الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الإلحاد؟

راندا شوقى الحمامصى

2018 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يشير مصطلح الإلحاد إلى غياب الاعتقاد بوجود الله ومعتقد الإلوهية من أصله.
كثير من الملحدين برى أن الإلحاد هو نظرية أكثر صحة من وجود الألوهية. وعليه فإن عبء إثبات ودحض وجود الله أو الألوهية لا يقع على عاتق الملحد بل على المؤمن بالله أن يقدم مبرراته للإيمان به. وعليه فهم يرون أنه قرار عقلاني وعلمي وواقعي ويتهموا المؤمنين بالله بأن إيمانهم وقرارهم بهذا الإيمان هو من خلال دوافع نفسية وإجتماعية وموروثات باليه خاطئة.
ففي بيئتنا العربية فقد ساعد العامل السياسي على انتشار هذه الظاهرة "ظاهرة الإلحاد" في عالمنا العربي وخروجها إلى العلن بعد أن كانت داخلية في مكامن الإنسان ، فعقب الربيع العربي، انتشرت حالة اليأس والضياع وفقدان الأمل بين الشباب، وهي المشاعر التي تؤثر بشكل مباشر في اتّخاذ قرار الإلحاد .
لن أتطرق لتاريخ الإلحاد على مر العصور وتحليله بدقة واسترسال عنه بل لي نقطة معينة أذكرها وانطلق منها باسباب الإلحاد ودوافعة في زماننا وعصرنا هذا.
أن بعث العداء الديني والبغضاء الجنسية والغطرسة الوطنية , والعلامات المتزايدة عن الاستئثار بالنفس، والشر والخوف والفسق، وانتشار الفزع والفوضى والخمور والجرائم , والتعطش والانهماك في الشئون الدنيوية والبذخ والملاهي، وضعف الكيان العائلي , والتراخي في الإشراف الأبوي , والتفاني في الملذات، وفقدان الاعتداد بالمسئولية الزوجية،وما ترتب عليه من الطلاق،وفساد الغناء والموسيقي، وعدوي وفساد المطبوعات وشرور الصحافة , وامتداد نفوذ دعاة الانحطاط الذين يروجون زواج الاختيار ( المتعة ) ، والذين يرفضون مبدأ النسل كغاية مقدسة أساسية للزواج، والذين يعتبرون الدين مخدراً للعالم، والذين إذا أطلقت أيديهم في العمل يرجعون بالإنسانية إلي عصور الهمجية والاضطراب فالانقراض التام، والعنف والوحشية ونسبهما للدين، وسوء الخطاب الديني وذم دين الآخر وتكفيره والدعوة لقتله واستباحة دمه، كل هذا يبدو خاصيات بارزة لإنسانية متدهورة، إنسانية أما أن تولد من جديد أو تهلك وتنعدم. وولادتها لن تكون إلا من خلال رسالة إلهية جديدة.
إن البعد عن الدين واستخدام الدين في أغراض سياسية من طرف رجال الدين. إذ إن ممارسات رجال الدين في المجال السياسي أحبطت الإسلاميين وغير لإسلاميين على حدّ سواء، وكل يسبّ دين الآخر ويعتبر نفسه هو على حق والآخر على باطل، وزاد من حدّة الإلحاد فدفع هذا الكثيرين إلى نبذ الدين بالكلية لا إلى نبذ رجال الدين فحسب. فضعف الدين وسقطت هيبة المؤسسات الدينية وبدأ التشكيك في الدين وآياته واساسياته وساعد ذلك الموروثات البالية في المفاهيم الدينية وعدم فهم الدين بصحيحه والإعتماد على رجال الدين والمتفقهين في الدين حسب مفهوم العامة وترك الكتاب والإعتماد على النقل لا على العقل وقد قال الله تعالى في كتابه " اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا(14 الإسراء)-وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه.....(الإسراء13).
كان الإلحاد على مر عصور الأديان مع غروب شمس الدين وذلك لو رجعنا لتاريخ الأديان سنجد هذا,
أي رسالة إلهية لها شروق وغروب فاليهودية مثلا أشرقت ووصل إشراقها إلى الأوج وآمن بها من آمن ثم بدأت شمسها في الغروب وعند غروبها حدث مثل مايحدث اليوم مع فرق الزمن وطبيعته وأدواته وظروفه كلها في كافة النواحي والمجالات، وبدأت تشرق شمس المسيحية على الأرض وآمن بها الكثيرون وانتعشت لفترة مدتها ثم بدأت شمسها في المغيب وحدث نفس مايحدث اليوم أيضا وبعد الناس عن الدين وظهر الإلحاد والحروب وكل مظاهر اليوم وبحسب عصرهم ووقتهم وغابت شمس المسيحية وبدأ شروق الشمس المحمدية على الجزيرة العربية ووصلت إلى أوجها ثم بدأت الشمس تغيب وحدث كل مايحدث الآن على العالم الإسلامي وماذكرته أعلى من انقسامات ودبّ الخلل والمرض في النفوس وتحول الدين لسلعة وبعُد عن أصل الدين وهدفه وتحول لسياسة وظهرت كل مظاهر الفحشاء وسقط هيبة رجال الدين وتساقطوا من أعين تابعيهم ودبّ الخلاف بين المذاهب نفسها من بعد تشيعها وانقسام الدين لمذاهب ، والخلافات بين رجال الدين أنفسهم وتدني الخطاب الديني وتحوله لخطاب سياسي ، ولم يفلح ولن يفلح تجديد الخطاب الديني ومحاولة ترقيع الثوب القديم البالي بأفكار حديثة كي يتماشى مع هذا العصر فسوف تأخد الرُقع الجديد الثوب المهلهل وتقع لأنه ماعاد يصلح إلا بثوب جديد يتماشى مع هذا العصر، والفتاوى التي لا يقبلها عقل ولا دين وكل مظاهر الفحشاء والشرور وتدنى الإنسان إلى أكثر من مرتبة الحيوان في تصرفاته وأفعاله وفكره وانعكس على كل من حوله فتحول من كان يومن بدين إلى اللادينية أي عدم الإيمان بأي دين لأن الفرد وجد الإنحلال في من اعتبرهم مَثَل له وهو رجال الدين سواء في المسيحية أو الإسلام وتضاءلت هيبة الأزهر والكنيسة فبعدوا عن الدين والكثير منهم فقد إيمانه بالأديان وبالإله فتحولوا لملحدين ، ولم يكلفوا خاطرهم أن يرجع كل منهم لكتابه ويقرأ بنفسه ويعرف بأن لكل أمة أجل ولكل أجلٍ كتاب فمدة الرسالة الإلهية هى 1000 سنة كما جاء في الايات الكريمة في القرآن:
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (5)
وعليه تكون الرسالة المحمدية قد انتهت مدتها ولا بُد من الإقتناع بذلك وقبوله لأن هذا إرادة الله سبحانه وتعالى وسنة الله عبر العصور والأزمنة، ولو كان الله يود أن يكتفي برسالة واحدة كان اكتفى باليهودية، فلماذا تلى ذلك المسيحية ثم الإسلام ؟ لأن رسالات الله مستمرة وفيضه مستمر إلى الأبد وحسب ما يتناسب مع العصر من أخكام وتشريع ومبادئ ...وفاض برحمته علينا بإشراق جديد لرسالة إلهية جديدة وهى البهائية...
لو كل فرد قرأ كتابه بنفسه ولم يترك وعاء فكره كي يملئه الآخرون سواء رجال دين أو موروثات باليه تقول له أن الرسالة المحمدية هى خاتمة الرسالات ولن يأتي رسالة آخرى وكأننا نقول أن الله قد مات والعياذ بالله وانقطع فيضه ورحمته للعالمين .. وانتهى بالفرد للإلحاد لأنه لم يجد التناسق بين العالم الموجود حالياً والعالم الذي يجب أن يوجد لو كان هناك إله! ولأنه لم يجد أن الدين ملاذ له في هذه الغمة والنكبة التي يمر بها العالم ولم يدرك أن هناك رسالة إلهية جاءت من أجل انقاذ البشرية وهدايتها ووحدتها على دين واحد وتوحيد الجنس البشري ونبذ كل التعصبات التي نمر بها وإيجاد الحلول لكافة مشاكل العالم الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية .
سوف يعود اللادينيين والملحدين لرشدهم حينما يجدوا الملاذ في رسالتهم الإلهية الجديدة وفيض الله على العالمين والرسالة البهائية....وتستمر الرسالات الإلهية وفيضه ورحمته إلى ابد الآبدين .....فأفيقوا واصحوا واقرأوا وتحرّوا حقيقة الدين الجديد تصحّ قلوبكم وعقولكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س