الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن للقاتل و المقتول ان يعيشا معا ؟

سليم نزال

2018 / 12 / 12
القضية الفلسطينية


هل يمكن للقاتل و المقتول ان يعيشا معا ؟

سليم نزال

قبل نحو 15 عاما كتب لى اسرايلى كما عرف نفسه ى ميل ينتقد فيه حول ما اكتبه فى مقالاتى بالانكليزية حول فكرة التعايش بين الفلسطيين و اليهود فى دولة ديموقراطية .و هى كما هو معلوم من الافكار الهامة التى تبنتها حركة فتح فى انطلاقتها حيث قالت بوضوح ان الهدف هو اقامة دولة ديموقراطيه للجميع .كان من الواضح ان كاتب الرسالة شخص ذو مستوى عال من المعرفه كما يمكن الاستنتاج من صياغته للجمل بصورة دقيقة تدل على معرفة ممتازة باللغة الانكليزية .

مثلما حاول فى رسالته ان يتهم الفلسطينيين بعدم تفهم التاريخ اليهودى الحافل بالاضطهاد حسب رايه .و و قال انه يعتقد ان الهدف الفلسطينى هو تدمير اسرائيل و هو لا يثق بما يقوله الفلسطينين . لاحقا تذكرت ما كتبه عندما حاولت الاونروا بدون ان تنجح ان يدرس الطلبة الفلسطيين عن الهولوكست اليهودى .و هو امر يقع بما اسمي تغيير الوعى و هى سياسة استراتيجية اسرائيليه معروفه .

و لعل الدكتورة حنان عشراوى اجابت على هذا الامر بصورة واضحة حين قالت نحن الشعب الوحيد على الكرة الارضيه حيث المطلوب من الضحية تفهم الجلاد .و لعلها اجابت بابلغ الكلمات ما نشعر به.

و كان المرحوم ريمون اده و كان من ابرز السياسيين فى لبنان يكرر القول ان اسرائيل تسعى لتدمير التعايش اللبنانى لكى تضرب الفكرة الديموقراطية الفلسطينة فى التعايش فى المستقبل فى دولة ديموقراطيه فى فلسطين .

قبل 10 اعوام قدمت محاضرة حول التاريخ الفلسطينى الحديث فى جامعة اندونيسا الاولى فى جاكرتا .و هناك التقيت بروفيسور استرالى متعاطف جدا مع فلسطين و يشك بامكانية حصول اى تعايش فى المستقبل. و قد سالنى سؤال من نوع الاسئلة الذى تتضمن الاجابة فى طياتها , قل لى كيف يمكن للقاتل و المقتول ان يعيشا معا و كيف تستطيعون ان تعيشوا مع نظام عنصرى سياسيته قائمة على ذبحكم و حرمانكم من ابسط الحقوق .قلت اعرف ان الامر صعب جدا لكنى اعتقد انه اذا نجحنا فى كسر العقل الصهيونى فالطريق ستكون ممهدة للتعايش .
و لكنى اعرف ان الامر ليس سهلا .و الان مع انفجار الوضع فى الشرق الاوسط استخدم الصهاينة هذا الوضع لكى يقولوا انه ان كان العرب غير قادرين ان يعيشوا معا بسلام كيف يمكن لهم العيش بسلام فى دولة واحدة مع الفلسطيين .

تحدثت فى ذات الموضوع مع الدكتور نورمان فينكشتاين عندما التقينا فى جامعة اوسلو قبل اكثر من عشرة اعوام كما ا اظن . و الرجل اكاديمى امريكى يهودى معروف بمناصرته للشعب الفلسطينى .تبادلنا وجهات النظر حول الموضوع .

سالته هل تعتقد بامكانية قيام دولة ديموقراطيه فى كل فلسطين .قال لا اعتقد ان هذا ممكن فى جو العداء الموجود .ثم اضاف حين تقول دولة ديموقراطية واحدة للجميع يعنى ان يكون الفلسطيون العرب و اليهود فى جيش واحد و بوليس واحد و مؤسسات واحدة الخ .هل تظن ان هذا قابل للتحقيق فى الوقت الحاضر ؟
راى الدكتور فينكشتاين يستدعى التفكير .لكنه اضاف انه على المدى البعيد من المكن ان يعاد توحيد فلسطين و ان تصبح الدولة الديموقراطيه ممكنة .

اما الان فقد انتهت فى راى حتى الصهيونية القديمة العلمانية التى اسست المشروع الصهيونى فى فلسطين .و باتت الفاشية اليهودية هى التى تسيطر .و قد تجلى هذا فى قانون اليهودية الذى اقره الكنيست و الذى يقول بوضوح ان حق تقرير المصير فى فلسطين هو احتكار لليهود فقط .

ما معنى هذا ؟ معنى هذا انه صار هناك تسائلات جدية حول فكرة حل الدولتين .ليس فقط لانهم احتلوا جغرافيا الدولة الفلسطيينة فقط بل لان جوهر سياستهم قائم على عدم الاعتراف باية حقوق سياسية للشعب الفلسطينى و سياستهم ترتكز على تدمير الشعب الفلسطينى على كل المستويات .

الروائى المصرى صنع الله ابراهيم يعتقد انه فى نهاية المطاف لا احنا يا هم حسب تعبيره .
ايا كان الراى اعتقد الصراع بات معقدا الى درجة بات معها من الضرورى مراجعة التوجهات الاستراتيجية فلسطينيا و عربيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست