الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماءٌ على الرصيف...

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2018 / 12 / 4
المجتمع المدني


دماءٌ على الرصيف...
أسماءٌ ... "دماءٌ" حمراء قانية ... امرأةٌ مقتولة تتمرغ بدمائها وهي مطروحةٌ أرضا .... أحذية نسائية ملطخة بالدماء. انه شكل من اشكال العرض الإدائي للتعريف بالمشكلة ..
هذا هو المشهد الذي يراه كل من يمر في تل أبيب اليوم ، ومن سيشاركُ في التظاهرة الكُبرى التي تقيمها النساء مساء اليوم الثلاثاء الموافق للرابع من كانون الأول لسنة 2018.
ساحة رابين في تل أبيب ستمتلئ بالنساء والرجال، الذين خرجوا للتعبير عن احتجاجهم على العنف الجسدي الذي تتعرض له المرأة في إسرائيل ، وللتعبير عن غضبهم على السياسة الرسمية لحكومة اليمين والتي اسقطت مشروع قانون يقضي بتخصيص ميزانيات (حوالي 250 مليون شاقلا) ، لحماية النساء المعنفات .
تشير إحصائيات رسمية الى أن عدد النساء اللاتي يتعرضن للعنف الجسدي من أحد أبناء العائلة ، يبلغ ال- 200 الف امرأة وفتاة في إسرائيل ، بينما لا توجد سوى بضعة ملاجئ ،لا تتعدى أصابع اليدين ، لاستقبال النساء الراغبات في الهروب من وجه العنف الجسدي .
وقد قُتلت في إسرائيل هذا العام ، والذي لم ينتهِ بعدُ ، 24 امرأة وفتاة على يد قريب أو زوج ، من بينهن 11 امرأة وفتاة عربية . ورغم ان نسبة العرب الفلسطينيين من مواطني إسرائيل لا تتعدى ال-20% ، فإن نسبة الضحايا من النساء المقتولات بأيدي قريب أو زوج تتجاوز ال- 40% من النساء المقتولات في إسرائيل .
وطبعا ، فالتبريرات لقتل النساء في الوسط العربي ، هي كالعادة ، القتل على خلفية شرف العائلة ... فالمرأة جسدا وروحا هي ملك للذكور من أبناء العائلة النووية والعائلة الموسعة ..
وكثيرا ما نكرر بأن مجتمعنا العربي الفلسطيني في إسرائيل ، هو مجتمع في مرحلة الانتقال ، كما قلتُ أنا شخصيا في محاضرات او مداخلات القيتها قبل عشرات السنين ، إلّا أننا لم نكن نعي او ندري بأن هذا الانتقال هو للخلف وليس للأمام...!!!
لكن اللافت للنظر ، بأن مؤسسات رسمية ، سلطات محلية وشركات خاصة ، سمحت للنساء العاملات لديها بأن يُشاركن في الإضراب ، دون المساس بحقوقهن ... ولأول مرة في تاريخها ، تشارك الكنيست في هذا الإضراب وتسمح للعاملات فيها المشاركة في الإضراب ... وهذه خطوة جدية وجادة ، إذا لا تُضربُ الكنيست ، طبعا ولمن لا يعرف ،فالكنيست هي البرلمان الإسرائيلي..
لذا فمن المتوقع أن تكون تظاهرة اليوم ، من أكبر التظاهرات الاحتجاجية للنساء وللرجال في إسرائيل على الإطلاق ، رفضا لسياسة الائتلاف الحاكم ، الذي لا يعير القضايا الاجتماعية أدنى اهتمام.
ولقد كانت القشة التي قصمت الظهر ، هو مقتل فتاتين في الأسبوع الماضي ، الأولى الطالبة يارا أيوب البالغة من العمر 16 ربيعا وابنة قرية الجش الجليلية ، والطفلة سلفانا تساغاي من جنوب تل ابيب، وهي ابنة لعائلة ارتيرية من مهاجري البحث عن عمل في إسرائيل ، قتلها صديق أمها السابق بعد أن اعتدى عليها جنسيا .. مقتل هاتين الفتاتين اشعل فتيل الإحتجاج المتواصل في الوسطين اليهودي والعربي.
ويجب التنويه إلى أن هاتين الفتاتين الشهيدتين ، تأتيان من مجتمعات مهمشة في إسرائيل فالأولى عربية والثانية ابنة للباحثين عن "ملجأ" يقيهم شرور الجوع والتشرد . بحيث لا تحظيان بالإهتمام اللازم والضروري من قبل الهيئات والمؤسسات المختصة ..
وللتوضيح فقط ، فإن نصف النساء اللاتي تعرضن للقتل في إسرائيل ، قُمن في السابق بتقديم شكوى وبلاغ للشرطة ضد المعتدي – القاتل ، ولم تحرك الشرطة ساكنا ...!!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل


.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة




.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا