للنشاط والعمل الشيوعيين، ينبوع لرفع مهارات كوادرنا واعضائنا، ومصدر لتطوير وتوسيع رقعة الشيوعية من جانب ومصدر لتقوية النضال الطبقي في الداخل وجلب التضامن والتكاتف الطبقي معه. عليه لابد من اعادة تنظيم قوانا وفق الهدف المرجو.
مسألة اخرى وحساسة هي تقوية البنية الفكرية والسياسية لكوادرنا في الخارج عبر قنوات متخصصة في هذا المجال لكي نكون صفا شيوعيا ماركسيا قويا ومؤثرا، لمواكبة وتطبيق وثيقتنا من جانب، ولفصل صفوفنا عن صفوف كل اطياف البرجوازية واحزابها اليمينية واليسارية المختلفة. هذا العمل يتطلب جملة من الوظائف المختلفة منها التواصل المستمر مع تنظيماتنا في مختلف البلدان عبر اجتماعات متواصلة بصورة حضورية، خصوصا او باستخدام تكنولوجيا التواصل او عبر ندوات ومحاضرات مختلفة التي يقرر عليها المكتب السياسي.
نقطة اخرى مهمة هي عقد صلات نضالية مستمرة مع الاتحادات والنقابات العمالية والمنظمات الراديكالية واليسارية ومنظمات نسوية وشبابية بشكل متواصل لكي نكون على اتصال مستمر لجلب التضامن الأممي مع النضالات الجماهيرية والعمالية في العراق. اعتقد يجب علينا ان نكون علاقات صداقة طبقية مع الاتحادات والنقابات العمالية بالتحديد، وليس كحالة طارئة لجلب التضامن معنا فقط. علاقة متواصلة ومسمرة مع الشخصيات العمالية والسياسية والثقافية لتقوية مسارنا الشيوعي وتقوية السجالات بيننا وبين القوى المختلفة، لترويج التحليل الطبقي والماركسية.. هذه نقطة مهمة، علينا ان نركز عليها وخصوصا لدينا جمع من الكوادر الذين يتكلمون بطلاقة لغة بلدانهم المقيمين فيها، وهذه ميزة مهمة لنا. نستفيد من هذه الامر في كل مرحلة من مراحل تطور وصعود الاحتجاجات العمالية والجماهيرية في العراق.
برايي اذا نطبق مواد هذه الوثيقة حينذاك لدينا تنظيمات مختلفة، ولدينا شخصيات شيوعية وحزبية مختلفة، و لدينا مقدرة مختلفة حيث ينظم الينا الاعضاء بالمئات وخصوصا داخل الجالية العراقية، خاصة اذا نظهر كقوة معارضة ماركسية معاصرة بوجه السلطة البرجوازية الحاكمة في بغداد. كل املنا ان نمضي قدما الى الامام. وشكرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي