الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رواية تحت عنوان الصعود إلى المئذنة لصاحبها احمد حرب والتعبير عن الإرهاصات الأولى للوعي الوطني الفلسطيني .
حسن ابراهيمي
2018 / 12 / 7اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
تتميز الرواية التي اتخذت عنوان الصعود إلى المئذنة لصاحبها احمد حرب بكونها مرجعا للتعبير عن الإرهاصات الأولى لتأسيس الوعي الوطني الفلسطيني .
كما أنها تتبعت هذا المشروع من خلال مجموعة من الإحداث التي دارت بمجموعة من الأماكن الفلسطينية ,للتعبير عن دور النخب الفلسطينية في تأسيسه من خلال علاقتهم بمجموعة من المؤسسات التي لها الدور المركزي في نشره ,حيث يلعب المسجد دورا محوريا ضمن هذا الإطار.
هذا فضلا عما تلعبه المدرسة من تفجير لوعي وطني لدى الطلاب ,اقصد الوعي بأهداف الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين سبب مشاركة شريحة الطلاب في مجموعة من المظاهرات من اجل التعبير عن رفضهم لاحتلال الكيان الصهيوني للأراضي الفلسطينية ,كما يعتبر ذلك تنديدا بجرائم هذا الكيان التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني المقاوم .
تأسيسا على ذلك نلاحظ أن مجموعة من الأحداث التي دارت بهذه الرواية اختارت المسجد لها ,كل ذلك للتعبير عن التوظيف الإيديولوجي للدين من اجل تأسيس تجارب في المقاومة لما لعبه بعض الفقهاء من ادوار بخصوص بلورة الإرهاصات الأولى له ,والتنبيه إلى خطورة الاحتلال الصهيوني لفلسطين ,وتحريض المواطنين من اجل مقاومته .
لهذا جاءت الرواية لم تخلو من العديد من التعابير الدينية التي وردت ضمن النص منذ بدايته إلى أخره ,وقد يكون الهدف من ذلك هو التأكيد على غياب المؤسسات التي يمكن لها أن تلعب هذا الدور قياسا إلى التطور التاريخي للوعي الوطني الفلسطيني وما لعبته المؤسسات الأخرى التي ظهرت في إطار السيرورة التاريخية للنضال الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني .
من هنا جاءت الإرهاصات الأولى لهذا الوعي ممتزجة بما يؤسس له العقل الفقهي من مواقف تجاه هذا الكيان ,حيث تأسست هذه المواقف على ضوء فهم العقل الفقهي للنص الديني نفسه .
من هنا جاءت المرجعية الدينية ضمن هذا الإطار متصدرة أسس ومرجعيات أخرى والتي كانت مصادر مواقف أخرى جاءت بالرواية .
ومهما يكن من أمر فانه على الرغم من هشاشة هذه المرجعية ,والمواقف التي أسستها ,فان الوعي الوطني الفلسطيني ظل صامدا ,ومؤثرا في الوعي الجمعي الفلسطيني ,حيث تمكن من الصمود لسنين طوال على الرغم من الآلة العسكرية التي يوظفها الكيان الصهيوني من اجل تدميره ,واجتثاثه في صفوف المقاومة الفلسطينية التي أخذت تتطور شيئا فشيئا إلى أن تمكنت من الانتقال إلى المقاومة المسلحة التي أرعبت جنود الاحتلال .
تأسيسا على ذلك فانه على الرغم من اللجوء إلى استعمال مختلف أنواع الأسلحة لزرع الرعب في صفوف الشعب الفلسطيني ,في أفق القضاء على المقاومة الشعبية ,على الرغم من ذلك فان الكيان الصهيوني لم يفلح في لجم هذه المقاومة التي على الرغم من تواضعها فإنها تمكنت من الاستمرار في نشر الوعي في صفوف الشعب الفلسطيني ,ودفعه لمقاومة جنود الاحتلال .
لكن إذا كان المسجد من بين المؤسسات التي تم اللجوء إليها من اجل نشر الوعي بالقضية الفلسطينية ,فانه عبر مرور الزمان انضافت مؤسسات أخرى إلى المسجد ثم توظيفها في نشر الوعي الوطني الفلسطيني ,بحيث ثم اللجوء إلى المدرسة من اجل تلقين الطلاب دروسا في الوطنية ,وتسليحهم بوعي تجاه وطنهم ,ومواقف تمكنهم من الدفاع عن وطنهم , وعن أنفسهم,
كما تمكنهم من الدفاع عن كرامتهم ,مهما كانت الظروف أي: على الرغم من القمع المسلط على الشعب الفلسطيني .
بهذا الشكل يكون السارد قد نجح في التاريخ لمواقف مشرفة ,مع تبخيس واستصغار لمواقف تحمل جبنا وخذلانا تجاه الوطن ,وبذلك تكون الرواية قد فتحت أفقا للمزيد من النضال من اجل تحرر شعب يتوق إلى الاستقلال .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. البيت الأبيض: نعتقد أن الخطة التي تنوي إسرائيل تنفيذها في رف
.. سقوط 8 قتلى بصفوف حزب الله وحركة أمل جراء غارتين إسرائيليتين
.. تطوير نحل روبوتي يزيد من نسل النحل ويمنع انقراضه • فرانس 24
.. الإعلام الإسرائيلي: الجيش يستعد لإجلاء المدنيين من رفح تمهيد
.. غواص مخضرم يكشف مخاطر البحث بمنطقة انهيار جسر بالتيمور وسبب