الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تقرأ؟

داود السلمان

2018 / 12 / 8
الادب والفن


لماذا تقرأ؟
في سؤال لأحدى وسائل الاعلام وجه الي:
لماذا تقرأ؟ وهل القراءة تنظف عقل الانسان وتقوم سلوكه ام انها لمجرد المعرفة والمتعة والتسلية؟:
داود السلمان
- القراءة، بكل ابعادها، الفلسفية والمعرفية، تُعد ركنا اساسية لتكوين شخصية الانسان ومن ثم اتزانه وتسليحه بالمعرفة، المعرفة بكل ابعادها؛ فالإنسان -اذن - يظل في حالة ظمأ مستمر، وللقضاء على ذلك الظمأ يحتاج الى رشف كأس المعرفة من معين القراءة الدؤوبة المستمرة، لكي يتواصل مع الحياة ويبقى على وئام دائم.
فالقراءة، بالنسبة لي، هي: ظمأ روحي ونفسي وسيكولوجي، فمن دون القراءة اشعر أن روحي تريد أن تنفصل عن جسدي، وبالتالي تأود بي الى الهلاك. لذلك تجدني دائم الانشداد نحو التطلع واستنشاق عبق القراءة حتى في اوقات العمل، حينما اقتنص الفرصة السانحة لذلك.
والقراءة، عاشت معي منذ بواكير طفولتي، وهي بالنسبة لي كعلاقة الام بوليدها. وكنت أقرأ في اشد الايام الحرجة، اذ كنت اقرأ والموت قبالتي (وفي هذا قصة ليس هنا محل لذكرها). فقرأت في كثير من العلوم على مدى خمسة وثلاثون عاما أو تزيد قليلاً.
وقد اشعرتني القراءة بأني بشرا بحق وحقيقة، فمن خلالها اكتشفت ذاتي، وعرفت قيمتي الحقيقية، على اعتباري انسانا جئت الى الوجود، حاملا على عاتقي رسالة انسانية، يجب أن اوصل هذه الرسالة بكل امانة واخلاص، رسالة كأب ومربي، وناشئ أو كانسان آخر وجب أن يقوم بدوره في بناء المجتمع.
وعندما اعترفت الكتابة ازدادت قراءتي لمعرفة المزيد من المعارف والعلوم والفلسفات وتواريخ الانسانية. والقراءة، بعدُ، هي نزف داخلي فلازلت انزف ولا ادري متى تندمل جراحي، ويتوقف هذا النزف الجميل، وفي كل يوم اكتشف معان سامية في التطلع والقراءة.
وبكلمة، فالقراءة هي تنظيف ادران الجهل، بعبق التطلع والغوص في اعماق المعرفة واستخراج كنوزها، التي تؤدي بدورها الى خلق ثقافة معرفية تبني المجتمعات الصالحة المتطورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه