الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من أجل نصف كرون
دلور ميقري
2018 / 12 / 6الادب والفن
كانا من شبه مدينة، تقع في الشمال السوري ( أو الكردي لو شئتم! ).
لقد وجدا نفسيهما مرة أخرى في مدينة صغيرة، تعدّ أيضاً في جهة الشمال السويدي. أحدهما، وليسامحني القارئ لو دَعَوته ب " الخسيس "، كان يقيم على الجانب الأعلى من الشارع الرئيس، الذي يشق الضاحية السكنية وصولاً إلى شاطئ بحيرةٍ تتصل بالبحر ومن ثم بالمحيطات. الآخر، مواطن الخسيس، وكان صديقه أيضاً، أوى إلى شقةٍ تقبع تحت ذلك الشارع مباشرةً.
لقد كانا وحيدين، تقريباً. ولو أنهما على شيء من الوفاق، في الطبع على أقل تقدير، لأقاما معاً بغية طرد الوحشة وبالأخص في ليالي الشتاء الطويلة. كذلك كان من الممكن أن يوفرا بعضَ المصاريف غير الضرورية، وفي المقابل، أن يكسبا سويةً من تأجير إحدى الشقتين بمبلغ ضخم ـ كما يفعل الكثير من الأجانب، ودون حاجة لإعلام السلطات بطبيعة الحال.
ذات يوم صيفيّ، تلقى الخسيسُ صديقه متذمراً حينَ زاره هذا في شقته: " إنك لا ترد على نداءاتي، سواءً في الماسنجر أو الفيسبوك؟ ". وكان جواب الآخر، أنه جاء بنفسه على أيّ حال بدلاً من تجشم الرد على نداءاته. تمتم الأول بامتعاض: " ولكنك لم تكن لتخسر شيئاً من جيبك لو رديت ". ثرثرا لبعض الوقت، ثم ما لبث المضيف أن قام إلى المطبخ ليعد الشاي. لما كان الضيف يرشف من قدحه مستمتعاً بمذاق الشاي الساخن، أنصتَ لصديقه دونما رغبة. إلى أن قال له هذا الأخير: " أعرفُ أنك تصرف أسبوعياً حوالي مائة وخمسين كروناً.. "
" بل وأنتَ الصادق، نصف هذا المبلغ! "، قاطعه مصححاً الرجلُ المتجاوز الخمسين من العُمر. هزّ المضيف رأسه بحركة تفهم: " حسناً، وفي وسعك أن توفر هذه الخمسة وسبعين كروناً إذا شئتَ. أضف إلى ذلك، أنك ستتمتع بطعام وفير ونزهة ممتازة ". اكتفى الضيفُ بتحرك حاجبيه، كعلامة استفهام. هنا، شرحَ له الآخرُ أنهما سيقومان بزيارة صديقهما، فلان، المقيم في مدينة تبعد ساعةً بالقطار: " كلانا بإمكانه الركوب مجاناً، كون بطاقة الأوتوبيس الشهرية تصلح للقطار أيضاً ".
أما ما جرى مع الصديقين ثمة، في تلك المدينة، فإنّ رواية كلّ منهما كانت مطابقة نوعاً لرواية الآخر. باختصار، أنهما حالما دلفا هنالك من القطار اختلفا حول مَن منهما سيأخذ على عاتقه الاتصال بصديقهما. هذا الصديق الفلاني، كان بالطبع يجهل أمرَ زيارتهما الكريمة. الخسيس، قال لمعارفه فيما بعد يشكو رفيق الرحلة الخائبة وهوَ يغلي سخطاً: " ياو، ياو..! لقد فضّل أن نؤوب على أدراجنا إلى القطار، العائد إلى مدينتنا، لأجل فقط أن لا يخسر نصفَ كرون ثمن مكالمة هاتفية ".
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح