الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذات العالمة و الذات القاصرة و الشخصنة و فعل الكتابة..

حمزة بلحاج صالح

2018 / 12 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" هل " الأنا" لإبليس و الإسلام هو تجرد كلي من الأنا...

أو " في بيان أغلوطات البعض حول خصومتي مع عمار جيدل و صحبه و جماعته مثالا لا حصرا و حظ الأنا منها ...توضيح.."

خصومة الأفراد تكون في أذهان الناس توهما في كثير من الأحيان و عصبية خالية من المعالم و الحمولات العلمية المحايدة و الدوافع إلا نزغا من الشيطان أو نزاعا و خلافا فيه انتصار للأنا الملعون..

" أنا" لا ألعن " الأنا" و لا أريد التجرد منه...

الأنا هوية فردية و جماعية و حمولة و فكرة و رؤية و كسب و تراكم و تجاوز و استيعاب و حركة...

منذ متى انفصل الأنا عن حمولاته سواء فكرية كانت أو معرفية و حتى نفسية إجتماعية أو عقلية...

حتى عدت الكتابة " فعلا" أساسه تنصيب الأنا..

إن الذي يكتب ينصب "أ ناه "عبر النص مهما ادعى التجرد....

و ليس عيبا فلتتنافس أدوات الحجاج و الإقناع و المعرفة و النظر و حمولات " الأنا " و لترتفع النبرة و ليوازن الناس و يبذلون وسعا للإقتراب من الحقيقة....

و الذي يتحدث للناس إنما يستخدم اللغة كما يقول "جاك لاكان" عنها " جاءت اللعبة " و أيضا رأي دريدا في اللغة باعتبارها للهيمنة عبر الحجة أو للمخاتلة...

الأنا تدافع بين الناس فلماذا يضجر العقل العربي المسلم من الإختلاف الحاد ويعتبره فتنة بدل تحليله و تعليله...

لماذا يعتبر ذلك فتنة و إنتصارا للأنا " الشيطاني " و نبقى هكذا نتصور جنة على الأرض ليس فيها لا نزاعا و لا اختلافا و لا حراكا...

أليس في كل خصومة موقف أقرب إلى السداد و العمق و التأسيس ...

فلا عقل النقد و التحليل و العلم بايعناه و مشيخناه و لا عقل الموازنة و الترجيح باركناه و اعتمدناه...

فقط المشيخة و العاطفيات و المثل الأفلاطونية و جنات على الأرض نتوهمها و ننتظرها من غير تحقق أي جنة لأن الأرض لن تكون جنة المأوى....

خلخلوا ماء برككم الاسنة فمن طار من فضائي لأنني خالفته الرأي و رفضت منه ما يسميه " نصيحة " متطفلا عليها فليطر من غير رجعة فهذا فعل الصبيان.....

من نقص دلاله و " التربيت " على كتفيه و المسح على رأسه و بحث عن الهدهدة كالطفل الصغير فهولا يبحث عن الفكرة بل يبحث عن تعويض نقصه النفسي...

الأخلاق ليست نفاقا إجتاماعيا...

و ما قصة " ربانية الإنسان المسلم " هذه إلا مسألة نسبية و وهمية و ما التاريخ إلا صراعات بين الأنا الجمعي و الايديولوجي و الطائفي و الديني و الفكري...

و قد ارتكب المسلمون أكبر خطأ في توهمهم أن المتدين و عالم الدين و مجتمع التدين و المفكر و الصحابي و الأئمة و الفقهاء و اليوم زعماء الحركات و الجماعات الإسلامية و شيوخها المزعومين ربانيون ...

و نماذج مطلقة خيالية للتدين و مظاهر للعصمة و أمثلة غريبة و ربما يرفع منها الى درجة الأنبياء و الرسل فالعلماء ورثة الأنبياء فهم القدوة....

بمعنى أن كل سلوك لهم في الواقع يعد نموذجا و مثالا مطلقا للقدوة و هكذا قاموا بإخراج السلوك الفردي و الجماعي عن السياق و عن القياس و عن المعيارية و عن البشرية أو توسلوا بالنقد فقط لابطال رأي من خالفهم و لو علميا راسخا...

هذه الأسطرة للتاريخ و اللاتياريخية كارثة الكوارث عند المجتمعات العربية الإسلامية و الاسلاميين تحديدا و في الجماعات الإسلامية...

هكذا رفضوا و عارضوا وضع السلوك في ميزان النقد و المراجعة فوقفوا من حركة التاريخ موقفا عارض كل مراجعة نقدية للتاريخ و السيرورة التاريخية ...

مراجعة نقدية عميقة و علمية بسعة أفق تتعاطى مع التجربة الدينية من حيث أنها تجربة بشرية لا تجربة المعصومين و الملائكة و لا الشياطين..

الخصومة تكون بين طرفين أفرادا و جماعت و مدارس سواء إقتربت أو تباعدت في الفهم و الفكر و النظر و أدوات القراءة...

قد يكون طرفا ما مشخصنا و نزاعا لأفقه الضيق يدافع عن جماعته أو ذاته لكن أصل المشكلة هو المهم و ميلادها و سياق خروجها للنور..

النزاعات الفردية حول المال و العقار و البيع و الشراء و المصاهرة هي التي يمكن أن نتحدث فيها عن الإنتصار للذات أو لغير الذات...

التراث أطنان من الغبار غلفت العقول و حجبت الأنوار ففسدت معايير القياس و النظر...

الخصومات الفكرية عادة تقع بين طرفين متقاربين أو متباعدين أو بين متنورين أو متنور و منغلقين أو منغلق...الخ...

لا يعاب على من اجتيح حصنه و عرضه من أجل موقفه المعرفي و منافحته و كفاحه لنفض أطنان الغبار و الحجب التي تمنع النظر بأريحية و أفق واسع و أسس معرفية و علمية من غير تشنجات و وصاية على الدين...

من لا زالت تشده هذه العوائق النفسية و الإجتماعية فليبق في حصنه القديم و لا يتعب غيره و لا نفسه...

التراث عائق كبير..و هوى النفس و الشخصنة تأتي لما عمليات الكشف و التعرية تهدد قلاعا و مملكات من الشهرة و المصالح و الزعامة و حلم و وهم وأمل التمكين...

هوى النفوس يتنامى مع قلة العلم و المعرفة و نقصان الفهم و التمسك بهالة الشهرة و استعمال الدين للتملق و مسايرة الناس و مسك العصي من منتصفاتها و مسايرة حال الناس...

عندما قمت بالرد على عمار جيدل أستاذ بجامعة الجزائر في أصول الدين و حركي سابق و كلامه أكثر من واضح على صفحة المجهول - المعلوم ..

فإنني قمت بذلك منذ سنتين أظن لأن الرجل مع جماعته ثار لأسباب سابقة و منها الخوف من ظل الاخرين..

و أنا منهم و محاولة احتواءهم و هيكلتهم حتى اذا استعصوا و لم يدخلوا في شراك المشيخة و الكاريزما و التقديس و "جماعة المسلمين" أظهر هو و من معه استشعارهم بالخطر الذي يتوهمونه يهددهم ..

فاعلنوا الحصار و التنبيه و التحذير و التصنيف حصارا ديبلوماسيا ...

هكذا حصل مع عمار جيدل و جماعته و هو عينة شاهدة و تنسحب و تعمم على كل عقل إسلامي جماعاتي و لو كان من تيار " الجزأرة " درس أصول الدين أو لم يدرسها..

أقول لهم منذ عرفت الإسلاميين و رزقني الله بفهم الاسلام قبل التعرف عليهم و أنا أسمع عن هذه الصراعات التي يشغل روادها أنفسهم بقراءة في النيات و محاكمتها ..

و اعتراض سبيل اصحابها بكل وسائل الدعاية و أقلها بسط الكاريزما كضحية و التحدث عن الرياء في زمن صنع الغرب بالرياء أو بغير الرياء حضارة قوية غرقوا هم في وحل نتن من الإشتغال بالدروشة و الذاتية و البحث في الدواخل ...

من قال أنها خصومة شخصية خاصة دافعت فيها عن شخصي ...

أقول له نعم إنه " الأنا " الذي نال منه هذا الأستاذ ليعارضه مستخدما المشيخة و خوفا على " أناه "..

و من ظن أن هذا الأنا يشبه الأنا الذي يخاصم من أجل البيع و الشراء و الطلاق فهو أبله...


و من اعتقد أن عمار جيدل أو صاحبه أو حمزة بلحاج صالح أو غيرهم و هم يخاطبون الناس كل واحد منه هو زئبقا أو بلازما في السماء و الهواء فقد كذب و توهم...

إن الأنا من حمولته لا من تلك الفهوم الضيقة..

"جاك لاكان" و بعده " جاك دريدا " بصورة مختلفة و غيره في مبحث اللغة تحدثوا عن اللغة باعتبارها محاولة هيمنة فيمارسها المتحدث ليهيمن بها على السامع و يبلغ بها خطابه كذلك اللغة بغلاف الدين...

هكذا كان التصور أن الدين يحول الناس إلى ملائكة و هو خطأ و محض تنكر لواقع و حقيقة الحياة و الناس و الإجتماع و اللغة و البيان ..ألم يقل " إن من البيان لسحرا "...

الأنا ضمير صرف غير ملعون " قل إنما أنا بشر.."- قران- ..و " أنا أحمد و أنا الماحي .." ..الخ

ليس الأنا لعنة إبليسية يجب الإستعاذة منها لأن إبليس قال ( قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ )- قران-

" الأنا " لما يكون له حمولة صحيحة أو خاطئة يختلف عن البيع و الشراء في خصوماته...

لولا حمولة " الأنا " الذي يكون مواقفك ما خاصمك غيرك..

من يعجب بشعيرات رأسه و العباءة التي يلبسها و بعض فصاحة لسانه و خطابته و إجابته على مسائل خلافية غابرة في الفقه ..

ليس كمن يعجب بقوة حججه و برهانه و علمه و قدرته على تقديم الإسلام للحظته بقيمه الإنسانية الكونية ...

فلا تبيضوا الرعاع و ترفعوهم و تبخسوا النبلاء و القامات تتبعون جزئياتهم كالذراري و تخصوهم حاشاكم...

نخاصم غيرنا و يخاصموننا من أجل " الأنا " فهذا يخاصمك لأن الأنا يقلقه و يعريه و يكشفه و يحرجه و يخلخل ماء بركته الاسن و لأنه يلقي بظلاله عليه فينكمش ظله ..

فهو ينازعك فقط خوفا من ظلك فظله يكسبه مكاسب و مواقع دنيوية أقلها نشوة المشيخة و الشهرة و غيرها من المنازل الإجتماعية...

خصومتي مع الكثير هي خصومة " أنا " مع " أنا " اخر...

خصومة فكرة مقلقة مع فكرة عتيدة و مصالح و كيان و جماعة و سلطة و نفوذ و شهرة و خوف من الظل ...

من أراد قتل " الأنا " و ادعى وهما إنفصال الأنا عن الفعل و السلوك و العقل و الفكر و أن الإسلام تجريد محض من " الأنا " فقد فهم غلطا و خطأ...

أمارس " الأنا " و فكري محمول في وعاء الأنا و لا أقتل " الأنا " فهو إنيتي و هويتي و سلاحي..

الأنا ضمير الصرف لا أريد قتله ...

لو قتلناه قتلنا الخطاب و التمايز و الهوية و الفرادة و العبقرية و الإبداع و الإبتكار و انتصرنا للماثلة و المطابقة و الأحادية و التكرار ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لم يقل لنا المسيح إن العين بالعين-.. -أسقف سيدني- يسامح مها


.. رحيل أبو السباع .. 40 عاماً من إطعام زوار المسجد النبوي




.. بعد 40 عاماً من تقديم الطعام والشراب لزوار المسجد النبوي بال


.. الميدانية | عملية نوعية للمقاومة الإسلامية في عرب العرامشة..




.. حاخام إسرائيلي يؤدي صلاة تلمودية في المسجد الأقصى بعد اقتحام