الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوبيا الألوان

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


إن الأنظمة التي تتوسع في ارتكاب الجرائم ضد شعوبها وبلدانها تصاب بحالة من الرعب وهو ما يجعلها تقوم بأفعال مفرطة في جنونها وتفقد توازنها، وتحسب أن كل صيحة عليها وأن كل حركة وكل كلمة تهدد مكتسباتها وتقربها خطوة من حبل المشنقة.
ان النظام الديكتاتوري لهو اكثر فزعا بجرائمه من فزع المحكومين منه، فالمحكوم قد ينتابه الخوف من الأنظمة الغير خاضعة للقوانين والتي تفعل ما شاء لها من جرائم، اما النظام نفسه وهو أدرى بحجم ما ارتكبه من جرائم في حق المحكومين يعيش في فزع ابدي من يوم الحساب ومن ساعة استيقاظ الشعب واجتماع المظالم وتوحد الصفوف.
وهو بذلك يعمل على تأجيل هذا اليوم قدر استطاعته وتأخير ساعة اليقظة بكل السبل، ومن المخبرين الذي يعملون على مدار الساعة على مراقبة المعارضين والمحتجين واصحاب المظالم، للذباب الالكتروني الذي لا يتقن الا السفالة والكذب والتضليل.
ومن اعلاميين لا يستحقون حمل هذا الوصف بل هم اقرب "لاعتاميين" وظيفتهم التعمية والتضليل، لمسؤولين لا يتقنون الا سرد الأكاذيب عن مشاريع وانجازات وهمية لا وجود لها على الأرض.
ومن اموال تنفق ببذخ على الحراسات والاجهزة الأمنية ومستلزماتها من اجهزة تتبع ورصد وتجسس ومدرعات واسلحة قمعية لأموال تنفق ببذخ ايضا على مشروعات غير ذات جدوى لم تخضع لأي نوع من دراسات الجدوى بحسب قول السيسي نفسه يجد الشعب نفسه ضائعا فاقدا للبوصلة يبحث عن وسيلة يمكنه بها الاستمرار في بلد يهدر الفرص والموارد باصرار عجيب.
نظام لم يفعل منذ اليوم الأول الا ما يخدم مصالح الكيان الصهيوني ولم يحقق أي شئ يفيد البلاد والمواطنين.
ووصل النظام في الوقت الحالي الى حالة قصوى من الجنون بتجريم ارتداء اللون الأصفر وحبس من يضع صورته على الفيسبوك مرتديا السترة الصفراء، وغدا سيتم عمل المثل لأصحاب السترات الحمراء لندخل عصر فوبيا الألوان وتجريم اللون بعد تجريم الصحافة والفن الهادف والوقفات السلمية وقول الحقيقة والشكوى من الغلاء فلائحة الجرائم في عصر السيسي تطول، وتأخذ منحى خزعبلي منذ ان اضيفت الى التهم التي يحاكم عليها النشطاء جريمة "نشر المناخ التشاؤمي"!
ولا عجب ان يجرم السيسي غدا الخروج في ضوء الشمس أو اكل الملوخية او يرشد الحديث حيث لا يسمح للمواطن بقول اكثر من سبعة كلمات في اليوم وعليه ان يتعلم لغة الاشارة طالما لا يستخدم اشارة رابعة أو يرفع الاصبع الأوسط فكلها من الجرائم التي يحاسب عليها القانون في عصر السيسي الغير ميمون!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في الإمارات لليوم الثالث بسبب سوء الأحوال الجوية


.. -الرد على الرد-.. ماذا تجهز إسرائيل لطهران؟| #الظهيرة




.. بوتين..هل يراقب أم يساهم في صياغة مسارات التصعيد بين إسرائيل


.. سرايا القدس: رشقات صاروخية استهدفت المدن المحتلة ومستوطنات غ




.. أصوات من غزة| ظروف مأساوية يعيشها النازحون في العراء بقطاع غ