الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراجعة كتاب - روبسبيير: الفضيلة و الرعب -: عندما تتحدانا الثورة الفرنسية بأن نكمل الثورة

أمين نور

2018 / 12 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مقدمة عن روبسبيير:
ماكسيميليان روبسبيير, الملقّب "الذي لا يمكن إفساده", لربما أهم شخصية في الثورة الفرنسية 1789. المنتمي إلى نادي اليعاقبة السياسي و هو النادي الذي مثّل الأفكار الجمهورية و اليسارية للثورة الفرنسية, و الذي زرع فعلياً أول بذرة يسارية و علمانية في التاريخ الحديث. روبسبيير, قائد اليعاقبة ولو أنه لا هو ولا اليعاقبة قالوا عنه قائداً.

إبن مدينة آراس الفرنسية, المولود لعائلة من الطبقة المتوسطة, أول ما ربي عليه كان ألا يتكبّر على من هو أقل منه طبقةً أو حالاً, ولا أن يتجاهل احترام من هو أعلى منه مرتبة أو علماً. معلّمه هو جان جاك روسو ولو أنه لم يقابله شخصياً. دينياً, تربّى تربية كاثوليكية, و ارتد عند الكبر ليغدو لادينياً ربوبياً. أتت الثورة الفرنسية, و كان من ممثلي برلمانها الأول, و بقي بها حتى موته إعداماً على يد أعدائه. خاض رحلته الثورية كلها مُنتَخَباً مدعوماً من زملائه المُنتَخبين و الأهم, من الشعب في الشارع. كان من المساهمين في إعلان حقوق الإنسان و المواطن, الديمقراطية المباشرة, إلغاء العبودية.. و غيرها.

يقول البعض هو أهم من أنقذ الثورة في وقت كانت به الثورة تخسر كلشيء, و يقول الآخرون هو أهم من لوّث يديه بالدماء في "عصر الرعب", حتى أنه بات مكروهاً أكثر من الملك المُعدَم و زوجته ماري أنطوانيت. لكن في الحقيقة, كل ما سبق أيديولوجيا بحتة. كل ما قيل عن روبسبيير كان على علاقة وطيدة مع قائلها, أو مع الأزمان التي قيلت بها. فإن كان القائل ذو ميول ثورية أو يسارية تراه متعاطفاً مع روبسبيير(مثل ما سأفعل أنا في هذا المقال). و إن كان الشخص مُحافظاً, معادياً للثورات, أو لربما رَجعياً, بل حتى وسطياً, تراه سيجرّم روبسبييراً هو و الثورة الفرنسية كلها. و نفس الكلام يذهب على الأزمان. فأزمان الثورات تراها تولّد دفاعاً عن روبسبيير, و الأيام التي تميل لصد الثورات و الارتجاع اليميني (مثل اليوم) تراها تهاجم روبسبيير و تبتعد عنه ما استطاعت. يكفي هذا لمعلومات بيوغرافية, فهذه ليست بيوغرافيا. بل لربما يكون هناك مراجعة أخرى لكتابٍ عن بيوغرافيته لاحقاً.

الكتاب:
الكتاب بين أيدينا هو مجموعة من خُطبِه في البرلمانات الثورية المتتالية في فرنسا, و التي كانت تشغر دور السلطة التنفيذية بدلاً من الملك المخلوع لويس السادس عشر. الكتاب بتقديم و تحقيق الفيلسوف الماركسي سلافوي جيجيك, و هو مُدافع آخر عن روبسبيير. هنا, سألخص اقتباسات من الكتاب كنت قد ترجمتها مع تعليقٍ لي عليها.

يُذكر أنه مهما اشتدت اللهجة, لم يكن روبسبيير يوماً دكتاتوراً, أي أنه لم يجبر أحداً على القبول بإجرائته, بل في الحقيقة, تم رفض العديد من إجرائته لعدم بلوغها عتبة القبول في التصويت عليها. كل ما فعله كان بموافقة برلمانية.

مقدمة جيجيك:
على غير عادته, لم يبتعد جيجيك عن الموضوع كثيراً, و بقي متماسكاً نسبياً طوال الثلاثين صفحة من المقدمة المكثّفة و المهمة.

يبدأ جيجيك برثاء للتراجع الديمقراطي العالمي البادئ في التسعينات. يلوم جيجيك الليبراليين و المحافظين على هذا. و من المنطقي لماركسي أن يطعن بالمحافظين, لكن لماذا الطعن بالليبراليين بالرغم من أنهم جيران اليساريين على الطيف السياسي؟

الليبراليون, هم أولئك الذين يريديون "ثورة بدون تَبِعات الثورة" (روبسبيير). يريدونها مثل القهوة بلا كافئين أو البيرة بلا كحول. يريدون التمتع بها دون المشاركة بها, دون "تلويث" يديهم بما قد تسفكه الثورة من دماء. للبعض منهم, الثورة الفرنسية هي مجرد حدثٌ شاذ في التاريخ, حدثٍ مأسوف عليه لدمويته التي "كان من الممكن تجنبها". الليبرالي هنا مُجرد مستنزِفٍ أحمق للطاقة الثورية, إنه عالة على الثورة, و راكبٌ مجانيٌ على غمارها, إنه ذلك المستعد للوقوف في أي لحظة حتى في منتصف الثورة لما قد تحمله من "تطرف" أو"تبعات".

الجذريون و الراديكاليون—كاليعاقبة—في المقابل هم أولئك الذين يريدون الثورة بكل تبعاتها, مهما كلّفهم ذلك الأمر, مهما كان صادماً, سوداوياً, دموياً. لا مشكلة لديهم مع القهوة بالكافئين, ولا مع البيرة بالكحول.. ولا مع الدماء, سواء دماؤهم أم دماء أعدائهم. كل الأثمان مفتوحة من أجل تحقيق الحرية و المساواة و الإخاء.

فعلياً, لو بحث المرء فيما يريد اليعاقبة لوجدهم نسبياً ليبراليين في السلم, لكن "إرهابيين" في الحرب. يقول روبسبيير في استعراض لأخلاق الثورة الفاضلة:

"إذا كان المحرك الأساسي للحكومة الشعبية في وقت السلم هو الفضيلة, فإن المحرك الأساسي للحكومة الشعبية وقت الحرب هو الفضيلة و الرعب..". يكمل روبسبيير ليبرر ما قاله: ".. الفضيلة, و التي بدونها يكون الرعب كارثياً. الرعب: و الذي بدونه تكون الفضيلة بلا قوة..". ثم يستمر بتعريفه للرعب: "الرعب ما هو إلا عدالة قاسيةً مباشرة غير ليّنة.. إنه ليس مبدأً وطنياً بقدر ما هو استجابةٌ للحاجات الوطنية الأكثر إلحاحاً". الحاجات هذه ناجمة عن كون فرنسا الثورية بكل ما تحمله الكلمة من معنى على حرب مع كل أوروبا, و حليف فرنسا أي أمريكا رفض الانضمام لها, بالإضافة إلى حرب أهلية داخلية, و الجيش الثوري في حالٍ سيئة جداً من تجهيز و انشقاقات ملكية و غيرها... في ظروف مشابهة يتم تفعل الوضع اليعقوبي لإنقاذ الثورة.

 المثير في الأمر أن اليعاقبة كانوا المجموعة التي صوّتت في البرلمان ضد الحرب. اليعاقبة سلميون, و يناضلون من أجل الحفاظ على السلام, و الأهم يحاولون قدر الإمكان تجنب تفجير الحرب, أو بالنسبة لهم تفجير "الإرهاب". فكانت إذاً حرباً لا يد لهم فيها, لكن "الإرهاب" الذي حصل بعدها رمى بكل عاتقه التاريخي عليهم. و لو قرأ المرء ماذا كان يريد روبسبيير, لوجدته يريد أن ينهي الثورة بخير, ثم ليبني بيتاً في الريف, ليتزوج و ليأتي بأخته للعيش معه, ليصوّت لحكومته التي تحافظ على السلم و الأخلاق و الفضيلة... لا شيء هنا يوحي على الرعب أو الراديكالية, بل هذه حالٌ أقرب إلى الليبرالية.

الثورة.. الثورة هي الحالة المبررة الوحيدة التي على المرء فيها أن يستخدم العنف إن اضطر, كل العنف. أن يستخدم الرعب إن اضطر, كل الرعب. لا يحق للملك أن يستخدم العنف لا لإن العنف سيء, بل لأن الملك سيء. العنف وسيلة لها وقتها, و استخدامها مبرر على يد أصحاب الحق.. و من أحق بالثوار!؟ أوَليس مشرعناً لهم استخدام العنف بعد كل ما فعلوه لتجنب العنف؟

في الثورة يجب أن ننزاح إلى اليسار, بعيداً عن اليمين, بعيداً عن الوسط, بل حتى بعيداً عن اليسار وسط. عندما يصل الفصيل الثوري إلى السلطة يغدو محافظاً.. محافظاً على مبادئ الثورة و على الثورة نفسها, إنه مؤتمنٌ عليها و على تحقيق مآربها. فليست مفاجأة عندما يختار هؤلاء اليعاقبة كلمات محافظة في خطابياتهم بيد أنها دائماً تُذكَر في سياق الثورة.

الثورة, هي الحالة الأكيدة التي يحق لك فيها أن تفكر بشكل مطلقي, إنه أبيضٌ أو أسود فقط. معي أم ضدي. مع الثورة أم ضدها. و ما اليعقوبية إلا نشوءاً طبيعياً لهذه الحالة. صوت الشعب هو صوت الله. و لتدع العدالة تُنجَز حتى ولو أفنيَ العالم. لتكن الثورة زلزالاً يرض الأرض رضّاً, بل يوم قيامةٍ يُفزع الملوك و الطغاة و يصعقهم صعقاً. "العفو هو معاقبة أعداء الإنسانية. مسامحتهم هي الوحشية بعينها" (روبسبيير). الموت ليس هدفاً, إنه "أو". إما النصر بالثورة "أو" الموت, إما الحرية و المساواة و الإخاء "أو" الموت. الموت ليس شيئاً نخافه, و ليس شيئاً نريده, و ندرك أن الثورة تأكل أبناءها, إن هدفنا إقامة دولة العدالة على الأرض, و بعدها ليأتِ الموت متى شاء.

"خوفك من أن تكون مذنباً [بحق الثورة] لوحده يجعلك مذنباً" (روبسبيير). لا يوجد متفرجين بريئين, الخيانة العظمى هي تجاهلك للثورة, ظنك أن هذا النزاع أمامك لا يعنيك! البراءة نفسها هنا خائنة. أنت لا تستيقظ كل يومٍ حياً, بل ميّتاً, و عليك أن تقوم بمساهمة ما للثورة من أجل أن تحيا. بقاؤك ميتاً هو جريمة.

مما سبق, فإن دائرة أعداء اليعاقبة موسّعة, هناك العدو الطبيعي (الملكيين أو الدكتاتوريين), و الحياديين, و المغيبين الذين لا يقومون بشيء, و الوسطيين المطالبين بـ"إرخاء" العدالة قليلاً و كبح جماح الثورة, و الأطراف الثالثة التي تريد شق الصف—كالإسلاميين في الثورة السورية—, و الأطراف التي تريد تحويل الخط الثوري إلى أجندات أخرى جانبية—كالنسويات في الثورة السورية—, و كل من ساهم مساهمةً ضرّت الثورة بدلاً من أن تفيدها و تقترب من أهدافها. هؤلاء حظوا بهجوم و عقوبة من قبل اليعاقبة, وصل بعضها حد الإعدام بالمقصلة.

الحالة اليعقوبية تمثّل أيضاً قطيعة مطلقة مع الماضي. مع ماضي الدكتاتور, أو الملك, أو ذلك الطاغية. نعم, تاريخنا بحضور الطاغية كان تاريخاً طاغٍ, فليُحرق إذن و لينسى أبداً. نحن نولد من جديد, ليس كنموذج لماضي الطغاة, بل لنا ماضٍ آخر أكثر نبلاً, حالة متعالية أكثر, مثالوية أكثر, غنية أكثر, أكثر تمثيلاً لنا, يمكن الدفاع عنها و يمكنها الدفاع عنا بشكل أقوى, فليكونوا الرومان إذن للفرنسيين. فلتكن كل ثورة على قطيعةٍ مع ماضيها الطاغي, و لتبحث عن ماضٍ آخر لها. لأن عبء التاريخ يقع على الثورة, و عبء المستقبل أيضاً يقع على الثورة. الثورة هي فرصتك للتخلص من طغيان الماضي, و طغيان العادات السيئة مهما كانت, و هي فرصتك لمسكك زمام مستقبلك. إنها فرصتك للتحرر, و مفروض عليك أن تأخذ الفرصة. من لا يأخذ الفرصة هذه يُعاقب, فهو يشد الثورة نحو الفشل. إن التاريخ و المستقبل ليس حتمياً, القول بحتميته لربما يجعل قائله خائناً خيانة ناعمة أو خشنة.

و ليتساءل المرء, ما هي التسوية بين المذاهب الأخلاقية التي تتخذها الثورة اليعقوبية إذن؟ هل هي أخلاقيات الفضيلة؟ أخلاقيات الواجب؟ أخلاقيات المنفعة؟ أم الأخلاقيات البراغماتية؟

الحالة المطلقية الطهرانية التي يتخذها روبسبيير قطعاً تعطيها بعدا واجباتياً كانطياً, أنت يجب أن تخرج في الثورة. لكن أيضاً هي أخلاق فضيلة كما هو واضحٌ في أغلب الخطابات اليعقوبية. إنها أخلاقيات منفعة, فكل من لا ينفع الثورة يتم التخلص منه, و كل ما ينفع الثورة يُبنى عليه. و الحالة الرومانسية الثورية هي التي مثّلت برأيي البراغماتية. لربما الثورة هي حل المعضلات الأخلاقية و مكان توحيدها, فما من مكان في التاريخ وجدت به توحيداً للفلسفات الأخلاقية أكثر من هنا.

الغاية من الثورة إذن هي غاية كانطية. و الوسائل لتحقيقها هي وسائل نفعية. و افتراض وجود حرية الإرادة هو افتراض براغماتي. بهذا تتحقق المعادلة اليعقوبية.

يُنهِي جيجيك المقدمة بالخطوات (أو اللحظات) التي تمر بها الحالة الثورية اليعقوبية كما تمثلت عدة مرات عبر التاريخ, مقتبساً صديقه الفيلسوف آلان بادييو:

الطوعية: الإيمان بأن المرء يستطيع تحريك جبال, متجاهلاً العقبات و القوانين
الرعب (أو الإرهاب): رغبة مطلقة في سحق أعداء الثورة
العدالة المساواتية: تطبيق مباشر و قاسٍ بدون مراعاة للسياق أو للعوامل التي قد تقترح تطبيقاً "تدريجياً".
الثقة بالشعب: من خصائص الحكومة الشعبية أن تثق ثقة حميدة بالشعب, و أن تكون قاسية على نفسها بالنقد و تمحيص الفاسدين. من الخطأ فقدان الثقة بقدرة الشعب على الإنجاز إن أُعطيَ الفرصة المناسبة.
اقتباسات من خطابات روبسبيير:

من خطابه في الحقوق و الواجبات المختلفة خلال الثورة:
" .. الحرية مؤلفة من إطاعة القوانين المعتنقة طوعاً.. "

" .. ليست الضريبة ما يجعلنا مواطنين.. بل ما يساهم به المرء للمصروف العام للدولة تبعاً لقدرته.. "

تالياً, سيتكلم روبسبيير بلهجة مطلقية واجباتية كانطية جداً, توحي بتأثره بجان جاك روسو. ليس لمن يخدم الشعب منّة على الشعب. خدمتك للشعب بأفضل ما يمكنك هي واجبٌ متوقعٌ منك, و أي شيء غيره هو تقصير.

" .. 26 مليون شخص وضعوا كل ثقل أقدارهم بين أيديكم [أيها البرلمانيون], أولَن يقال أن إصلاح الكثير من المفاسد و القوانين سيسدي معروفاً كبيراً للناس, كثيراً كفاية لجعل الاستمرار في الإصلاح غير ضروري؟ لا! كل الخير الذي قمتم به كان واجباً صرفاً. إغفال أي خير يمكنكم فعله هو خرق للثقة, الضرر الذي ستقومون به عندها هو جريمة لوطنٍ جريح و إنسانية جريحة.. إن لم تفعل كلشيء من أجل الحرية, فإنك لم تفعل شيئاً أبداً.. لا تقوموا بأي خطأ: لا يغرّنكم المديح و الاحتفال.. الأجيال القادمة سوف تقارن عظمة واجباتكم و كثرة مواردكم مع أخطائكم الجوهرية, و سوف يقولون (كان بإمكانهم جعل الإنسان سعيداً و حراً, لكنهم لم يريدوا ذلك, لم يستحقوا تلك المسؤولية). "

" .. الأساس الثابت الوحيد للحرية هو الأخلاق."



من خطابه في الرد على دعاة الحرب المسلحة (بما فيها الحرب في سبيل نشر الثورة):
" الاستبداد يفسد عقول البشر لدرجة يجعلهم بها يحبونه, لدرجة جعل الحرية تبدو مخيفة و مثيرة للشك عند أول نظرة. "

بالرغم من كل التطرف اليعقوبي الثوري, لماذا تُعتبر الحرب بالنسبة لهم مرفوضة؟ لأنها تشتت تركيز الشعب و الثوار عن الأعداء و التقصير في الداخل. يقول روبسبيير:

" .. يريدون دفع أنفسهم في حرب خارجية, كما لو أن قدح شرارة الحرب سيأتي بنا للحياة, أو أن الحرية و النظام سينشؤون لوحدهم في النهاية من بين الارتباك العام الذي سيحصل. إنهم يرتكبون أكثر الأخطاء كارثية, فهم لا يميزون بين الظروف, و يخلطون الأفكار حتى و هي متمايزة عن بعضها.

.. الحرب.. هي أزمة يمكنها أن تؤدي لموت الجسم السياسي الذي بنيناه. حرب كهذه يمكنها فقط أن ترسل الرأي العام للحاق برائحة زائفة, لتحوّل المخاوف الشعبية المبررة عن الطريق الصحيح, و تحبط الورطة التي وقع بها أعداء الحرية.

.. الشعب في حرب خارجية, مُشتتاً تركيزه في الأحداث العسكرية الخارجية بدلاً من السياسية الداخلية المؤثرة على حريته مباشرة, سيكون أقل ميولاً لأخذ مناورات المتآمرين ضد حكومته بجدّية, و سينتبه بشكل أقل لضعف أو فساد ممثليه في البرلمان. "

" الحرب جيدة للضباط العسكريين الطموحين, للمقامرين الذين يضاربون على هذا النوع من الحوادث, للوزراء, الذين سيحظون بحجابٍ مقدسٍ لا يمكن أن يُرى من خلاله ما يفعلون, إنها جيدة للمحاكم, جيدة للسلطة التنفيذية التي ستعزز سلطتها و شعبيتها.. لكنها ليست جيدة للناس.. "

الثورة المضادة أمرٌ مأخوذ بعين الاعتبار بالنسبة لليعاقبة و لهم ارتياب طبيعيٌ اتجاهه و ليس أكثر ما يخيفهم, إن نقطة ضعفهم و خوفهم الأكبر يكمن في فقدان عصبة قاعدتهم الثورية, و ذلك بتصنيم الوجوه "الثورية" و عبادتها, بدلاً من الالتزام بالفكرة المجردة للثورة. فبمجرد ارتكاب الصنم خطأ ما, أو الانشقاق للعدو, تنهار المعنويات أيما انهيار, و ذلك حصل في الثورة الفرنسية أكثر من مرة. و يا لها من ذكرى تعيد نفسها اليوم.

" ليست الثورة المضادة ما يخيفني, بل تقدم المبادئ الزائفة, و تصنيم الأشخاص, و فقدان الروح الجماعية. "



من خطابه عن الثروة و طغيان العادة:
 " [أيها البرلمانيون] حتماً أنتم لستم هنا للحاق بعادات الطغاة المبتذلة على خطى آبائكم, بل أنتم هنا لتبدأوا سيرة جديدة لم يسبقكم أحدٌ بها. عليكم على الأقل أن تضعوا كل القوانين المسنونة من قبل الملكية المستبدة و النبلاء و الكنيسة و الأرسقراطيين تحت الفحص و التمحيص الدقيق. "

" الطعام الضروري للانسان هو مقدس بمقدار الحياة نفسها. كلشيء أساسي للحياة و بقائها هو ملكية عامة لكل المجتمع. فقط الفائض عن الحاجة يمكن أن يكون ملكية خاصة و قابلاً للاتجار به. "

" .. هذه هي العادة, التي نعدها كأكثر الاعتقادات تعسفاً و عشوائية, بل و أحياناً كأكثر المؤسسات اختلالاً, و لكنها [مع الأسف] التي نتّخذها كأساليب مطلقة للوصول إلى الحق أو الباطل, العدل أو الظلم. حتّى أنه لا يخطر على بالنا أنها مرتبطة حتماً مع الإجحافات التي أطعمنا إياها الاستبداد.. كل ما يشير إلى عكس العادة يبدو لنا خارجاً عن القانون, حتى يُهيأ لنا أن الطبيعة نفسها تبدو ضد الطبيعة. "


من خطابه عن محاكمة الملك و المطالبة بإعدامه و الرد على القائلين بعفوه من الموت:
" ملك مخلوع, في جمهورية, يصلح لشيئين فقط: إما أن يزعج سلام الوطن و يهدد الحرية, أو أن يؤدي إلى كلا النتيجتين معاً. "

" .. الشعب لا يَحكُم بذات الطريقة التي تحكُم بها محاكم القانون, إنه لا يعطي أحكاماً, بل يرسل صواعقاً. إنه لا يدين ملوكاً, بل يرمي بهم إلى الهاوية. و هذا النوع من العدالة قيمته تماماً مثل قيمة عدالة المحكمة.."

" عندما يباد ملك على يد الشعب, من يملك الحق بأن يبعثه من جديد و جعله ذريعة جديدة للقلاقل و الثورة المضادة و كل ما يترتيب على ذلك من آثار!؟ ".

السابق كان اقتباساً مثير للاهتمام. أليست روسيا اليوم, من البلدان الإلهة, التي تبعث الموتى بإذنها؟ ألم تحيي بشاراً الأسد بعد موته؟ 

"مهما حصل, فإن معاقبة الملك سوف تكون الآن فقط جيدة إن حملت الشكل الرسمي لانتقام شعبي "

لا انتقاماً دولياً, ولا دبلوماسياً, و لا ذلك الانتقام الحاصل في لاهاي, بل انتقاماً يتشفى به غليل الشعب إلى الأبد.

" أنا شخصياً أتقزز من حكم الإعدام المسموح في قوانينكم, و بالنسبة للملك فأنا لا أحمل حباً ولا كرهاً له, أنا فقط أكره جرائمه. لقد طالبت شخصياً بنبذ عقوبة الإعدام في البرلمان.. نعم, حكم الإعدام بشكل عام هو جريمة, و لهذا السبب لوحده لا يمكن تبرير الإعدام إلا إن كان ضرورياً من أجل صالح الأفراد أو الجسم الاجتماعي.. أقول هذه الحقيقة مع الأسف, على الملك أن يموت من أجل أن يعيش الوطن. "

" .. بالنسبة للملك, فأطالب البرلمان بإعلانه من هذه اللحظة خائناً للأمة الفرنسية, و مجرماً بحق الإنسانية, أطالب بإعطاء مثالٍ عظيمٍ للعالم عند ذات المكان الذي فقد فيه شهداء الحرية الأسخياء أرواحهم في العاشر من آب. أطالب بتخليد هذا الحدث الذي لا يُنسى بنصب تذكاري ينمّي بقلوب الناس حقوقهم و اشمئزازاً من الطغاة, و ينمّي بعقول الطغاة ارتعاباً و رهبةً من عدالة الشعب. "


من خطابه الذي يطرح به مسودة تعديل لإعلان حقوق الإنسان و المواطن:
المادة الخامسة: على المجتمع توفير الإعاشة اللازمة لكل أفراده, إما بتحصيل العمل لهم, أو بضمان وسائل البقاء لأولئك الذين لا يستطيعون العمل.

المادة السادسة: الدعم الأساسي لأولئك الذين لا يملكون ما يكفيهم, هو دين على أولئك الذين يملكون فائضاً..

المادة الثامنة: على المجتمع المساعدة بتنمية العقل العام بكل ما يستطيع من قوة, و جعل التعليم ميسراً للجميع.

المادة الرابعة و العشرون: عندما تنتهك الحكومة حقوق الناس, فالثورة تكون للناس كلهم و لكل شريحة منهم الحق الأكثر قداسة و الذي لا غنىً عنه.

المادة الثالثة و الثلاثون: الجرائم المرتكبة من قبل ممثلي الشعب يجب أن تعاقب بسرعة و بشدة..

المادة الرابعة و الثلاثون: الشعب يملك الحق بمعرفة كل عمليات و تحركات الممثلين عنهم..

المادة الخامسة و الثلاثون: البشر من كل البلدان أخوة, و على الشعوب المختلفة أن تساعد بعضها البعض بأقصى ما تستطيع كما لو أنهم مواطنون من نفس البلد.

المادة السادسة و الثلاثون: ذلك الذي يظلم شعباً ما يعلن نفسه عدو جميع الشعوب.

المادة السابعة و الثلاثون: يجب ملاحقة أولئك الذين يعلنون الحرب على شعبٍ ما لمنعه من الحرية و إبطال حقوق الإنسان عنه, و ذلك لا باعتبارهم مجرمين عاديين, بل كقتلة و عصابات متمردة.

المادة الثامنة و الثلاثون: الملوك, الأرستقراطيين, المستبدين, مهماً كانوا, هم عبيد في ثورة ضد القوة الحاكمة على الأرض التي هي العرق البشري, و ضد مشرّع الكون الذي هو الطبيعة. 



من خطاب يتحدث فيه عن عالمية الثورة و يبدي به نصائح للثوار:
أحد العناصر التي نمذج الثوار الفرنسيون ثورتهم عليها هي كون الثورة إنسانية عالمية كوزموبوليتالية موجهة لكل البشر. حقاً, لقد أعطى البرلمان الثوري جنسياتٍ فخرية لتوماس بين من أمريكا و الفيلسوف الأخلاقي البريطاني جريمي بينثام و غيرهم و كان الأخيرون ضيوفاً و مساجلين في البرلمان الثوري نفسه. عدّ الفرنسيون أنفسهم بكفاحهم في فرنسا ضمن كفاح إنساني شامل.

" آهٍ! من منا لا يشعر بأن كل مداركه قد توسعت, من منا لا يشعر بأنه ارتفع فوق الإنسانية نفسها عندما يتأمل أننا لا نحارب من أجل شعب واحد, بل من أجل الكون, من أجل كل من يعيش اليوم, بل أيضاً من أجل كل من سوف يعيش يوماً. "

" [أيها البرلمانيون], القوة يمكن أن تخلع عرشاً, الحكمة وحدها هي التي تؤسس جمهورية. فككوا مكائد أعدائنا التي لا تنتهي, كونوا ثوريين و سياسيين, مرعبين للأشرار و معانين للضعفاء. تجنبوا كلاً من الاعتدال القاسي و مغالاة الوطنيين الزائفين. استحقوا الشعب الذي تمثلوه. الشعب يكره الغلو, لا يريد أن يُخدع, ولا أن يُصان, إنه يريد أن يُدافع عنه و يستحق كرامته. "

الوطنيون الزائفون الغلاة, هم قومجيو و ممانعو اليوم, يعرّفون أنفسهم على اليسار و مع الثورة, لكنهم من أسوء من أضر باليسار, و من أسوء من أضر بالثورة, و من أفظع من فظّع بالإنسانية. ثرثارون على حساب أفعال العدو, لا ترى أفعالهم إلا على شعوبهم. رحم الله من خلّص الشعب الفرنسي منهم.



من خطابه عن مبادئ الحكومة الثورية:
"النجاحات ترسل الأرواح الضعيفة إلى النوم, و تحفز الأرواح القوية للبقاء. دعونا نترك لأوروبا و التاريخ التهليل بمعجزات مدينة طولون [التي حررت حديثاً من يد الإنكليز], بينما نهيئ نحن لانتصارات جديدة للحرية. "

" وظيفة الحكومة هي توجيه القوى المعنوية و الجسدية الوطنية نحو هدفٍ هي تحدده. وظيفة الحكومة الدستورية هو المحافظة على الجمهورية. وظيفة الحكومة الثورية هو تأسيس الجمهورية"

" الحكومة الثورية تَدين للمواطنين الأخيار بحماية وطنية كاملة, و لا تدين بشيء لأعداء الشعب سوى الموت. "



الحِكمُ و الأمثال التي توجه الشارع هي أمرٌ لا يجب تجاهله, فإن انتبه المرء, سوف يجد أن الحكم السائدة متناقضة و مربكة للجميع سواءاً شعروا أم لم يشعروا. فمثلاً, إن ترّوى المرء قليلاً يقال " في التأني السلامة وفي العجلة الندامة", و إن تعجّل قليلاً يقال "اضرب الحديد و هو ساخن", و إن كان وسطاً يقال "خير الأمور أوسطها". الحكمة إذن في أغلب الأحيان لا معنى مميزاً لها و هناك حكمة مضادة لها في مكان ما, و الحكم و الأمثال هي فعلياً فلسفة الشارع, و من الخطورة تركها دون تدقيق و تأصيل و رفض و تأييد. يقول روبسبيير:

" إنهم قتلة جبناء أولئك الذين, من أجل قطع حلق الجمهورية في مهدها بدون خطر, يحاولون خنقها بنشر الحِكَمِ الضبابية التي بتطبيقها يبرّؤون أنفسهم. "



يميز روبسبيير بين اللينين—ما قد يكونون اليوم هم الليبراليون— و المفرطين. و في حوسبة أخلاقية نفعية بحتة, أي تقييم النتائج لا النوايا, يعلن روبسبيير أن كلا الحالتين تعاديان الثورة بإخطائهم أهداف الثورة, ولو أن روبسبيير يتعاطف أكثر قليلاً مع الإفراط الثوري. يُذكر أن اليعاقبة, على تطرفهم, لم يكونوا الفصيل الأكثر تطرفاً في الثورة الفرنسية, بل هناك الهيربرتيون و الغاضبون و غيرهم و هم متطرفون أكثر, لربما يتمثّلون اليوم بالأناركيين و ما شابههم. يقول:

" على الحكومة الثورية أن تبحر بين صخرتين خطيرتين, بين الضعف  و التهور, أو اللين و الإفراط. اللين هو للاعتدال كما العنّة هي للعفّة. و الإفراط يمثّل الحيوية و النشاط كما النَفخَة تمثّل الصحة و العافية.. كلا النقيضين يوديان لنفس النتيجة. سواءاً كان فوق الهدف, أو تحت الهدف, فبكلا الحالتين قد أُخطِئ الهدف. "

" [أيها البرلمانيون], تأسيس الجمهورية الفرنسية ليس لعبة أطفال. لا يمكن أن يكون نتاج نزوة أو لا مبالاة, و لا صدفة سعيدة متمخضة عن صراع بين كل الإدّعاءات الفردية و العناصر الثورية. الحكمة, بقدر القوة, هي التي أشرفت على تكوين الكون. بفرضكم على بعض الأفراد منكم أن يقوموا بالوظيفة الصعبة التي تطلب منهم حراسة مصير الوطن دون كيادة, فإنكم تفرضون على أنفسكم أيضاً الواجب بدعمهم بكل قوتكم و ثقتكم. "


من خطابه في مبادئ الأخلاق السياسية المعنية بالشأن الداخلي:
" في وطننا, نريد أن نستبدل الأخلاق بدلاً من الأنانية, النزاهة بدلاً من الشرف, المبادئ بدلاً من العادات, الواجبات بدلاً من الانقياد, حكم العقل بدلاً من طغيان الموضة, احتقار الرذائل بدلاً من احتقار المصائب, الاعتزاز بدلاً من الوقاحة, عظمة الروح بدلاً من الغرور, حب المجد بدلاً من حب المال, الجدارة بدلاً من الدسيسة, الحقيقة بدلاً من التألق, سحر السعادة بدلاً من ملل الرفاهية, عظمة شخصٍ بدلاً من انحطاط أشخاصٍ عظام, شعب سعيد عظيم قوي بدلاً من شعب تافه تعيس. "

" أي شيء يودي لإثارة حب الوطن و تطهير الأخلاق و تعالي الأرواح و توجيه عواطف القلب نحو الصالح العام, يجب أن تؤسسوه أو تعتنقوه [أيها البرلمانيون]. أي شيء يودي إلى وضع ما سبق تحت مذلات الذات الشخصية و إثارة الهرج نحو الأشياء الصغيرة و الاحتقار للأشياء العظيمة, يجب أن ترفضوه و تقمعوه. "

" الضعف و الرذائل و الإجحافات هي الطريق نحو الملكية. وعادة ما نُقاد إلى أفكار خاطئة و مشاعر جبانة بدافع من ثقل عاداتنا القديمة و أيضاً ضعف الإنسان الذي لا يمكن التخلص منه. علينا أن ندافع عن أنفسنا من الطاقة المفرطة أقل من دفاعنا عن الليونة المفرطة. "

" الحماسة المفرطة ليست أكثر العقبات خطورة التي علينا تجنبها, بل بالأحرى علينا تجنب الكسل و الكلل الناتج عن الرفاه, و تجنب الخوف من شجاعتنا. "

" الحكمة الأولى لتوجيه سياستكم يجب أن تكون أن الشعب يُقاد بالعقل, و أعداء الشعب يُقادون بالرعب. "

" حكومة الثورة هي طغيان الحرية على الاستبداد. و هل القهر جُعل فقط لحماية الجريمة؟ ألم يقدّر للصواعق أن تضرب رؤوس المختالين يوماً؟ "

" إلى متى سوف يقال عن غضب الطغاة عدالةً, و عن عدالة الشعب بربرية أو تمرداً؟ "

"معاقبة أعداء الإنسانية هو الرأفة بعينها, و مسامحتهم هي البربرية بعينها. قسوة الطغاة تَعُدُّ القسوة نفسها كمبدئها الموجه الوحيد. أما القسوة التي توجّه الحكومة الثورية فأساسها الإحسان. "

" .. لتسقط عليه لعنة شريرة من يتجرأ أن يدير باتجاه الشعبِ الرعبَ الذي يجب أن يحظى به أعداء الشعب فقط! "

" ليفنَ ذلك الشرير الذي يتجرأ أن يسيء لاسم الحرية المقدس أو الأسلحة القوية التي ائتمنته الحرية بها, كي يُلحِق الموت و الثُكلى على قلوب الوطنيين! هذه الإساءة حصلت [من قبل الحكومة الثورية], لا يمكن إنكار ذلك. و قد تم تضخيمها بدون شك من قبل الأرستقراطية. لكن حتى إن وُجِد هناك على مدى الجمهورية كلها شخصٌ فاضلٌ واحدٌ فقط لاحقته الأيادي المعادية للجمهورية[المدسوسة بها], فإن من واجب الحكومة البحث عنه دون كيادة و الانتقام له بالشكل المناسب. "

" كم من التافه اعتبار بعض الانتصارات التي انتصر بها الوطنيون نهايةً لكل الأخطار! ألقوا نظرة لوضعنا الحقيقي و سوف تشعرون أن اليقظة و الطاقة و النشاط هم أهم لكم الآن من أي وقتٍ مضى. "

أيضاً هنا نشهد حوكمة أخلاقية نفعية:

" احكموا عليهم, لا بفارق لهجتهم و كلماتهم و لسانهم, بل بتماثل نتائجهم."

الإلحاد خطيئة لا لأسباب فلسفية, بل لإنه دعوة من دعوات الموضة التي بدأها الأرستقراطيون, إنه طريق يحابي الملكيين, و لم يكن يوماً قضية من قضايا الثورة الأساسية. باختصار, الإلحاد أرستقراطي, مثله مثل المسيحية, لهذا يجب نبذه. يقول:

" الدعوة للإلحاد هي مجرد وسيلة لنشر الخزعبلات و اتهام الفلسفة, و إعلان الحرب على الإله هو مجرد انحراف عن الطريق لصالح الملكية. "



قبس من خطابه الأخير قبل الانقلاب عليه و إعدامه:
" لكن أؤكد لكم, هناك أرواح نقية و تشعر, إنه يوجد, ذلك الشغف الرقراق الحاضر الذي لا يمكن مقاومته, إنه يوجد, ذلك العذاب و تلك البهجة في القلوب الواسعة الكبيرة, و ذلك الاشمئزاز العميق من الطغيان, و ذلك التعاطف الحماسي للمظلومين, و ذلك الحب المقدس للوطن, و ذلك الحب الأكثر قداسة و سمواً للإنسانية, و الذي دونه تغدو الثورة العظيمة مجرد جريمة مزعجة تدّمر جريمة أخرى. إنه يوجد, ذلك الطُموحُ الكريم لتأسيس أول جمهورية في العالم هنا على هذه الأرض. و تلك الأنانية [الحميدة] التي يملكها بشرٌ مستقيمون و التي تجد بهجة سماوية في راحة الضمير و في المنظر الآسر المتمثل بسعادة الناس, يمكنكم أن تشعروا بتلك البهجة في هذه اللحظة تشتعل في أخلادكم, أنا أشعر بها داخلي. "

" أولئك الذين يشجبون القوة الأخلاقية للعقل معتبرين إياها جريمة هم يسعون فقط إلى إحياء الطغيان "

بعد هذا الخطاب انقلب عليه البرلمان و أعدِمَ بعد إلقائه بيومين. اصطُلِح على من انقلب عليه بـ"الرجعيين", و على كامل الانقلاب بـ"الارتجاع الثرمادوري" نظراً لوقوعه ضمن شهر ثيرمادور حسب التقويم الفرنسي الثوري. صحيح أن الثورة بعدها لربما قلّ سفكها للدماء, لكنها دخلت في مرحلة عُرِفت بالفساد و كادت للحظة أن تسلّم الثورة للملكيين لولا أن أتى انقلاب نابليون بونابارت, الذي أعلن نفسه لاحقاً إمبراطوراً. في كلا الحالتين, انتهى الأمر باختفاء الجمهورية, و سفك ملايين الأرواح في حروب نابليون.

موقع مدونتي:
https://aminnoorblog.wordpress.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال