الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كان مهرجانا شعريا ثقافيا بحق وليس عزاااء .....!!

زهور العتابي

2018 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


وأسدل الستار أخيرا على العزاء...أنتهت الفاتحة وأنتهت حياة شاعر الأجيال وعملاق الشعر الشعبي عريان السيد خلف ..فالبارحة كان اليوم الأخير للفاتحة..ولكن بالتأكيد لن يكون الأخير لوجع وحزن العراقيين لفقد شاعرهم المرهف الكبير...كنا نأمل من حكومتنا الرشيدة !! أن تعلنها حدادا ولثلاث أيام لرحيل رمز من رموز الثقافة والفنون والأدب...لما لا !؟ ألا يليق بهذا الرجل هكذا حداد !!؟ ألا يستحق من خدم الصحافة لوقت طويل ..العضو في نقابة الصحفين العراقيين وأتحاد الأدباء العرب وعضو في الصحافة العالمية وعضو جمعية الشعراء الشعبيين في العراق... صاحب الإرث الأدبي والعطاء الزاخر الطويل ..إلا يستحق من شهد الاااام وأحزان العراقيين وعاش معاناتهم وخفف قسوتها عليهم بمحاكمته أياهم بتلك القصائد الهادفة المؤثرة الحلوة !!؟ لماذا يكون هذا الأستحقاق حكرا على الملوك والرؤساء .!!؟.ماذا ترك الحكام لشعوبهم ماهو تاريخهم !؟ أفضلهم لايعرف معاناة شعبه وكم هو عدد فقراءه وأيتامه !! فنحن في العراق تحديدا أغلب مصائبنا ومعاناتنا أساسها حكامنا المستبدين فكل ماجرى ويجري في العراق كان بسبب حماقة هؤلاء الذين أوغلو في الأرض الفساد !! فعن أي شيء يكرم هؤلاء !؟ أما شاعرنا الكبير فقد أبكى الجميع رجالا ونساءا ..شيوخا وشبابا ..إذن كان على الحكومة أن تعلنها حدادا طالما أن الحزن دخل كل حي وكل بيت عراقي !! ..هناك أمر اخر أريد التوقف عنده وهو ما تسائل عنه اغلب من كان في العزاء...وهو ..أليس الأحرى بالحكومة ان تختار مكانا آخرا يليق بأبا خلدون كأن يكون العزاء في المقر العام للكتاب والأدباء والصحفيين مثلا أو على الأقل أن تختار حسينية أكبر كتلك الحسينيات الموجودة في الكرادة ...وما أكثرها. .لماذا تركوا هذه المهمة لأهل الفقيد حيث اختاروا احد الحسينيات في حي أور حيث يسكن الراحل..الشارع المؤدي للحسينية لم يك مبلطا بما بكفي ( مليء بالوحل )والقاعة صغيرة لاتستوعب كل تلك الأعداد الكبيرة وتلك الجموع الغفيرة التي حضرت العزاء والتي جاءت من كل حدب وصوب لاسبما وان هناك ومن بين الحاضرين كانوا من الأدباء والكتاب العرب هذا الى جانب المفكرين و المثقفين من الكتاب والشعراء العراقيين والفنانين الذين كانوا متواجدين ولم يبرحوا المكان ابدا طيلة يومي العزاء ..ناهيك عن شيوخ العشائر ومن كل المحافظات ..وماهو ملفت للنظر حقا أن هناك ومن بين الحاضرين لفيف من رجالات وشيوخ المنطقة الغربية ...من الانبار ..من عنه ..وراوة..صلاح الدين و.و..والذين كانوا يبكون الشاعر بألم وحرقة.......
إن من نقل لي صورة العزاء هذه ولدي الصديق المقرب لابن الفقيد .. خلدون.. حيث لازمه أصدقاءه جميعا وولدي كان أحدهم ..كانوا معه منذ اليوم الأول لرحيل الشاعر الكبير ومنذ الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من الليل ...فكان ولدي شاهد عيان لذاك العزاء ..فبرغم رداءة الجو والبرد وكثرة الأوحال لكن العزاء كان في أوجه والزحام على أشده !! الكل حضر بما فيهم البعض من رجالات الدولة كشيروان الوائلي ومحمدالغضبان وغيرهم...ومن النواب كثر كان في مقدمتهم وجيه عباس وجاسم الحلفي ورفاقه من الحزب الشيوعي العراقي....هؤلاء لم يتركوا العزاء ابدأ ...الكل حضر وكأنه العراق المصغر جمع كل الأطياف .. كان أشبه بمهرجان للشعر الشعبي حيث ألقيت فيه أجمل القصائد بما فيها قصائد الفقيد وقصائد أخرى قيلت بحق شاعرنا الكبير على لسان محبيه وعاشقيه من الشعراء والفنانين تغنت جميعها بالشاعر الذي رحل قبل الأوان وكم تمنى الجميع لو كان العزاء في مكان آخر أكثر رقيا واكثر سعة يليق بمكانة الشاعر عريان السيد خلف...ولكن ماذا عسانا أن نقول ونحن نعرف جيدا تخبط الحكومة و تقصيرها في أبسط الامور !! فكيف لها أن تبادر وتحسن صنعا في هكذا حدث .....!!
الآن وقد رحل عرياااان..ترى !؟ هل أستشعرت الحكومة مكانة الشاعر لدى الناس لتعيد النظر وتشمله بالأهتمام ..تكرمه وان كان بعد رحيله .. كأن تمنحه وساما يليق به !! أو على الأقل ان تشمل ابنه الوحيد (خلدون )بالتعيين ...خلدون حاصل على شهادة الدكتوراه في اللغة الروسية وعاطل عن العمل منذ سنين..بإمكان الدولة أن تمنحه وظيفة مترجم مثلا وما أكثرها الشركات التي تعمل في العراق..لتكون المبادرة شيئا من العرفان لوالده ....هل تقوى الحكومة على فعل هذا !؟ ....نتأمل !!!
ان رحيل عريان السيد خلف قد وحد العراقيين جميعا ...وأعطى رسالة واضحة مفادها أننا جميعا متصالحون فيما بيننا يجمعنا الانتماء وحب العراق ...وحدهم السياسيون من يعيشون في واد آخر بعيدون كل البعد عن معاناة الشعب ويسعون ابدا في زرع الفرقة والطائفية بين أبناء هذا البلد من خلال خلافاتهم على المناصب والكراسي ..الشعب..كل الشعب بكى عرياان...الكل رثاه ونعاه. وكل هذا الحزن وذاك الحب لعريان لم يأتي من فراغ ...أبدا.. بل هي ردة فعل طبيعية لأناس عشقوا شاعرهم ..أحبوه بصدق واحبوا قصائده ..الشاعر بالنسبة إليهم بصمة الإبداع التي لن تتكرر.. فعريان لم يكن شاعرا تقليديا ابدا بل كان اسطورة الشعر الخالد الذي يحمل متاعب شعبه بين راحتيه وفي روحه ووجدانه فترى الحزن واضح في عينيه لان عاصر هموم ومعاناة العراقييين ...الفقراء منهم والمستضعفين ..كان صوت الكادحين المناضلين..دخل قوب الجميع دونما اسئذان....فالكل يحفظ له ..الكل يردد قصائده..ويطرب لاغانيه التي تحمل كلماتها وجع العراقيين و تحاكي عشق الأرض والهور والنهر والجبل..تلك القصائد التي تجمع بين الحداثة والريف وهذا ماجعلها مميزة خالدة أبدا ولايمكن لها أن تنسى ....كان رحمه الله شمسا تنير دروب الأجيال تذكرهم بعراقة وأصالة الشعر ..مشهود له بالكلمة المؤثرة الصادقة والحزجة الجميلة الهادفة.....
العراقيون أذكياء بما يكفي ...بارعون جدا في التميز بين المعادن ..وكان عريان المعدن الأصيل ..ماسة الشعر الشعبي بحق ..كنز من كنوز الثقافة والأدب ..عريان السيد خلف إرثنا الحضاري الذي نفخر به أبدا...للأسف وفي غفلة من الزمن فقدنا ذلك الكنز وتلك الماسة التي لاتعوض...فقدناه كما فقدنا الكثير.. وكل مأ هو جميل في العراااق ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا