الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية لمجلس القضاء الأعلى : -الدكَّات العشائرية- يؤججها ويشوهها الإرهابُ بأدوات صدام(5)

محمد ضياء عيسى العقابي

2018 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تحية لمجلس القضاء الأعلى : "الدكَّات العشائرية" يؤججها ويشوهها الإرهابُ بأدوات صدام(5)

الهدف من توسيع ظاهرة الدكَّة المنفلتة وما هي مستلزماتها ومضاعفة عنفها؟:
يُقصد من ظاهرة الدكَّات المنفلتة خلقُ بيئة مناسبة للتخريب تقدم، بدورها، خدمة جلى للمصالح الكبرى لجهات متنوعة وعديدة متعاونة فيما بينها عبر إرباك السلطة والمجتمع والإستهانة بهيبة الدولة والحكومة العراقية المنتخبة ديمقراطياً. وكل ذلك، بدوره، يصب في خدمة هدف سياسي يرمي الى زعزعة الأمن لتشكل هذه الزعزعة مع نشاطات تخريبية أخرى لا تُعد ولا تُحصى نشهدها كل يوم لو إنتبهنا بتأنٍ وتفحصنا الأحداث بموضوعية - تشكلُ وسيلةً لمحاولة الإطاحة بالنظام الديمقراطي العراقي أو تسليم العراق، ذي الموقع الإستراتيجي الهام جداً في دنيا الجغرافية والسياسة الدولية وذي الثروات النفطية والغازية الهامة، تسليمه بيد الأمريكيين وعملائهم لتنفيذ مشروع "شرق أوسط جديد" (وهو مشروع المحافظين الجدد في أمريكا الإمبريالية ليخلف مشروع سايكس – بيكو بعد أن حقق أهدافه الإستعمارية) الذي يندرج ضمنه مشروع تفتيت كافة الدول العربية والإسلامية في المنطقة ومشروع "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية وتهويد فلسطين وطرد الفلسطينيين منها وتمكين إسرائيل من حكم المنطقة بقفاز سعودي مرحلي؛ ويندرج ضمنه أيضاً، ومواصلةً له، مشروعُ "السيطرة على الفضاء الأوراسي وبحر الصين الجنوبي" ومن ثم تثبيت مشروع "أحادية القطبية في قيادة العالم والهيمنة عليه" الذي ساد العالم في أعقاب تفكك الإتحاد السوفييتي وإنفراد أمريكا، ثم عاد هذا المشروع يترنح بعد نهوض روسيا الوطنية خاصة في مجال توفير الطاقة لأوربا وفي المجالين العسكري والتسليحي، وبعد الصعود الصاروخي لإقتصاد الصين وقدراتها الأمنية تحت الإدارة الإشتراكية العلمية لذلك البلد، وبعد تشكيل منظومة بريكس.
ولكن أمريكا تصر على الإنفراد بقيادة العالم وتنصيب نفسها شرطياً إعتدائياً قليل الأخلاق عليه، والهيمنة على مقدراته حتى بالمغامرة بالتسبب بحرب عالمية التي إقترب العالم منها بأكثر مما حصل في أي وقت أيام الحرب الباردة وسياسة "شفا الهاوية" التي إنتهجتها أمريكا منذ أيام جون فوستر دالاس في خمسينيات القرن الماضي أي في أعقاب الحرب العالمية الثانية وتنتهجها الآن بأشد خطورة.
الهدف الأعلى من كل ذلك هو مداراة أزمة النظام الرأسمالي الإمبريالي المتهالك الذي لا تمكن مداراته بالترقيع لأنه مأزوم بطبيعته، حسب رأي الخبراء الإقتصاديين، الأمر الذي يؤدي الى جميع ما يشهده العالم اليوم من بؤس ومآسٍ وشرور بأنواعها بسبب إصرار أمريكا على محاولة حل الأزمة المستعصية عنوةً بالقوتين الصلبة والناعمة وعبر العملاء على حساب مصالح شعوب العالم في وقت ما عادت فيه أمريكا بتلك الإمكانيات السابقة لتتصرف كما تريد حيث كان يشكل إنتاجها 40% من الإنتاج العالمي بعد الحرب العالمية الثانية بينما إنحدرت هذه المساهمة الى 17% منذ عدة سنوات.
أسوق هذه الحقائق كي يتنبه البعض الى الأهمية التي يشكلها وطنُنا العراقُ في الإستراتيجيا العالمية لأمريكا التي بدأت بتطبيقها منذ إحتلال العراق عام 2003 ومن بعد إخراجها دون أن تحقق الهدف ثم عادت حانقةً ممتطيةً حصان داعش بمساعدة الطغمويين والإنفصاليين؛ وأسوقها كي يحذر الجمهور العراقي من تلك الدعوات الجاهلة أو المشبوهة الهادفة الى التخدير والخنوع والإستسلام أمام الضغوط الأمريكية على أمل وهمي بحصول الجمهور العراقي، المتعَب حقاً، على الراحة والإطمئنان في ظرف يصعب فيه الحصول على الراحة ما لم يتنبه الشعب الى ما يُحاك من حوله ويُفشل مشاريع أهل المصالح غير المشروعة التي سوف لا تنقطع إذا ما تنازل الشعب أمام بعضها وإذا لم يقف شامخاً متحدياً بديمقراطيته وبقوة شعبه وقواته العسكرية والأمنية وحشده الشعبي وبالتضامن مع أشقاءه من الشعوب العربية والإسلامية غير هيّاب لغطرسة وعنجهية الإمبرياليين والصهاينة وأطماعهما التي لا تنتهي مازال إستغلال الإنسان للإنسان قائماً.
لم يعرف العراقُ، ذو الموقع الإستراتيجي والثروات النفطية، الراحةَ والإطمئنانَ منذ الأزل بسبب ضعفه الناجم عن غياب الديمقراطية ولن يعرف الراحةَ إذا بقيت الديمقراطية غائبة؛ لكنه اليوم ديمقراطي يحمل كل مقومات الصعود والصمود والتقدم والإستقرار الدائمي إذا ما تجاوز المرحلة الإنتقالية الصعبة جداً من حالة النظام الشمولي الى الحالة الديمقراطية التي تحصل لأول مرة في تأريخه وهي عملية صعبة جداً في أحسن الأحوال فما بالك وهناك من يحاربها وهم أعداؤها الخارجيون والداخليون فذاك يخاف منها، الديمقراطية، وهذا يبكي على إمتيازاته التي فقدها بسببها؛ وهذا ما يفسر التضحيات الجسام التي قدمها الشعب العراقي لحد هذه اللحظة في سبيل الحفاظ على ديمقراطيته ومازال عليه تقديم المزيد حتى يفرض إرادته المشروعة والحضارية وإلا فمصيره العبودية الدائمة وما تنطوي عليه من عذاب روحي ونفسي مستديم يولدها الخضوع لمغتصب صهيوني إمبريالي.
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي