الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتصار على الارهاب والاصلاح السياسي

عدنان جواد

2018 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الانتصار على الإرهاب والإصلاح السياسي
بتاريخ 10 كانون الأول تمر الذكرى الأولى للنصر الذي حققه العراق على عصابات داعش، حيث دامت الحرب ثلاث سنوات، من القتال الشرس، الذي ذبح فيه أبرياء وسبيت نساء وحرقت مدن، وتم سرقة ثروات العراق والنفط وبيعه، ونشر فكر التكفير والتطرف، والكراهية والتقسيم وتدمير التراث والإرث الحضاري والثقافي.
ان صفحة داعش امتداد لمخطط يستهدف المنطقة وفي مقدمتها العراق البلد الخارج من حروب وحصار ودمار، كان بطلها حزب البعث قبل 2003 حيث كان ينادي بالعزة والكرامة وهو من دمر كل عزة وكرامة ووطن للعراقيين، بحروب عبثية فكان تدمير العراق ممنهج وعلى يد دول كبرى تساعدها دول إقليمية بالتمويل وتسهيل دخول السلاح والإرهاب ، فأسقطت دول وتغيرت أنظمة ، والعجيب في الأمر ان الأنظمة التي كانت تهادن إسرائيل وتواليها في الخفاء والعلن بقت أنظمتها صامدة وأراضيها بعيدة عن الإرهاب والإرهابيين وهذا اكبر دليل على انه صنيعة اسرائيلة أمريكية مع بعض الدول العربية العميلة، وان اغلب قادة داعش في العراق هم من دول عربية وفي مقدمتهم السعودية، ومن قادة الحرس الجمهوري الذين كانوا وطنين علمانيين وبقدرة قادر تحولوا الى امراء وولاة دينين ، فالإرهاب صناعة سياسية داخلية وخارجية يراد بها ، تقسيم البلاد وإضعافها على المستوى الخارجي، وتم ذلك ، وداخليا وضع طبقة سياسية تهتم بمصالحها الشخصية، وفي سبيلها تبيع بلدها لمن يشتري من الدول .
تم اهانة الجيش العراقي، بهزائم ليس له ذنب فيها ، فقط لأنه ينفذ قرارات لقيادات سياسة أما متآمرة أو جاهلة في أمور الإدارة، ففي التسعينات تم وضعه في موقف حرج وأمام جيوش العالم بكل ما تمتلك من قوة فكانت الهزيمة حتمية، واحتلال الموصل من قبل مجموعات متطرفة جندت بعض المتعاطفين معها ليترك الجيش كامل معداته في ارض المعركة لتستخدم ضده في المراحل اللاحقة من المعركة.
لقد كانت فتوى المرجعية في الجهاد الكفائي ، وخلق الضد النوعي للغزو الداعشي الذي يعتمد الفكر الديني المتطرف، بتأسيس الحشد الشعبي الذي غير المعركة والحال من الهزيمة إلى الانتصار، فالذي صنع المعجزات والنصر في نهاية المطاف بتضحية أبناء العراق الغيارى، والذين يجب أن يمنحوا الحقوق وخاصة لأبناء الشهداء ومعالجة الجرحى، مثل ما تفعل الدول المحترمة لمحاربيها من اهتمام واحترام، ولا ننسى دور جهاز مكافحة الإرهاب الذي كان في المقدمة ، فعلى الطبقة السياسية ان تختار من قادته للوزارات الأمنية لما يمتلكونه من وطنية وشجاعة حتى تكون منصفة وتسير باتجاه الإصلاح ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
بعد الانتصار على داعش نحتاج إلى انتصار آخر حتى يحدث الاستقرار والاستثمار ، وان لايستمر النزيف والحروب والصراعات والهجرة ومغادرة شبابنا وطنهم خوفا من استمرار حكم الفاسدين والأشرار الذين لايرغبون بوجود الأخيار في بلدهم، لذلك نحتاج إلى أمرين : الاول عسكري امني بمكافحة بقايا خلايا داعش النائمة، والحواضن المحلية المرتبطة به، وتجنيد أهل تلك المناطق وخاصة المتضررين منه في الأجهزة المهمة في الدولة كالاستخبارات، وإعادة المهجرين إلى مناطقهم واعمارها، وضبط الحدود مع سوريا والعمل الجاد والموجه من قبل الإعلام الوطني والفكر الديني المعتدل لمواجهة ثقافة التطرف، وبدون هذا العمل لايحدث تطور ولا استثمار.
والأمر الثاني: وهو سياسي وهو سبب الماسي في العراق وحتى دخول داعش، وبمناسبة انعقاد البرلمان لإكمال تشكيل حكومة عبد المهدي ينبغي أن لايعاد السياسي الفاسد والطائفي وان يقال للفاسد والفاشل كفى، فالسياسي الذي ينتمي للكتل النافذة سيجد من يدافع عنه ويحمي ظهره عندما يسرق أو يخرق القانون ولا احد يحاسبة وسوف تستمر المعاناة، وان يكون خطاب الطبقة السياسية وطني يعزز الشعور بالمواطنة لدى الشعب بدل تفريقهم بمسميات طائفية وقومية وعرقية وقد نجحت حكومة حيدر العبادي في هذا الجانب حتى لانبخس الناس انجازهم، وتوزيع الثروات بصورة متساوية بين أبناء الشعب وخاصة المحرومة والتي اغلب شبابها عاطلين عن العمل، ودعم تطبيق فقرات القانون التي تعاقب من يخرقه كائن من كان، والحد من الامتيازات الخاصة التي تمنح لأصحاب السلطة وهي لصوصية مقوننة، فالناس اكتشفت جميع الحيل والذرائع ولا تقبل بعد اليوم بالتبرير وتقديم الذرائع، صحيح العراق انتصر على الإرهاب ولكن سبب عودته وعودة الفوضى لازالت موجودة فينبغي القضاء على الفساد والبطالة وتقديم الخدمات ومحاسبة السارقين، وإلا فان القصور والحمايات لاتنفع من يحتمي بها ضد شعبه ، فالإصلاح بالعملية السياسية وتطبيق القانون مطلب جماهيري. اذا الشعب اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ، ولا بد لليل ان ينجلي، ولابد للقيد ان ينكسر، ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوفها واندثر، فالنصيحة لرئيس الوزراء القادم الاعتماد على الجماهير بدل الاعتماد على الفاسدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف