الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجدد التظاهرات في البصرة،. وسبيل تقدم الحركة الاحتجاجية في العراق

منظمة البديل الشيوعي في العراق

2018 / 12 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تجدد التظاهرات في البصرة،.
وسبيل تقدم الحركة الاحتجاجية في العراق

قبل أيام قلائل قام جمهور من المحتجين بالتظاهر امام مبنى محافظة البصرة الجديد. لقد حملت هذه المبادرة الاحتجاجية رسالة قوية للسلطات والأحزاب الحاكمة في العراق بان مسيرة احتجاجات البصرة متواصلة وان التصدي للوضع القائم لا زال مفعم بالحيوية لدى سكان البصرة المتضررين من الواقع المزرى لهذه المحافظة.
ان الفقر والعوز والبطالة الهائلة وانتشار الامراض الناجمة عن التلوث الاشعاعي للبيئة نتيجة الحروب، وعدم توفر الطاقة الكهربائية الكافية والمياه الصالحة للشرب وتدهور الخدمات العامة وبوجه خاص الصحية، جعلت من هذه المدينة الغنية بالنفط والثروات موطنا للمعاناة والبؤس لأكثرية سكانها. انها ازمة اجتماعية مأساوية تمس حياة الملايين من البشر ليس فقط في هذه المحافظة انما في أكثرية محافظات العراق بدرجات مختلفة وبأشكال متفاوتة.
واجهت قوات الامن والسوات الجماهير المحتجة في البصرة، على غرار تصفيات واعتقالات الأشهر الماضية، بالعنف وباستخدام الرصاص الحي والدوس بالسيارات حيث قُتل احد المتظاهرين وجُرح الكثيرون وأُعتقل اعدادا منهم.
لم تحقق الاحتجاجات لا في البصرة ولا على صعيد العراق، بالرغم من استمراراها على مدى اكثر من 3 سنوات الماضية (منذ صيف 2015)، بأشكال وبدرجات مختلفة، ايا من أهدافها الأساسية ومطالبها الملحة، وهذا يستلزم اجراء البحث والنقاش على صعيد الحركة الشيوعية والتحررية في العراق وبالأخص من قبل الناشطين انفسهم بدرجة أساس.
غير ان الحركة الاحتجاجية تطورت مقارنة بالفترات السابقة حيث اجتازت طورها البدائي واكتسبت تجارب عدة واصبح التمايز في صفوفها يتبلور في هذا الاثناء. خلال مسار السنوات الثلاثة الماضية انفضح دور الانتهازيين والاصلاحيين المساومين في الحركة الاحتجاجية امام أوساط واسعة من جمهور المحتجين. علاوة على ذلك، انفضح امام هذه الأوساط أهدافهم السياسية المتمثلة، باحتواء الحركة وقولبتها لصالح النظام القائم واستثمارها لصالحهم في اللعبة البرجوازية البرلمانية، وبالتالي تفريغ الحركة الاحتجاجية من كل محتوى اجتماعي جذري وتحرري والنيل منها.
ان هؤلاء الانتهازيين والمساومين ومع نهايات الطور الأول لحركة صيف 2015 انضموا بالجملة الى صف أحزاب وتيارات النظام وأخيرا ائتلفوا في قائمة برلمانية واحدة معهم في تحالف السائرون. هذا، وان أوهام الاعتماد على المرجعية والوساطة بالبرلمانيين وشيوخ الإسلام السياسي والمتنفذين لتحقيق بعض المطالب بات يضعف بدرجات كبيرة لدى أوساط الشعبية للحركة الاحتجاجية. دع جانبا انفضاح أكاذيب حكومة العبادي والمؤسسة الحاكمة والدعوات الكاذبة للإصلاح من قبل مدافعي النظام القائم.
من المؤكد ان هذه التطورات في مسيرة الحركة الاحتجاجية مكاسب مهمة للحركة الثورية في العراق، غير ان ذلك لا يكفي. ان مغزى انتصار الحركة الاحتجاجية هو انهاء المأزق السياسي والاجتماعي الذي يمر به العراق وهذا غير ممكن التحقيق بدون تبلور حركة سياسية جماهيرية قوية للعمال والكادحين وسائر التحررين تقدم على إرساء نظام سياسي مبني على أرداه الجماهير نفسها.
ان الأحزاب الطائفية والقومية الميلشياتية الحاكمة في العراق ليست مجرد أحزاب سياسية ذات قوة ميلشية انما هي أيضا قوة اقتصادية تتحكم عن طريق السلطة والاستحواذ على مصادر ثروة الدولة بالحياة الاقتصادية والاجتماعية للسكان، تحتكر قوت الجماهير ووسائل عيشها. كما وان الفساد المالي المستشري في كامل بنيان النظام السياسي الحاكم يقوي اقتدار هذه الطفيلية السياسية الميليشية المتحزبة ويوسعها باستمرار. ان من يدعي بانه يمثل الجماهير داخل هذا النظام الطائفي لا يقول الحقيقة انما يختلق الذرائع لتأمين مستلزمات الالتحاق بصفوف النظام القائم واخذ حصته من السلطة وهذا النهب لقوت الجماهير لا غير.
اليوم يشتد النضال الطبقي والاجتماعي في العراق بشكل اكثر سعة وعمقا. فلم يعد باستطاعة احد ان يعمل على النمط القديم. ان قوى السلطة المتأزمة لحد النخاع لجأت وستلجأ الى استخدام قمع الدولة المنظم لهذه الاحتجاجات وتستغل القوى الميليشية للأحزاب هذا الوضع لتنفيذ اجنداتها الاجرامية وارتكاب عمليات الاغتيالات بحق الناشطين. وفي المقابل لا تتحمل الحركة الاحتجاجية تحويلها الى ساحة لتجارب الانتهازيين والمساومين والاعيب تيارات الإسلام السياسي المشاركين في السلطة، ولا السير خلف الأوهام القديمة بالأوساط الدينية وشيوخها ولا بهذه او تلك من القوى المحلية العشائرية وغيرهم .
ان القاعدة الاجتماعية للحركة الاحتجاجية واقتدارها متواجدة في قلب النظام الاقتصادي والاجتماعي في البلاد نفسه. انها تكمن في نضالات الطبقة العاملة والكادحين اليومية من اجل رفع الأجور وتحسين حياتهم وشروط عملهم، في نضالات عمال العقود والعمال المؤقتين والكادحين، وفي نضالات الشباب والشابات العاطلين عن العمل، في نضال المرأة التحرري ونضال الشبيبة وجميع المحرومين والمهمشين والمفقرين لنيل حياة افضل ونضال الجماهير من اجل تامين الخدمات العامة.
ان الأفق السياسي والاجندة السياسية التي تعمل على تطوير مجمل هذه الحركة الاجتماعية والطبقية هي التي بإمكانها ان تقوي الحركة الاحتجاجية وتحولها الى حركة اجتماعية سياسية مقتدرة تحقق التحولات الجذرية وبشكل فوري.
نحن في منظمة البديل الشيوعي نتبنى هذا الأفق والاجندة فيما يخص رؤيتنا ونضالنا لتقوية الحركة الاحتجاجية الجماهيرية في العراق. ففي الوقت الذي نناضل بكل قوانا في سبيل تقوية الحركة الشيوعية والثورية، نناضل بثبات من اجل تقدم الحركة الاحتجاجية الحالية وتحقيق أهدافها ومطالبها الانية والتغلب على نقاط ضعفها.
عاشت الحركة الاحتجاجية الجماهيرية في العراق
عاشت الاشتراكية
منظمة البديل الشيوعي في العراق
8 -12-2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024