الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث عن الخلود

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 12 / 10
المجتمع المدني


السعي إلى الحياة الأبدية، أو ماي دعى الخلود هاجس البشر على مدى القرون الفائتة وسوف يبقى هاجسهم, فشل المساعي من أجل الخلود لها سجل طويل . في ملحمة جلجامش ملحمي لتحقيق الحياة الأبدية. بعد العديد من التجارب والمحن ، سمع في النهاية عن زهرة على قاع المحيط ستعيد شبابه. وعلى الرغم من تحذير من الشعب
- أن سعيه سيدمر فرح الحياة - يقوم جلجامش بالبحث الزهور من الأعماق المائية. نجاحه لا يدوم. يفقد جلجامش حتما الزهرة. وفي النهاية ، مثل كل البشر قبله وبعده ، يموت. يشمل هذا الموضوع الذي لا يزال يحمل أهمية كبيرة في مجال البحوث لمكافحة الشيخوخة.
كتب جيمس هورون وكاهن نيكولاس- وكلاهما يعملان في جامعة باث مقالاً عنوانه:
سعي وادي السيليكون إلى الخلود - وتضحياته المقلقة
قبل البدء لا بد لي أن أشير إلى أنني إلى قبل عام فقط كنتمعجبة باسم وادي السيلكون معتقدة أنّه رواية، أو قصة نجاح تسبه قصص نجاحنا اللامتناهية ، وعندما اكتشفت أنه مقرّاً علمياً وتكنولوجياً حاولت أن أفهم عنه أكثر، ولا زال الغموض هو الطريق الطويل أمامي.
يقول الكاتبان في مقالهما عن السّعي إلى الخلود:
"في مكان ما في وادي السليكون ، يستيقظ الرجل مبكرا مع شروق الشمس، و في المطبخ ، يهدئ بطنه الذي يقرقر بفنجان قهوة مملوء بقبضة كبيرة من زبدة الأعشاب . إنه في منتصف صومه.

بعد جلسة تأمل مدتها ساعتان ، ينوي صرف آلاف الدولارات على تساهله الأخير - حقن الخلايا الجذعية. يؤكد ممارس العيادة له أن إزالة الخلايا الجذعية من نخاعه العظمي وحقنه بأنسجة أخرى سوف يجدد شبابه من حالته المرهقة. وهو يثق في كلماته ، تماماً كما يثق بأن رش النيكوتين في فمه سوف يعطيه فوائد السيجارة دون أن يكون لها الجانب السلبي.
عندما يرتاح في الليل ، وهو مجهز بأقراص الميلاتونين ونظارات زرقاء مانعة للضوء لضمان عدم اضطراب دورة نومه يكون راضٍ عن إنجازات اليوم. لقد اتخذ خطوة صغيرة أخرى نحو هدفه. قد يكون قد تم انتاجه للقرن الحادي والعشرين ، ولكنه أيضًا جزء من الوحدة المتنامية التي تبذل كل ما في وسعها لجعله على قيد الحياة في القرن الـ 23

لطالما عانى البشر من هاجس العيش للأبد. لكن كل أولئك الذين شاركوا في البحث عن الخلود لديهم شيء مشترك - لقد فشلوا. ومع ذلك فإن حلم الخلود لم يتردد. لدرجة أن العديد من الأحياء على قيد الحياة اليوم لا يسعهم إلا أن يتساءلوا عما إذا كان المفتاح إلى خلودهم موجود بالفعل في تجمع المعرفة الإنسانية الآخذ في التوسع
لقد فتحت العلوم الحديثة مجموعة متنوعة من الطرق الجديدة لتحسين البقاء ، والآن يتبنى أعضاء الثراء الفاحش الذين يعتمدون على التكنولوجيا هذه الأساليب الجديدة في محاولة لتمديد حياتهم الخاصة. ولكن ما غالبًا ما لا يُدعى هو أن العلم الحديث قد كشف أيضًا عن الجانب الأعمق لتمديد العمر: وهو عبارة عن المقايضات الفسيولوجية التي لا مفر منها والتي تبدو متجهة إلى منعنا من العودة. يبدو أن الطبيعة ترفض أشكالنا البشرية من امتلاكها جميعًا. إذاً ماذا ستكون: الإنسانية أم شيء آخر كليا؟"
هذا بعض ما كتبه المحاضران في جامعة باث في مقال لهما على صحيفة ذا كونفرسيشن .
قبل أعوام طويلة وجد الإمبراطور الأول للصين الموحدة ، تشين شي هوانغ ، نفسه مفتونا بفكرة الحكم إلى الأبد. كلف رعاياه بالعثور عليه "إكسير الحياة" ، ولكن مع تقدمه في العمر دون إجابة في الأفق بدأ شعوره . هناك أدلة على أنه بدأ بتناول الجرع التي تحتوي على مركب كبريتيد الزئبق عالي السمية. لذلك ، في سخرية القدر، ربما دفعه بحثه عن الحياة الأبدية إلى قبر سابق لأوانه.
نحن لا نعرف تلك الدائرة التي ينتمي لها أثرياء القرن الحالي، ففي بلادنا يعني الثراء القليل جداً بالنسبة لثراء في ما بعد المحيطات. هل يعني هذا أن نمجّد الفقر، ونسخر من عمرنا لأنّنا نتقشف، ولا نحبّ الخلود؟ لا أعرف ما هو الجواب، لكن الخلود ليس بأعمالنا بل بأجسادنا وهو ما يسعى له العلم حيث يتوقعون أن يصل متوسط العمر خلال القرن المقبل إلى مئتي عام، وأن فكرة الخلود قد تكون في طريقها إلى الاستعاضة عنها بالعمر المديد ، وها قد أصبح متوسط العمر هو في الستين بعد أن كان في الأربعين.
عندما أقرأ تلك المقالات التي أفهم جزءاً منها فقط بسبب غفلتي السّابقة ، وعدم وجود منافذ حقيقيّة في ذلك المكان الذي يدعى وطناً، أجد نفسي قد تأخرت في التّمتّع بالحياة، وأسأل نفسي مراراً: هل كنت أستطيع أن أتمتّع بها؟ قد يكون الجواب نعم. لكن الحياة خيار، والأمثلة كثيرة على من تحدى الواقع وهرب من الوطن بثيابه من أجل أن يعيش. نعم أنا اخترت قلّة العيش، ولم أبحث عن حياة أفضل لأنّني كنت أبحث عن مبادئ طوباويّة لا وجود لها بينما غيري يعيش حياة حقيقيّة، وهنا أتحدث عن بعض من تشكّل وعيهم فأصبح ثورة ذاتيّة، وليس عن فئة انتهازية. الحياة تستحق أن نعيشها ، ونتمتّع بجمالها، وليس أن نعيش ضمن قطيع. الكثيرون اختاروا الثورة ، وتركوا القطيع وحاولوا العيش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت


.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي




.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون