الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الإنسان أكبر كذبةٍ يروجونها .

يوسف حمك

2018 / 12 / 10
حقوق الانسان


الذين يدعون الحرص الزائد على حقوق الإنسان ، هم أكثر الناس انتهاكاً لها .
المحتفلون بذكرى هذه الحقوق ، هم أشد هتكاً و إساءةً إليها
الموقعون على صيانة مبادئ حقوق العباد ، هم الذين دنسوا حرمتها . كطيرٍ يزرق بسلحه ، فيرميه على أقدس الأشياء دون أدنى اعتبارٍ لتلويثها .

لم يقيموا وزناً لوعودهم ، و لم يحترموا تواقيعهم أو ينفذوا قرارتهم . تصارعوا في نتف الأعراف الدولية ، و نقض معاهداتهم بالعسف و الجور .
طبائعهم مجبولةٌ بالدجل و النفاق ، و شعاراتهم مترفةٌ بالكذب و التضليل .
متماثلون كالتوائم في الانشغال بجمع المغانم على حساب البطون الخاوية . و لا شيء يردعهم عن خرق حقوق البشرية بالقتل و النهب و التدمير .

يغمضون أعينهم عن أبشع الجرائم ، و يديرون ظهورهم لأبشع الخروقات ، و أعظمها فحشاً .
و عودهم لا تستر عورة مظلومٍ ، و قراراتهم لا تغطي أنقاض كرامةٍ مهدورةٍ ، وجوههم مزيفةٌ تتلاعب بقيمة الحياة الهانئة بلا خجلٍ أو حرجٍ .
يجيدون لبس الأقنعة لدفع الناس إلى التشرد على رصيف الموت ، و العبث بديموغرافيتهم بملء الفراغ حسب مقتضيات الشوفينية البغيضة ، و الطائفية المقيتة .

شعاراتهم لا تشفي جرحاً ، و خطاباتهم لا تعالج مريضاً و لا تداويه . لا يعترفون بالخطأ ، و لا يعيرون وزناً للجالسين على قارعة الصبر و هم ينتظرون فرجاً تباطأ عليهم ، و قد لا يأتي أبداً .

الهيئات الدولية ما هي إلا هؤلاء الوحوش ، و مجالس الأمن هي أولئك الطغاة و الجبابرة المتحكمون بمصير البشرية و زاهقوا أرواحهم .
الجمعية العامة للأمم المتحدة هي اتحاد الدول المستعمِرة ، و مجلس الأمن الدولي هو مجلس اللاأمن و اللاطمأنينة و الرعب و الحرب .

أما قادتنا فهم بيادقٌ للدول الاستعمارية ، ولاؤهم للقوى العظمى مقابل الجلوس على كراسي السلطة - بئس الثمن البخس هذا .
فاشلون في الرعاية ، خائبون في الإدارة ، عاجزون عن البناء و النهضة ، منهزمون أمام اللاحقين بركب الحضارة .
مهمتهم تحويل السعادة إلى شقاءٍ ، و قلب بساتين الحياة المزهرة حقول ألغامٍ تنفجر في وجه الوطن لجعله جحيماً لا يطاق .

هابطون في كل المجالات إلا في ثلاثةٍ :
شجاعتهم في القبضة الأمنية - نبوغهم في فنون السلب و النهب - براعتهم في صناعة رجال دينٍ على هواهم ، شبع الناس من مواعظهم المملة ، و اجترار أدعينهم المتملقة لتمديد سنوات حكمهم بطول عمر نوحٍ .

انقسام النخبة المثقفة و المؤدلجة و الموالية و المتحزبة إلى زمرٍ و فرقٍ . تتبارى إعلامياً ، و تتبادل الاتهامات ، و تحلل الأحداث بحيث يثير الغضب ، و يرفع الضغط .

منهم من يرى تفجير البرامل الروسية على رؤوس الناس وردوداً تفوح منها رائحة الجنة .
أما القنابل الأمريكية فهي حربٌ إمبرياليةٌ ، تهدف للهيمنة و امتصاص قوت الشعوب .
و منهم من يعكس الرؤية تماماً ، على أن أمريكا هي خير من ترعى مصالح العباد و البلاد .

و هناك من يشيد بالتدخل التركي في شؤون البلاد ، و يرى احتلالها للمدن فتحاً إسلامياً ، و بنصرٍ من الله .
بينما التمدد الإيراني تلقينٌ مذهبيٌ و تشيعٌ ، و ترسيخٌ للطائفية ، لوضع اليد على كل كبيرةٍ و صغيرةٍ .
مقابل من يعتقدون العكس هو الصحيح .

الجميع مستعمِرون محتلون متسلطون على مقدرات الشعوب .
غير أن فضح جرائم البعض ، و غض الطرف عن جرائم الآخرين رؤيةٌ بعينٍ واحدةٍ ، و نظرةٌ مريضةٌ ، و تحليلٌ عقيمٌ ، و تمسكٌ برأس خيطٍ بغرض منفعةٍ ذاتيةٍ و فئويةٍ و حزبيةٍ و طائفيةٍ لا أكثر .
أما كفاهم الكيل بمكيالين ، و النظر برؤيةٍ قاصرةٍ متعمدةٍ ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكان غزة على حافة المجاعة خصوصاً في منطقتي الشمال والوسط


.. هيئة عائلات الأسرى المحتجزين: نتنياهو يمنع التوصل إلى اتفاق




.. مقابر جماعية في غزة تكشف عن فظائع.. ومراقبون: ممارسات ترقى ل


.. بريطانيا: طالبي اللجوء ا?لى سيرحلون إلى رواندا مهما حدث




.. أهالي الأسرى لدى حماس يتظاهرون في القدس من أجل سرعة إطلاق سر