الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم الآثار كمال الملاخ

لطيف شاكر

2018 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


عالم الآثار والأديب والكاتب الصحفي والفنان التشكيلي الكبير,ظهرت موهبته في الرسم منذ وقت مبكر ؛ حتي أقامت مدرسته الثانوية معرضا لرسومه وهو لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره.
تخرج من كلية الفنون الجميلة قسم عمارة عام 1943 ؛ وكان الأول علي دفعته فتم تعيينه معيدا بالكلية ؛ كما تخرج أيضا من كلية الضباط الاحتياط وعمل ضابطا احتياطيا فترة من حياته ؛ ولكنه تحول لدراسة الآثار ؛ وسبب تحوله لدراسة الآثار كما يذكره هو بنفسه في كتاب "قاهر الظلام" أن عميد كلية الفنون الجميلة وقتها قد اوقفه فجأة عن التدريس والغي جدول المحاضرات الخاص به ؛ فتوجه كمال الملاخ إلي المستشار الفني لوزير المعارف وقتها وكان عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ؛فقال له الدكتور طه "لماذا لا تتجه لدراسة الآثار؟!" فرد عليه كمال الملاخ "مالي أنا والآثار وقد عقدت العزم أن اكون أستاذ عمارة "فرد عليه الدكتور طه حسين " وهل الآثار إلا عمارة ؛وانا أريد تمصير الآثار المصرية بحيث لا تبقي مدي الدهر في أيدي الأجانب أنت أولي بحضارة بلدك" وفعلا وجهه لمقابلة عالم الآثار المصرية الكبير إيتين دريتون (1889- 1961 ) وبالفعل درس كمال الملاخ الآثار بجانب العمارة حتي عشقها كأشد ما يكون العشق . حتي حصل علي ماجستير الآثار المصرية . ولقد عمل كمال الملاخ لمدة 14 سنة في ترميم آثار جزيرة فيلة ؛ وكشف عن حمام سباحة يوناني قديم في الأشمونين ؛ وشارك في ترميم منطقة آثار بومينا بمريوط ؛ ولكن جاءت النقلة الكبري في حياته عندما عمل في هيئة الآثار في منطقة الهرم بالجيزة ؛ فلقد أكتشف واحدة من أهم الاكتشافات الكبري في القرن العشرين الا وهي " مراكب الشمس " وكانت البداية الأولي لاكتشاف مراكب الشمس أثناء زيارة الملك عبد العزيز آل سعود لمنطقة الأهرامات بصحبة الملك فاروق ؛ وكان يشرح لهم معالم المنطقة مدير مصلحة الآثار المصرية ايتين دريتون ؛واثناء مرور العربة الملكية خلف هرم خوفو ؛ لاحظ وجود منطقة رمال وأحجار بارتفاع شاهق بجوار ضلع الهرم الجنوبي ؛ فأمر الملك فاروق برفع هذه الرمال والأحجار من المنطقة ؛ وبعد رفع الرمال بدأت معالم الآثار تظهر ؛ وكان مدير العمل في المنطقة المهندس الأثري كمال الملاخ ؛وكان يعمل معه رئيس العمال في ذلك الوقت ويدعي " جرس يني " .
فقام كمال الملاخ بالكشف بالمنظار عن باطن الأرض فاكتشف وجود المراكب ؛ فأعلن اكتشافه هذا لوكالات الأنباء المحلية والعالمية ؛ وكان تاريخ هذا الكشف هو 25 مايو 1954 ؛ مما أثار غضب وحقد مدير منطقة الهرم في ذلك الوقت ؛ فأمر بخصم 15 يوم من راتبه ؛ مما أثار غضب الملاخ فاستقال من الآثار وتوجه للعمل في الصحافة بعدها .
وفي الصحافة عمل في العديد والعديد من المجالات ؛ فلقد عمل رئيسا للقسم الفني بجريدة الأخبار ؛ وكان يقوم بعمل الرسومات الفنية المصاحبة لكتابات ومقالات توفيق الحكيم – محمد التابعي – عباس محمود العقاد – سلامة موسي – كامل الشناوي ..... الخ . وفي عام 1957 ؛ انتقل الي جريدة الأهرام ؛ وفي الأهرام قام بتحرير الصفحة الأخيرة من الجريدة وكانت تحمل عنوان "من غير عنوان " ولقد كانت هذه الصفحة سببا رئيسا في اتجاه قراء الأهرام وربما لأول مرة في تاريخ الصحافة المصرية يبدأ القاريء في قراءة الصحيفة ابتداء من الصفحة الأخيرة .
ولقد أهداه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وساما رفيعا من أوسمة الدولة تقديرا لدوره الكبير في اكتشاف مراكب الشمس ؛ ولقد أستمر في العمل والكتابة والرسم والتاليف حتي توفي فجأة في 29 اكتوبر 1987 عن عمر يناهز 69 عاما .
ويذكر المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي ( 1919 -2001 ) في موسوعة السيرة الذاتية للأنبا غريغوريوس الجزء الثالث ؛ وتحت يوميات 12 أكتوبر 1985 م أنه تقابل مع الأستاذ كمال الملاخ في شعبة التراث الحضاري بالمجالس القومية المتخصصة ؛ فترك كمال الملاخ مقعده وتوجه لتحية الأنبا غريغوريوس ؛ وفجأة ووسط دهشة الأنبا غريغوريوس قال له الملاخ " أريدك عندما أموت أن تصلي علي !!! ؛فتأثر الأنبا غريغوريوس لعبارته جدا وقال له " الله يطيل عمرك لقد سمعتك الليلة تتكلم في الإذاعة " فرد عليه الملاخ قائلا " إنني معجب بك ... وكرر القول أريدك أن تصلي علي – أنت بالذات – وتلقي كلمة العزاء ؛ لقد سمعتك وأنا معجب بك ... " فتأثر الأنبا غريغوريوس من كلامه جدا وبالفعل تذكر الأنبا غريغوريوس الوصية عندما سمع بخبر وفاته ؛ وقام علي الفور وتوجه إلي كنيسة السيدة العذراء المرعلشي بالزمالك ؛ وترأس صلاة الجنازة علي جسده الطاهر ؛ وألقي كلمة عزاء قوية وموثرة .
ولقد كان الملاخ عضوا نشطا في العديد والعديد من الهيئات والمؤسسات و مؤسس مهرجان القاهرة السينمائي . و مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط .وبينالي الإسكندرية ومؤسس ليالي الاقصر وأسوان السينمائية .وكان عضو المجلس الأعلي للآثار . وممثل مصر في اليونسكو لإنقاذ آثار فيلة في النوبة .
و شارك في إعداد مشروع الصوت والضؤ للجيزة والكرنك .
وعمل في اللجنة الدولية لتطوير المتحف المصري
كما شارك في إقامة أول متحف لمثال مصر العظيم محمود مختار في حديقة الفن الحديث بالقاهرة بالتعاون مع راغب عياد وبدر الدين أبو غازي
وشارك في الإعداد للعديد والعديد من البرامج الأذاعية والتلفزيونية حول عظمة الحضارة المصرية .
ولقد أثري الأستاذ كمال الملاخ المكتبة المصرية بالعديد والعديد من الكتب الثقافية الهامة في مختلف فروع المعرفة فضلا عن ترجمة مسرحية التيه للكاتب المسرحي الأمريكي العالمي أوجين أميل .
كما كتب المادة العلمية والثقافية ل 18 فيلما وثائقيا قصيرا حول الحضارة المصرية القديمة ؛ وبعض المسلسلات الإذاعية حول العديد من قمم الفكر والثقافة والفن المصريين نذكر منهم :- طه حسين ؛ توفيق الحكيم ؛ رفاعة الطهطاوي ؛ أم كلثوم ؛ طلعت حرب .وكان يوجد له برنامج أسبوعي بالإذاعة المصرية حول الفن التشكيلي ؛ وبرنامج آخر عن الفن السينمائي .
ولقد نال العديد والعديد من الأوسمة والنياشين وشهادات التكريم نذكر منها :- 1-جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلي لرعاية الفنون والآداب والعلوم الالجتماعية عام 1970 . 2- شهادة تقدير من الرئيس الراحل أنور السادات – بناء علي اقتراح من أكاديمية الفنون لجهوده في مجال الإبداع الفني في عيد الفن والثقافة عام 1978 . 2- جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلي للثقافة عام 1982 . 3- شهادة تقدير من أكاديمة الفنون بالهرم لجهوده في مجال الإبداع الفني في عيد الفن والثقافة عام 1978 . 4- وسام الثقافة من الحكومة الإيطالية . 5- وسام الثقافة من أثيوبيا . 6- وسام الاستحقاق الفرنسي .
و خلده مركز الفضاء في الولايات المتحدة الامريكية بإطلاق اسمه علي نجم في السماء يحمل رقما معينا ؛ وهو ما أعتمدته هيئة "لويدز" و ذكر اسمه في الموسوعة العالمية "من هو ؟
كماخلدته الجمعية الجغرافية العالمية في واشنطن باختياره عضوا شرفيا مدي الحياة وتم وضع صورته ضمن كبار الكتشفين في الردهات الخاصة بصور المشاهير
وأهدته العديد من الدول ومراكزها الأثرية والثقافية زمالة الشرف مثل جمعية علماء ال مصريات بالمانيا في برلين الغربية ؛والوسمة مثل فرنسا وإيطاليا ولبنان وألمانيا ؛والمواطنة الفخرية من الولايات المتحدة ؛ والعضوية الشرفية للعديد والعديد من المتاحف الأثرية العالمية .
واختارته 6 كليات جامعية لتدريس الآثار المصرية بها هي :- ( آثار القاهرة – آثار الإسكندرية – كلية الفنون الجميلة بالقاهرة – قسم الآثار المصرية بكلية الآداب جامعة الزقازيق – جامعة بنها للدراسات العليا للآثار - الجامعة الأمريكية في القاهرة لتدريس مادة حضارة مصر القديمة) )
على الرغم من مرور عدة اعوام على وفاته، إلا أنه مازال محل اهتمام وتقدير الكثيرين، فهو لم يكن مجرد صحفي مرموق أثرت كتاباته على الرأي العام، بل كان أيضاً عالم آثار نابغ سجل العديد من الاكتشافات المهمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE