الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا فرنسا بالذات !؟؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


نعم!.. هذا سؤال مهم يطرح نفسه بنفسه بإلحاح على العقل!، (لماذا فرنسا بالذات فازت بهذا الكم الكبير من العمليات الارهابية؟)[1]، ففرنسا هي أكثر بلد أوروبي تعرض لكل هذا العدد الكبير من العمليات الارهابية [2] من قبل مواطنين فرنسيين (مسلمين)!!.. لماذا ليس بريطانيا مثلاً أو أسبانيا!؟؟.... السبب في تقديري وكما ذكرت مرارًا وتكرارًا هو وجود عداء واضح وفاضح لدى النخب السياسية والاعلامية والمثقفة الفرنسية للاسلام كدين وليس فقط للاسلاميين وحسب والا لهان الأمر لأننا حتى نحن في العالم العربي لا نحب الاسلاميين ولا نثق فيهم بسبب تجربتنا المريرة معهم!، لكن في فرنسا للأسف الشديد هناك عداء متزايد للاسلام في النخب السياسية والمثقفة والأجهزة الامنية وأيضًا في الشارع الفرنسي!!.. وهو امر غير موجود في الدول الاخرى كبريطانيا مثلًا!... لسنا هنا لنبرر الارهاب فالارهاب هو الارهاب لا يمكن تبريره ولكن في المقابل يمكن تفسيره!... انا شخصيًا زرت فرنسا مع إبني وزوجتي (المتحجبة) في جولة سياحية عام 2009، أي قبل ظهور تنظيم داعش المتوحش وقبل موجات الهجرة الحالية التي باتت تقلق الاوربيين بسبب الربيع العربي الذي انقلب بفضل الاسلاميين لخريف مخيف!، وهناك في فرنسا - ومنذ لحظات دخولي الحدود حتى المغادرة - وأنا ألمس حجم الكراهية للمسلمين!.. ليس بالنظرات ذات المغزى فقط أو الوجوه العابسة وحسب بل حتى بالعبارات الصريحة التي وصلت الى حد الشتم لا لشيء الا لأنني ملتح وزوجتي متحجبة بالرغم انني زرت فرنسا من باب السياحة وعلى نفقتي الخاصة وليس لطلب اللجوء!... صدقوني هناك مشكلة في فرنسا من حيث تنامي هذه الكراهية للاسلام والمسلمين ومن أعلى المستويات!.. ولعل هذا ما يفسر حصول فرنسا على أعلى نسبة من العمليات الارهابية من قبل مواطنيها من المسلمين الغاضبين والمتطرفين!.. حتى القوانين الصارمة لمنع ابراز (الرموز الدينية) في الأماكن العامة الذي اتخذته فرنسا مؤخرًا بدعوى (العلمانية) وعلى أساسها تم منع الحجاب - وليس النقاب وحسب وإلا لهان الأمر! - بل وصل التطرف العلماني الفرنسي المعادي للمسلمين إلى حد منع المرأة المسلمة ارتداء ملابس سباحة على شاطيء البحر تتناسب مع خصوصياتها ومعتقداتها الدينية (البوركيني الاسلامي) ومن فرنسا بدأ هذا التطرف العنصري المتستر بالعلمانية والليبرالية، والليبرالية [3] منه براء!، يزحف نحو دول أوروبية أخرى كسويسرا والنمسا !!.. كلها أمور تؤكد أن الاسلام والمسلمين - وليس غيرهم - هم المستهدف الحقيقي بهذه العنصرية الفرنسية المُقنَّعة بقناع العلمانية والليبرالية، والليبرالية منهم براء!.
سليم الرقعي
[1] السؤال المحير والمهم الآخر الذي يطرح نفسه على العقل بإلحاح هو (لماذا يُوجه الارهابيون ضرباتهم الغادرة والعنيفة للمدنيين المسالمين؟؟؟ لماذا لا يستهدفون مثلًا رجال الأمن والشرطة والمخابرات والجيش!؟؟) فلو فعلوا ذلك وقالوا: "نحن لن نستهدف المدنيين بل نحن في حرب مع الحكومات الغربية فقط لا المجتمعات الغربية!" .. ربما تحصلوا على بعض التعاطف من فئات غربية كثيرة من الشعب والنخب التي تكره هذه الحكومات والنخب الحاكمة ولا تثق فيها!.. لكن الغريب في الأمر هو هذا الاصرار على استهداف المدنيين المسالمين بهذا الشكل المروع الذي يصدم ضمير كل انسان!!.. وهذا جوابه في تقديري أحد أمرين : إما أن هؤلاء الارهابيين أغبياء جدًا إلى حد العمى والجنون والسعار، وهذا وارد لحد كبير كما عرفتهم وعرفت طريقة فهمهم للدين والدنيا والعالم عن قرب!، وبالتالي فهم لغبائهم السياسي ولحقدهم الأعمى لا يعرفون من أين تؤكل الكتف؟ ولا كيف تدار اللعبة السياسية (الخبيثة) وكيف تحقق الاهداف بمهارة في مرمى خصومك؟ .. هذا احتمال وهو ربما الأقرب للصواب في تقديري!، أو أنهم مجرد ((أدوات قاتلة انتحارية غبية جدًا) يتم تسييرها بـ(الرموت كنترول) عن بُعد من قبل لاعبون خبثاء كبار يريدون إما تشويه صورة الاسلام والمسلمين أو إحداث تغيرات كبيرة في المجتمعات الغربية أو إشعال نار حروب تحقق لهم مكاسب قومية أو أمنية أو حتى مالية!!.. لكنني حتى الآن أرجح الاحتمال الأول أي الغباء السياسي العظيم ومنقطع النظير!!
[2] لم يتم القبض على المجرم الارهابي الذي نفذ العملية الارهابية الغادرة مساء أمس بعد، واذا انتهى الامر بعدم القبض عليه او قتله بطريقة غامضة فقد يصب هذا في صالح نظرية المؤامرة التي تقول أن المخابرات الفرنسية هي وراء هذه العملية بغرض اجهاض حركة السترات الصفراء المتنامية!!.. كل شيء محتمل!!
[3]علينا الانتباه لحقيقة مهمة - وباعتراف مفكرين أوربيين - وهي أن أوروبا تمر بمرحلة فوضى!.. مرحلة افلاس للفكر الليبرالي واليساري وهو ما يدفع في اتجاه نمو اليمين الوطني والقومي المتطرف الذي بكل تأكيد سيكون أول ضحاياها الاتحاد الأوروبي ثم المهاجرون الأجانب وخصوصًا المسلمون وبوجه أخص العرب!!.. وستظل بريطانيا كعادتها الحصن الأخير لليبرالية العميقة ذات الطابع الانساني والذي إذا سقط فقل على أوروبا بل وربما العالم، السلام !










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العداء انتم من يبرره
nasha ( 2018 / 12 / 13 - 00:03 )
تقول: - ومنذ لحظات دخولي الحدود حتى المغادرة - وأنا ألمس حجم الكراهية للمسلمين!.. ليس بالنظرات ذات المغزى فقط أو الوجوه العابسة وحسب بل حتى بالعبارات الصريحة التي وصلت الى حد الشتم لا لشيء الا لأنني ملتح وزوجتي متحجبة ....الخ
من الطبيعي ان الناس تحكم على المظاهر .الناس لا تعرف ماذا في عقلك وفي قلبك.
عقيدتك الاسلامية (السياسية بطبعها) هي التي تعترف جهارا نهارا دون كلل او ملل ومنذ نشأتها عن اهدافها التوسعية للسيطرة على العالم اجمع وبكل الوسائل سواء بالعنف او التكاثر وبالكثير من الحيل اللامشروعة.
وبناء عليه عندما تظهر للناس بمظهرك الاسلامي فانت تتحداهم في وطنهم وتتحداهم في هويتهم الثقافية وكانك تقول لهم انا جئت هنا لامحي هويتكم وافرض معتقدي عليكم واستولي على وطنكم .
قد لا يكون هذا هدفك ولكنه هدف غالبية المسلمين ، وهذا واضح ومعلوم .مشكلتكم يا استاذ سليم تعتقدون ان غيركم اغبياء ولكن صدقني الغربيين يعرفون جيدا من اين تؤكل الكتف .

تحياتي

اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا