الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آل بوبجي

قحطان محمد صالح الهيتي

2018 / 12 / 7
كتابات ساخرة


آل بوبجي
-
تعد قبيلة آل بوبجي اليوم اكبر قبيلة في المجتمع الدولي، تعدت حدودها مدن العالم؛ فلم تعترف بالأصل والفصل ولا بشجرة النسب، ولا بالطائفية ولا العنصرية، ولا بالدين ولا المذهب، ولا باليسار ولا باليمين. ولا تنتسب لمن نعرفهم من الـ (آل).
-
قبيلة بلا شيخ يتزعمها ، وبلا رئيس لدولتها. ولا تعترف ببرلمان يوزع مناصب وزرائها حسب الاستحقاق الانتخابي، فالكل فيها متساوون كأسنان المشط، لا فضل لكبير فيها على صغير إلا بالفوز، وهي بهذه الصفات لا تخضع لقرار مجلس القضاء الأعلى في اعتبار (الدكة العشائرية) عملا إرهابيا.
-
لمن لا يعرف قصة هذه القبيلة ونشأتها، نقول: البوبجي(PUBG ساحات معارك اللاعبين المجهولين). هي لعبة يشترك في لعبها عدد كبير من اللاعبين بدون قيود أو شروط. يلعب بها الكبار والصغار، المدنيون والعسكريون، الشيوخ والأطفال، النساء والرجال، العالم والجاهل.
-
ظهرت هذه اللعبة لأول مرة في آذار/ 2017 إلا أنه ومع بداية عام 2018، تم تطويرها لتستخدم على هواتف الأندرويد والآيفون.
-
لا أريد أن أدخل في تفاصيل اللعبة، ولا في كيفية اللعب بها، بل أريد أن اذكّر مخاطر هذه اللعبة، وتأثيرها في المجتمع من نواحٍ عدة : فهي تنقل اللاعب إلى أجواء الحرب الميدانية وحرب العصابات، وهي عندنا في العراق تعيدنا الى زمن الحروب والمعارك بدءً من القادسية الى معاركنا المستمرة مع داعش، فضلا عن أنها مضيعة للوقت.
-
لقد تسببت هذه اللعبة بالكثير من المشاكل في المجتمع، ومن الحالات الغريبة حالة الصديق الذي قتل صديقة في كركوك بسبب شجار وقع بينهما بحجة أن صديقه لم يسعفه في اللعبة، مما أدى الى خسارته وبسبب ذلك شهر سلاحه عليه، وقتله في الحال.
-
كما أشرت محاكم عديدة في محافظات العراق حالات طلاق بين الأزواج بسبب هذه اللعبة، حيث سجلت المحاكم في بغداد والمحافظات أكثر من 14 حالة طلاق خلال الشهرين الماضيين.
-
ونظرت احدى المحاكم في حالة اعتداء الزوج على زوجته بالضرب نتيجة لعب الزوجة لفترة طويلة استمرت بحسب الزوج ست ساعات مستمرة، وتحدثها مع لاعبين آخرين وطلبها المساعدة منهم.وتسببت بتطليق الزوج زوجته، ودفعه فصلا عشائريا لأهل الزوجة.
-
وقد خيرّت أحدى الزوجات زوجها بين الانفصال، أو ترك هذه اللعبة نهائيا، بسبب إهماله لشؤون أسرته وأطفاله.
-
وفي حالة أخرى تمت معاقبة أحد الموظفين بعقوبة إدارية بسبب تأخره المستمر عن الالتحاق بالدوام الرسمي في دائرته كونه يقضي ساعات الليل في اللعب.
-
وفي المدارس تنبهت إدارات المدارس إلى ظاهرة أن انتشار هذه اللعبة بين الطلاب أدى الى عدم اهتمامهم بدروسهم فضلا عن ممارستهم تقليد اللعب بها عوضا عن دروس التربية البدنية.
-
وأخطر ما في اللعبة اليوم هو ممارستها من قبل بعض أفراد قواتنا الأمنية في أثناء تأدية واجباتهم، مما يسهل للإرهابين ورجال العصابات سهولة تنفيذ ما يشاؤون من أعمال إرهابية وتخريبه، والأخطر من هذا أنه قد يشترك في اللعبة مع هذا المنتسب شخص من أفراد العصابة أو المجموعة الإرهابية ليشغله عن أداء واجبه، لينفذ الآخرون عملهم بسهولة ويسر.
-
وخيرا فعلت لجنة الفتوى في السليمانية حين قررت، تحريم اللعبة باعتبار أنها إضاعة للوقت.
-
المطلوب منا جميعا الانتباه الى خطورة هذه اللعبة في المجتمع العراقي، وعلى الأجهزة المعنية التوجيه بذلك وتوعية ممارسي هذه اللعبة التي صارت نوعا من الإدمان ، وأثرت حتى في عمل بعض الموظفين بتنوع وظائفهم، فهم بين مشغول بتفسير سبب خسارته، أو بكيفية الانتصار بالمعركة القادمة وكل ذلك يتم في أوقات الدوام الرسمي، والمواطن ينتظر في حسم معركة إنجاز معاملته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة