الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بحثا عن - المشروع القومي - لكرد سوريا

صلاح بدرالدين

2018 / 12 / 5
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير




بحثا عن " المشروع القومي " لكرد سوريا
صلاح بدرالدين

اذا وضعنا جانبا كل المشاهد المرئية الشكلية في التعامل الكردي – الكردي , والمواجهات الحزبوية , بين الوافدين , والمقيمين حول المصالح الضيقة , والنفوذ , والتزاحم حول من سيتصدر الصفوف بشأن تمثيل وخدمة الخارج , وحمل أجندات الآخرين , والانخراط في الحروب , والمنازلات , والمبارزات , بالوكالة , حول أمور لاتمت بصلة مباشرة الى جوهر قضايانا القومية والوطنية , وتحصل دائما خارج أسوار تاريخ حركتنا الأصيلة , فان أزمة حركتنا الوطنية الكردية السورية تتلخص منذ انبثاقها مطلع ثلاثينات القرن الماضي وحتى الآن , بدءا بحركة - خويبون – , ومرورا بنشوء التنظيم الحزبي الأول – ح د ك – س - , وانتهاء باالأزمة الشديدة التفاقم الآن بالتالي : الصراع حول صيغة ومضمون المشروع القومي – الوطني , الذي بدأ فعليا وشفافا منذ عام 1965 ومازال مستمرا , وبعبارة أشمل الموقف من ( تعريف الكرد , ومناطقهم الأصلية , وحقوقهم , ومدى احترام شخصيتهم المستقلة , ووسائل نضالهم , وموقعهم من القضية الوطنية السورية العامة , وطبيعة علاقتهم مع الجوار الكردستاني , وكيفية حل قضيتهم راهنا بالتوافق مع شركاء الوطن ) .
لانريد أن نذهب بعيدا , ولنبدأ باستعادة المناضل عبد الرحمن آبو لحريته , حيث ثبت للمرة الألف , وفي مجال التبعية وحمل أجندة الآخرين , أن ممارسات جماعات – ب ك ك – السورية , وهي كيانات في ظاهرها ( حزبية – مدنية – ادارية ) وفي جوهرها عسكرية – قمعية بسجون ومعتقلات وفرق اغتيالات , تسير على مبدا ( نفذ ولاتعترض ) , تخضع في ادارتها السياسية , وعلاقاتها المجتمعية , وطريقة تعاملاتها مع الناس , أفرادا , وأحزابا , وتيارات ثقافية , لمعايير ومفاهيم مرسومة بعناية من منظومة أمنية تحكم من وراء الستار حتى من دون معرفة ( الرؤساء المشتركين !؟ ) , تتوزع بين غرف عمليات فرعية غير منظورة , تستمد القرار النهائي من المصدر الأساسي الشديد المركزية الذي ينتهي في مركز – قنديل – , الذي يدار بدوره من مخابرات اقليمية على رأسها السورية والايرانية , وهي ظهرت أساسا لدعم الهلال المذهبي المعروف في المنطقة , ومحاربة الثورة السورية , ومواجهة حاملي المشروع القومي الوطني الكردي , وفي مقدمتهم الملتزمون بنهج مدرسة الخامس من آب , ومن يوالون مساعي – بزاف – راهنا في عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري , للانتقال الى مرحلة تستعاد فيها عوامل اعادة بناء حركتنا من جديد , وهي قوية موحدة خالية من أدران الفتن والتبعية , والارتهان لأجندات الأعداء.
وفي مجال آخر , على جماعات – ب ك ك – السورية الاجابة على التساؤل التالي : ( حلفاؤكم ) الأمريكان خصصوا ملايين الدولارات لمن يدلهم على ثلاثة من أبرز قادتكم في التنظيم العميق لحزبكم الأم بمركز قنديل , وعاهدوا على أنفسهم طرد كل الجماعات , والميليشيات الموالية لنظام طهران من سوريا " , والقسم الذي يقودكم مشمول بذلك " , وأنتم تنكرون – زورا – صلة الرحم هذه , وتكتفون بتبعيتكم – الآيديولوجية – لتعاليم عمكم المؤسس – عبد الله أوجلان – , وهو صاحب نظرية اتفق فيها مع نظام الأسد الأب : " ليس هناك شعب كردي سوريا وليست هناك قضية كردية سورية " , وبهذه الحالة فان مشكلتكم مع كرد سوريا وجودا وحقوقا ومصيرا , وليست مع النظام , ولا مع تركيا , ولا مع ايران , ولن تحل حتى لو عدتم الى مخرجات اتفاقيات اربيل ودهوك التي طواها الزمن , بل بوقف التبعية لحزب يعتبرها أولياء أموركم الجدد (ارهابيا ) , والخضوع لارادة الشعب الكردي , بالانصياع أنتم وأحزاب – الانكسي - لندائه في قبول مقدمات ونتائج المؤتمر الوطني الكردي السوري المنشود , وهو الطريق الوحيد لحل أزمة حركتنا , وانقاذكم أيضا .
غالبية قيادات أحزاب كل من ( تف دم والانكسي ) , مازالت ( تتجاهل ) باعلامها مشروع – بزاف – , ولكنها تتابع بيانات لجان المتابعة التشاورية , ونشاطاتها , في اجتماعاتها المغلقة , وعبر تقارير أجهزتها , والبعض منها اضطر تماشيا مع نبض الشارع الوطني الى الاشارة ايجابيا , وبكلام معسول بشأن المؤتمر الكردي السوري , وجوابي على هؤلاء : عاجلا أم آجلا ستواجهون الندامة في وقت لن تنفعكم , أما البعض من الوطنيين فيقول عن طيبة قلب : مشروع – بزاف – مثل غيره لن يرى النور , والجواب هو : نعم من حقكم ابداء الحذر , لأن قيادات الأحزاب ومنذ نهاية الثمانينات وحتى الآن وبسبب اعوجاجها , وانقساماتها , واختراقاتها الأمنية , وتبعيتها لأجندات الآخرين , وترهلها ,عودتكم على فقدان الأمل والاحباط , وبمجرد ظهور الوليد المبارك , وأقصد مشروع – بزاف – منذ أعوام بموضوعيته , وتاريخيته , وبعد جهود نظرية , وعملية مضنية , وحوارات مكثفة مع المعنيين , نكون قد أخترقنا جدران الظلمة , واجتزنا الحاجز الأصعب , واتكالا على ارادة شعبنا وعنفوان شبابنا وناشطينا , من النساء والرجال , لاعودة الى الوراء أبدا , والى المزيد من اللقاءات التشاورية , وتوسيع وتعزيز لجان المتابعة في كل مكان يتواجد فيه الكرد السورييون .
" بزاف " كحراك فكري – ثقافي - حر , يعتمد العلاقات الشفافة وسيلة , واللقاءات التشاورية بالداخل والخارج طريقا , شعبه مجاله الحيوي , لايسعى كما هو ثابت في مشروعه الى أي تقاسم وظيفي مع سلطة الأمر الواقع , أو تزاحم مع مدعي ( التمثيل القومي الشرعي الوحيد ) , ينتهج سبيل الحوار الصريح والمباشر مع الجميع , ولايبحث عن عقد اتفاقيات ( ادارة الأزمة ) مع الأحزاب لأنها غير مستقلة منقادة من جماعات مصالح بالوكالة , بل يسعى بكل قوة الى العودة الى الجذور , واستعادة شرعية وصلاحية حركتنا الوطنية الكردية السورية , باعادة بنائها تمثيلا , ونهجا , ومشروعا قوميا – وطنيا , انه ثنائية المنشأ , من جهة امتداد تاريخي للجوانب الناصعة في نضال شعبنا منذ – خويبون – , وجهود البناة الأوائل في انجاز أول عمل تنظيمي , وانتهاء بتحولات كونفرانس الخامس من آب في اعادة تعريف الوجود والحقوق والمسار , والتلاقح من جهة أخرى مع أنبل ماقدمه الحراك الشبابي الكردي وتنسيقياتهم خلال الثورة السورية , ونحن الآن وباسم – بزاف - في بداية انجاز المرحلة التالية , في عصر جديد , ووسائل غير تقليدية بنفس طويل , ومن خلال الجهود التطوعية التكاملية , وباستقلالية مطلقة في اطارمبدأ الولاء للشعب والوطن , وهذه المواصفات هي موقع قوة – بزاف - .
بعد الانقسامات , وانهيار الحركة من الأساس بفعل الردات الحزبوية المضادة , تظهر " بزاف " كمشروع استرتيجي مستقبلي تجديدي , يلامس بنية الحركة الكردية من الجذور , ولأن حجم الخراب الحاصل بلغ ذروته , فالانقاذ لن يتحقق سريعا حسب الرغبات الصادقة , بل يخضع لشروط ونتائج عملية معقدة ثلاثية الأضلاع " كردي – وطني – كردستاني " , في انضاج حوامل العاملين الذاتي ( وضوح الرؤيا النظرية – بلورة البرنامج السياسي – توفر القيادة الكفوءة ) , والموضوعي ( زوال الاستبداد - احلال السلام - تحولات ديموقراطية – توافق المكونات السورية على النظام البديل – تصحيح وتعزيز العلاقات الكردستانية ) , ونحن ككرد بكل طبقاتنا , وفئاتنا , وتياراتنا , مسؤولون عن توفير شروط العامل الأول ( و- بزاف – تتنكب الآن لانجاز المهام باللقاءات التشاورية والتحاور , بشأن صياغة المشروع , وانتخاب لجان متابعة في جميع أماكن التواجد الكردي السوري , تحضيرا لعقد المؤتمر الوطني الكردي السوري الانقاذي الجامع ) , أما العامل الثاني فنتحمل جميعا جزءا من متطلبات انجازه مع شركائنا السوريين , وأشقائنا الكردستانيين .
لاأعتقد أن " البزافيين " بصدد حتى التفكير بانتظار زوال الآخرين من أحزاب المجلسين , حتى يثبتوا مشروعهم بالتعاون مع باقي المجاميع الوطنية المستقلة , والحراك الشبابي , وممثلي منظمات المجتمع المدني , الذين لم تستوعبهم لجان المتابعة بشكل كامل في مختلف أماكن التواجد الكردي السوري بالداخل والخارج حتى اللحظة , وذلك لكي يباشروا اتخاذ الخطوات اللازمة في اعادة بناء الحركة , وتوفير شروط عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري , وغالب الظن أنهم يفضلون مشاركة أنصار الأحزاب بالثلث ( غير المعطل ) باللجنة التحضيرية , وفي عضوية المؤتمر أيضا , أما مظاهر انهيار تلك الأحزاب ( دورا ونفوذا وتأثيرا ) التي لاتخطؤها العين , وفقدان قياداتها الصدقية بين الأوساط الوطنية , فلاشك أنها تؤشر الى ضرورة تسريع الخطى , وانجاز مشروع اعادة بناء الحركة , لمواجهة التحديات , كضرورة قومية وطنية ملحة , قبل وصول عدوى الانهيار من الأحزاب الى الشعب والقضية , وحدوث الفراغ النهائي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص