الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناس تاتى و ناس ترحل و تستمر الحياة !

سليم نزال

2018 / 12 / 11
سيرة ذاتية




ناس تاتى و ناس ترحل و تستمر الحياة !

سليم نزال



سرت اليوم حول الحارة و هو تقليد قديم لانظر الى زينة الميلاد فى الحارة.فقد سكنت هذه الحارة اكثر من عشرين عاما و بات كل شبر فيها يعنى لى الكثير من الذكريات .و الحارة تحتوى على اشخاص من حوالى 56 بلدا اى انها مثالا للتعدد الحضارى الرائع .و من الجميل ان يتربى الاطفال فى مثل هذا المناخ الاجتماعى الصحى .و عندما امر بجانب ملعب الاطفال اراهم على اختلاف خلفياتهم يلعبون و يفرحون معا .

هناك العشرات من هؤلاء ممن رحلوا الى امكنة اخرى .و هناك بضعة اشخاص رحلوا عن هذا العالم رحمهم الله اتذكر منهم مختار الحارة كما كنت اسميه و كان فى السابق كولونيلا فى الجيش و كان هذا واضح فى مشيته العسكرية .كما كان هناك رجل امريكى خدم طيارا فى الحرب العالمية الثانيه اضافة لبضعة اخرين .

عندما اعود بالذكريات الى الوراء اتذكر جار من بلد عربى و كان من اوائل من تعرفت اليهم فى الحارة .و لما حصل الحادث الارهابى فى نيويورك و كان له ابن اسمه اسامة فى صف الروضة .و قد انزعج من المعلمة و كانت من بلد عربى ايضا عندما صارت تنادى الولد بنوع من المزاح اسامة بن لادن .شكا لى الامر فقلت له ان يقول لها ان لا تمزح فى هذه الامور لان هذا قد يؤثر على الطفل فى وقت لاحق .

بعد ذلك اخبرنى انه يريد ان ينتقل ليسكن فى باريس لان عائلته هناك افضل له من ان يظل وحيدا هنا فتمنيت له التوفيق فى المستقبل و لم اره من ذلك الوقت .
كما كان هناك جار اسيانى عرفته من سنوات و كان يعمل نجارا و قد قرر هو الاخر ان يعود الى اسبانيا .و بالفعل صدف ان التقيته قبل بضعة ايام من سفره .تحدثنا حول موضوع سفره و المستقبل و تمنيت له التوفيق .

كما اتذكر معلمة الموسيقى و كانت فرنسية و كنت غالبا التقي بها فى الغابة حيث كانت تتمشى يوميا تقريبا فى نفس الوقت الذى كنت اسير فيه .و كنا نتحدث على الطريق فى اغلب الاحيان ثم اخبرتنى انها قررت ان ترحل لتسكن فى جزيرة لا تبعد كثيرا عن اوسلو .و بالفعل شاهدت اثناء مرورى اعلان بيع البيت و لم ارها من ذلك الوقت .
و كذلك جار مغربى انتقل ليسكن فى مكان ليس بعيدا و جار مصرى و هما كانا من الجيران و الاصدقاء الاعزاء و كنا نسير معا دوما فى الامسيات و نلتقي بين الحين و الاخر فى الحديقة نثرثر حول هموم بلادنا و هموم حياتنا هنا .

من هؤلاء شابه نرويجية كانت طفله عندما كانت فى الحارة و كنت دوما العب معها و مع الاطفال حين اراهم يلعبون .كبرت و غادرت الحارة و ذات مرة رايتها مع صديقها فعانقتها و حملتها كما كنت افعل عندما كانت صغيره فلمست ان صديقها تضايق فقالت له انها تعرفنى منذ ان كانت طفله فبدا عليه الاطمئنان .

كان اخر من غادر الحارة جار نرويجى مع زوجته الارلنديه . كان رجلا خلوقا فى غاية الاحترام . كانت زوجتة تعزف على اليبانو كل مساء تقريبا و كنت احيانا اسمع صوت العزف .و قد قرر ان يعود ليسكن فى مدينته فى منطقة تالمارك .رايتهما قبل يوم من انتقالهما فودعتهما متمنيا لهما حياة سعيدة .

اسير فى الحارة اتامل الحارة و افكر فى الزمن .اناس ياتون و اناس يرحلون الى امكنة قريبه او امكنة بعيدة او الى العالم الاخر .و زينة الميلاد فى الحارة لم تتغير كثيرا عن السابق رغم تغير السكان .الاضواء تشع من البيوت و الحدائق و شرفات المنازل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا خصّ الرئيس السنغالي موريتانيا بأول زيارة خارجية له؟


.. الجزائر تقدم 15 مليون دولار مساهمة استثنائية للأونروا




.. تونس: كيف كان رد فعل الصحفي محمد بوغلاّب على الحكم بسجنه ؟


.. تونس: إفراج وشيك عن الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟




.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا