الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار نحو الميزانية التشاركية

حمزه حامد القريشي

2018 / 12 / 6
المجتمع المدني


ترسيخ مفهوم المشاركة المجتمعية في صنع القرار ورسم السياسيات يمر عبر بوابة الحوار والتواصل مع قطاعات الدولة المختلفة ومنها المجتمع المدني والمجالس المحلية , الحوار المجتمعي يهدف إلى تبادل المعلومات بين الحكومات المحلية المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني و المواطنين بما يعزز مشاركتهم في تحسين الخدمات العامة والوصول إلى حوكمة رشيدة تقوم على اساس الشفافية و التعاون. لم تتمكن الحكومات المحلية من تطبيق النهج المؤسسي الرشيد الذي يسمح لها بالتواصل مع مجتمعاتهم المحلية بطريقة أفضل، الحوار والتواصل قادران على تحديد المشاكل واسبابها والبحث عن حلول ناجعة على مستوى تجهيز الخدمات وتكرس دور المجتمع المدني في ممارسة قدراً أكبر من التفاعل مع الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الشريكة في التنمية .لم يتم طيلة الفترة السابقة إشراك المجتمعات المحلية في تحديد أولويات الاحتياجات على أي مستوى من المشاركة سواء كانت جزئية او كلية او استشارية , ليس هناك ما يدل على تخطيط منهجي او تخصيص للموارد ولم يتم تحديد أية معايير لضمان توزيع عادل للخدمات يحقق الحصول على دعم المجتمع المحلي وحماسه , مع تحسن التواصل بين الحكومات المحلية والمجتمع المحلي سيضمن التواصل إشراك المجتمع المحلي في المشاركة باتخاذ القرار والتعرف إلى خصائص المجتمعات المحلية في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسكانية التعرف إلى المؤسسات الاجتماعية والمنظمات الأهلية والنقابية , وحصر الموارد والإمكانات البشرية والمادية, وتطوير علاقة الحكومة المحلية بمجتمعاتها , والتعرف إلى القوانين والتشريعات , وتمكين الفقراء والمهمشين والراغبين بالتغيير من التحول الى آخرين فاعلين مبادرين لتحسين مستقبلهم ومستقبل مناطقهم, واخيرا بناء التحالفات التكاملية والتعاونية مع إفراد ومجموعات رسمية وغير رسمية .
أدت تجارب الميزانيات التشاركية في دول كثيرة إلى توسيع إدراك الكثيرين عن تحديد اولويات الاحتياجات للمجتمعات المحلية وتحسين الإدارة وتوزيع الايرادات، حيث اتاحت للمواطنين أن يعملوا جنبا إلى جنب مع مع الحكومات المحلية والدوائر الخدمية لوضع رؤيه مستقبلية لنطوير وتنمية مناطقهم ، عبر العديد من الممارسة السياسية والتشريعية والمالية والمشاركة بصنع القرار على أساس جماعي – عبر اثارة النقاش ومعرفة اليات ومهارات ادارة الجلسات والاجتماعات وتعزيز القدرات والمهارات في مجال التفاوض المختلفة لتنظيم الميزانية على أساس تشاركي بما يستجيب لاحتياجات المواطنين مع أصحاب المصلحة المتعددين باستخدام أدوات تساعد في تحليل الميزانيات ومساعدة الحكومات المحلية على تحسين مستوى المساءلة والمحاسبة وتوجيه الخدمات بما يكفل الاستجابة للاحتياجات.
في أقصى شمال شيكاغو، وفي الحي التاسع والأربعين الذي يقطنه 60.000 شخص، بدأ أول تطبيق للميزانية التشاركية في الولايات المتحدة عام 2010، رغم اشتهار شيكاغو بنظام المحسوبية وغياب الشفافية في إنفاق الأموال العامة، حيث شارك 1.600 من قاطني الحي في تحديد كيفية إنفاق نسبة من أموال دافعي الضرائب، وهو نجاح لم يكن متوقعًا في ظل عزوف الكثيرين عن السياسة وغياب أي اهتمام إعلامي، وهو أمر ضروري بالطبع في جذب اهتمام الأمريكيين. في النهاية، وبعد إقبال كبير، تم التصويت على مشروعات عدة، وكانت الأموال المخصصة كافية لتمويل أكثر 14 مشروعًا حصلت على تصويت المشاركين، منها تعبيد الطرق الجانبية المخصصة للمشاه، وإنشاء حارات للدراجات في شوارع الحي، وزرع حدائق جديدة، ووضع علامات مرورية، وإنارة الشوارع.
تعد الميزانية التشاركية اليوم من البرامج الاكبر والاسرع نموا وباتت نموذجا يحتذى به للديمقراطية وتفعيل استجابة الحكم المحلي للمواطنين، وتبدو طريقًا أكثر كفاءة لتحسين الخدمات العامة الاساسية، والتي يحرص الناس عليها نظرا لصلتها بحياتهم اليومية، مثل التعليم والصحة والماء والصرف الصحي، والتي غالبا ما يتم تجاهلها من قِبَل واضعي الميزانيات ,علاوة على ذلك، لا تهمش الميزانية التشاركية أحدا، بل تضع الجميع على قدم المساواة، كما أنها تعزز من المشاركة والفعالية الاجتماعية , بات من الضروري تفعيل دور المواطنين في تحديد الاحتياجات وترتيب الأولويات وزيادة وعي المجتمع المدني والقطاع الخاص بأهمية الحوار التشاركي وتحسين تدابير الشفافية في عمل المجالس المحلية وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية والتعاون من خلال إشراك السكان المحليين لا سيما الشباب في مناقشة سياسات التنمية المحلية والمشاركة في عملية رسم السياسات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب


.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش




.. برنامج الأغذية العالمي: السودان ربما يشهد -أكبر أزمة غذائية


.. تونس: أكثر من 100 جثة لمهاجرين غير نظاميين بمستشفى بورقيبة ب




.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش