الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيمبا و مقبرة الافيال !

كاظم الحناوي

2018 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


سيمبا و مقبرة الافيال !
كاظم الحناوي
خلال حرب العراق كانت السياسة الخارجية الأمريكية تهتم بالديموقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الطغيان والفساد, عندما يقترف شيئًا من ذلك المخالفون لها والذين يعملون ضد مصالحها ومن ضمنهم النظام العراقي السابق بينما كانت تغض البصر نهائيًا عن تلك الخطايا عندما يقوم بها أنصارها أو السائرين في ركابها.
واليوم فإن الأزمةَ الكبرى في عددٍ من دول العالم أن الولايات المتحدة الأمريكية تعلن أنها تتوخى محاربة منابع التطرف وجذور الارهاب حول العالم وتستثني طغاة فاسدين قاموا بعملية غسل أدمغة لشعوبهم تضمنت إفهام هذه الشعوب أن الكرامة تتلخص في مناطحة ومواجهة المختلف في الدين اوالطائفة وهي بذلك تخفي اثارالمنابع.
وإذا كان من حقنا التساؤل عن هذا الواقع ومبررات عدم توجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح ...فأن من حق الآخرين أن يتسائلوا عن حقيقة انفراد الولايات المتحدة الأمريكية بكتابةِ القائمة الأساسية للمتهمين بالارهاب وتسميتهم على اساس القرب والبعد منها... وعن معنى مصطلحات مثل السيادة والشرعية وكلُها أسئلة ومواقف يجب احترامها.
ان القضاء على الارهاب تحققه عملية تغيير منظومةُ القيمِ الشائعة في المجتمع وأهم تلك القيم هي القبول بالاخر… والإيمان بان الوطن للجميع… والتوزيع العادل للموارد … والتعليم بروح العصر … وإشاعة الروح الوطنية بدون هذه القيم نغرق في الخداعِ بأن الظروف ونقص الإمكانياتِ هي سبب فشلنا.
من خلال اسلوب الحكم والتعليمِ الصحيح تنتشر روح التسامح وتخلق مناخًا عاما يسمح بالحراكِ الاجتماعي الفعال والمثمر ونخلق جيل جديد ذو ركائزٍ ثقافية مشتركة مع توسيع الهامشِ الديموقراطي هو الرد الوحيد المعقول على دعوةِ البعضِ بأن التجربة العراقية اثبتت فشلها في التحول نحو الديمقراطية لاننا شعوب غير مستعدة لمثل هذه التجربة.
فانتظار الديموقراطية دعوى لا يطبل لها إلا أنصار الاستبداد واعداء الديموقراطية لإنهم لن يتوقفوا عن البحث عن صيغ تحارب الديموقراطية ومنها الارهاب بصفته آلية اثبتت نجاحها لابقاء السلطة المطلقة بيد داعميه.
وهكذاعلينا ان لا ننشغل عن التسامح وقبول الاخر بأية نظرية استبداد تقول إن الارهاب قابل للغرسِ بتربتنا... نعم وبأي تربة اخرى اذا ما توفرت البيئة الملائمة لنموه.
لإن انظمة الحكم في المنطقة هي كيانات صورية يمكن استغلالها و تهديدها باستغلال التفاوت الطبقي والطائفي والقبلي فيها لعدم رغبة الشعب في تمتينها وتقويتها بسبب فقدان الثقة المتبادل بين الدولة والاغلبية من افراد الشعب لعدم وجود مشاركة حقيقية.
وفي الوقت الذي تتخلى فيه امريكا عن دعم وحماية دول المنطقة كما هو واضح الان فسوف تطير انظمة الحكم بالطريقة التي جائت فيها عندما قررت بريطانيا تكوين انظمة تحمي مصالحها في المنطقة.
لان ماسيتركه الارهاب من ثقافة هي ثقافة الصراع المسلح وتغييب الحوار لتنتقل الصراعات الى داخل الأسر والانظمة الحاكمة فالشعب لايعرف معنى وطن لأنه منقسم مابين ليبرالي واسلامي وشيعي وسني حضر وبدو الشعب سينقسم بمجرد حدوث الخلاف داخل الأسر والانظمة الحاكمة.
سوف نضطر لذلك تحت ضغط النظام الدولي الجديد الذي يعيد تشكيل المنطقة من جديد مع ترهل الأنظمة الحاكمة وانكشافها بانها ليست سوى هياكل صورية قابلة للتمزق...
وهو سيناريو مشابه لفلم الاسد الملك والسبب الذي جعل سكار يقتل مفاسا ويبعده عن الحكم ليدفع سيمبا الى مقبرة الافيال بمعونة الضباع الذين سئموا التمييز داخل الغابة وتتيه الدولة بعد ان وثب الضباع على سكار!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست