الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعركة الخاسرة للأساطير

سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)

2018 / 12 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تشكل الوعي الانساني بشكل عام, والعربي بشكل خاص, علي مر تاريخه من خلال الخرافات والأساطير والأمنيات والشائعات, وجاءت الأديان محبذّة لذلك ومؤيدة له, بل أضافت اليه الكثير من هذه الأساطير, وأضفت عليها مصداقية سماوية, حيث يصعب مناقشتها أو التشكيك في صحتها.

الأساطير (الميثولوجيا) هي حكايات خارقة للعادة, ليست بالضرورة مكذوبة ولكن أضيف اليها من الخيال ما قد يخرج بها عن إطار الحقيقي أو الممكن الحدوثه, وأساطير الأولين هي حكايات السابقين وليست بالضورة هي حكايات صادقة كلها.

الّا أن ذلك جاء ذلك علي هوي الحكام والولاة, وخاصة بعد انتشار بعض العلوم والنظريات الأولية المضادة, والتي لاقي مكتشفوها كل صنوف العذاب, واعتبار ما أتوا به مجرد هرطقات وكفر, ساقت أصحابها الي القتل أحيانا, وهو ما أدّي الي ما فرضه الحكام والكهنة ورجال الدين من تقييد للعلم والبحث والتطوير.

وفي المنطقة العربية أسموه حينها بالعلوم النقلية, والتي كانت تقاوم بشدة حيث تورد الكثير من الأفكار التي تهدم تلك الخرافات والأساطير.

ومن ثمّ كانت الدعوة للإكتفاء بعلوم الكتاب, ورفض العلوم النقلية, فالغاية للمتلقي هي الجنة, وعلوم الكتاب هي طريقها, وفي ذات الوقت هي الغاية الكبري للولاة, حيث أن حكم شعوب جاهلة مغيبة هو أيسر كثيرا من شعوب متعلمة.

تخلص العالم تدريجيا من هذه الخرافات والأساطير المكذوبة والمبالغ فيها, ورسخ في وعيه أنه بالعلم وحده ترقي الأمم, فلديه التفسير العلمي المدروس لمعظم الظواهر الطبيعية والإنسانية غير المفهومة, وكيفية حسابها والتعرف عليها والتحسب لها, ولا يقف العلم عند حد معين, فكل يوم يأتي بجديد, ويطور من دراساته السابقة, ويخلص باستنتاجات جديدة.

فطنت الكنائس العالمية لصعوبة التمسك بتلك الأساطير والخرافات في هذا العالم الجديد القائم علي العلم والتجربة, واستطاعت بشكل ما أن تحيّد تلك المعتقدات, بحيث لا تقف عائقا أمام التطور العلمي فائق السرعة, وفي رأيي أنها فعلت ذلك حماية لها, وحفاظا علي وجودها الذي سيتهدد حتما, في حال مناهضتها للعلم والمعرفة.

أمّا في المنطقة العربية, فالأمر لا زال يشهد عشوائية وتخبط شديد لدي رجال الدين, وبسبب انتشار الجهل وافتقاد الوعي, ويتراوح بين انكار العلم أحيانا, واعتباره بدعا يجب تجنبه, وبين من ينافق ويدّعي علي طريقة الإعجاز العلمي للقرآن, ولكنها في النهاية أمور الي زوال, وسينتصر العلم حتما, وتصير الأساطير والخرافات حكايات خيالية تثار علي سبيل التفكه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س