الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باسم الهيجاوي -أما قبل ..-

رائد الحواري

2018 / 12 / 12
الادب والفن


من جمالية الشعر أن يكون توافق بين الألفاظ، بحدث يغذي اللفظ ما يأتي بعده، وأن تكون الطبيعة حاضرة، فهي تمنحنا آفاقا وتحرر من البيوت والكتل الاسمنتية، كما أن تناول الكتابة/القراءة يجعلنا نتقدم من عالم الفكر والأدب، يفتتح الشاعر قصيدته:
"هناك على شرفة للمساء
تركتُ وحيدي الذي ما انحنى
يلملم باقات زهر المنى
ليوم اللقاء" ص24، فالطبيعة حاضرة، وقدم بشكل يتماثل معها فهناك الفرح " شرفة المساء، يلملم، باقات، زهر المنى، اللقاء" والألم "وحيدي، انحنى، تركت" لكن مجمع المقطع هادئ وناعم وسلس، فيستمتع القارئ به وبالفاظه التي صيغت بشكل جميل.
"يسطر كل صباح قصيدة
ويقرأ كل صباح كتابا" ص24، هذا هو العنصر الجميل الثاني، فالقراءة الكتاب تجعلنا نشعر بأن هناك حياة مدينة/سوية/إنسانية يعيشها الشاعر، وهذا ما يريحنا ويجعلنا نشعر بحقيقة المتعة الموجودة في الحياة.
"...
وجئت هنا
ألملم ما قد تناثر مني،
وأشرق للصوت مر الكلام
لأن الظلام
يفجر حزنا على مقلتين
على جبهتين
يعثر فوق جفاف الحقول
بقايا نشيد كان لنا
يفتش عن زرقة في العيون
ليبحر تراجع حين دنا
وأسرق حين يفيض البكاء
ملامح وجه" ص25، هناك تناسق بين فعل "ألملم" وبين "تناثر"، وكأن الشاعر يوازي بين الأضاد، كما هو حال الطبيعة، ففيها الخريف والربيع، والصيف والشتاء، ونجد هذا التوازن بين "أشرق والظلام" وبين "يفتش وأسرق" وقد قنا في موضع غير هذا أن استخدام الحروف المتماثلة في الكلمة والواحدة يشير إلى حالة الحب/التماهي مع الآخر، ففعل "ألملم، يلملم" يؤكد على هذا الميل للآخر الجميل/الهادئ/الإنساني.
القصيدة منشورة في كتاب "نفحات من مرج ابن عامر، منشورات المركز الفلسطيني للثقافة والاعلام، جنين، 1999.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة


.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد




.. الفنانة السودانية هند الطاهر في ضيافة برنامج كافيه شو


.. صباح العربية | على الهواء.. الفنان يزن رزق يرسم صورة باستخدا




.. صباح العربية | من العالم العربي إلى هوليوود.. كوميديا عربية