الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان: انتصار حركة -السترات الصفراء- في فرنسا مقترن بالدور القياي للطبقة العاملة وافقها الاشتراكي

منظمة البديل الشيوعي في العراق

2018 / 12 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بيان منظمة البديل الشيوعي في العراق

انتصار حركة "السترات الصفراء" في فرنسا

مقترن بالدور القياي للطبقة العاملة وافقها الاشتراكي

بعد ثلاثة مظاهرات جماهيرية حاشدة خلال نهايات الاسابيع الماضية، المعروفة بـ تظاهرات ذوي "السترات الصفراء"، في مختلف مناطق ومدن فرنسا، وبعد توسعها ورفع المتظاهرين لسقف مطالبهم اضطرت الحكومة الرضوخ للمطالب واعلنت الغاء الضرائب المفروضة على الوقود والمحروقات الاخرى من الموازنة الحكومية الحالية.

بالرغم من ان حزب ماري لوبين العنصري حاول في البداية ركوب موجة تظاهرات "السترات الصفراء"، وتحريفها عن مسارها غير ان التظاهرات حافظت على استقلاليتها وتحولت بسرعة الى احتجاجات جماهيرية للعمال والعاطلين عن العمل وفقراء المدن والارياف ضد سوء اوضاعهم المعيشية وضد حكومة ماكرون. فدفعت هذه الجماهير بالعنصريين الى هوامش الحركة لا بل واصطدم المتظاهرون بهم في اماكن عدة في البلاد.

ان هذه الحركة الاحتجاجية الواسعة، التي لا تزال وحسب بعض الاحصائيات تتلقى تاييد 70% من السكان، نهوض جماهيري بالضد من سياسات التقشف وتقليص الانفاق الحكومي على الخدمات العامة والدعم الاجتماعي ومجمل السياسات الاقتصادية النيو ليبرالية وآثارها الاجتماعية المدمرة التي باتت تقصم ظهر الطبقة العاملة بقسميها الشاغل والمعطل عن العمل نتيجة استمرارها لعقود والتي ضاعفت الهوة بين الغني والفقير في هذا البلد بدرجات هائلة.

ان انخفاض مستوى الاجور، غلاء المعيشة، البطالة، تقليص الانفاق الحكومي على الخدمات العامة، تفاقم العراقيل والتعقيدات امام دخول الطلاب من العوائل الفقيرة الى الجامعات، تقليص الدعم الحكومي للعاطلين عن العمل وازدياد الضرائب الحكومية المتنوعة على العمال وتغيير القوانين بالضد من العمال ولصالح الراسماليين قد دفعت بالمستوى المعيشي لاكثرية المواطنين من السوء الى الاسوء.

أعلنت نقابة عمال النقل في فرنسا عن تضامنها مع الاحتجاجات. الا ان قيادة "سي جي تي" وهي اكبر نقابة عمال في فرنسا اكتفت بالاعلان عن القيام بيوم من الاحتجاج خلال هذا الشهر تضامنا مع الحركة. واضح ان هذا ليس دعما كافيا ولا يتطابق مع مستوى المهام الملقاة على الطبقة العاملة وتنظيماتها ولا تعكس رغبة العمال انفسهم المنظمين لهذه النقابة والنقابات الاخرى حيث ان الكثيرين منهم يشاركون بالفعل في الاحتجاجات الراهنة. هذا، وان قيادات النقابات العمالية المختلفة تتعرض الان للضغوط من قبل اعضائها العمال لاعلان والتاييد والتضامن الكاملين مع هذه التظاهرات.

رفع المتظاهرون في اماكن عدة اصواتهم باسقاط حكومة ماكرون وانشاء" حكم الجماهير"، فالاستجابة لهذه الاصوات وتطوير الحركة الاحتجاجية الى حركة سياسية جماهيرية قوية امر ممكن. غير ان ذلك يرتهن بمدى مبادرة الطبقة العاملة على الوقوف في المقدمة والاقدام على الاضراب العام واشكالها النضالية الاخرى، وبمدى امكانية المنظمات الممثلة لهذه الطبقة واهدافها الاشتراكية لعب دور سياسي مؤثر في هذه الحركة الاحتجاجية.

ان الراسمالية المعاصرة التي تمر بعهد احد اشد ازماتها قد خلقت البؤس الاقتصادي والاجتماعي لاكثرية سكان الكرة الارضية وشددت الصراعات الاقتصادية والسياسية الدولية والنزاعات الجيوسياسية والحروب وما تلازمها من المآسي والشقاء لمئات الملايين من البشر.

ان ما يجري في فرنسا انعكاس لتفاقم ازمة الراسمالية العالمية هذه في احد مواقعها وحلقاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية المتقدمة، واعلان واضح عن وصول سياسات النيو ليبرالية الاقتصادية الى الطريق المسدود بما تخلقها من البؤس الاقتصادي والاجتماعي لاكثرية السكان. لذا، فان اية خطوة تخطوها هذه الحركة الاحتجاجية العمالية والجماهيرية الى الامام في فرنسا واي مكسب ستكتسبه بفرض التراجع على هجمة راس المال الشرس على حياة ومعيشة وعمل المواطنين سيكون ضربة لهذه الراسمالية العالمية وسيدفع بالطبقة العاملة وبالاخص في بلدان اوربا الاخرى ان تحذو حذوها بشكل مباشر كما يحدث الان في بلجيكا وايطاليا وهولندا.

ان قضية عمال وفقراء فرنسا هي قضية العمال والكادحين والفقراء في كل مكان، وان نضال العمال بوجه راس المال في اي مكان هو بطبيعته نضال اممي يجتاز الحدود البرجوازية المصطنعة وتقسيماتها المنافية لهوية الانسان العالمية.

تعلن منظمة البديل الشيوعي في العراق عن تضامنها الاممي الحازم لنضال العمال والمفقرين في فرنسا وتصديهم البطولي بوجه راس المال وحكومة ماكرون الحامية له. كما وندعم المطالب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لجماهير العمال والمحرومين والمواطنين ذوي الدخل المحدود لتامين حياة افضل. هذا، ونتضامن مع الطبقة العاملة والاشتراكيين والشيوعيين في فرنسا واوروبا في اداء مهتمهم التاريخية تجاه ما يجري في فرنسا.

كما، وندين بشدة ممارسات الحكومة الفرنسية القمعية وملاحقاتها البوليسية للمتظاهرين واعتقالاتها الجماعية، وكذلك سياسات البرجوازية الفرنسية وحكومتها وتياراتها السياسية واحزابها المناهضة لمطالب هذه الحركة الاحتجاجية.

6 كانون الاول 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024