الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عند غياب الدليل فهل هناك إمكانية لرؤية الله أم لا؟؟ ولماذا؟؟

وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)

2018 / 12 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما نطالبُ المؤمنين بإعطاء أدلة لنا تثبت وجود الله وأن يعرفوا لنا ماهيته وكينونته وذاته أو إن كانوا قادرين على تعيينهُ وتحديدهُ لنا أو هل يمكن تصوره أو قياسه لكي نهتدي إلى وجوده ولنتعرف عليه، نراهم يستشيطون غضباً ويستنكرون وجوابهم هو: كيف تريدون أن ترون الله أو تُخضعوه لحواسكم ولماذا تعتقدون إنً كل شيء في الكون مادي، ثمً كيف للمحدود أن يرى اللا محدود أو للمقيد أن يرى المطلق؟؟ ولا نعلم لماذا يستنكرون علينا أو يسكثرون هذا الطلب؟؟ اليس المطلوب أن نعترف بوجود إلههم وأن نؤمن به؟؟ أم علينا إلغاء عقولنا وأن نؤمن ونصدق بشيء نحن أصلاً لا نعرفُ عنهُ أي شيء؟؟

والطريف أن في القرآن هناك نصوص تتحدث عن إمكانية رؤية الله (في الآخرة): مثلاً هذه الآية تتحدث عن إمكانية رؤية الله في الآخرة {وجوهٌ يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}.

والأشاعرة مثلاً الذين يعتمدون إستخدام النقل على العقل يرون أن هناك أحاديث وآية تثبت إنً رؤية الله ممكنة في الآخرة، قال الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآيات: وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح، من طرق متواترة عند أئمة الحديث، لا يمكن دفعها ولا منعها، لحديث أبى سعيد وأبى هريرة، ففي الصحيحين عن جرير بن عبد الله قال: نظر رسول الله إلى القمر ليلة البدر فقال: إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر، ثم قال ابن كثير: وهذا مجمع عليه بين الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة، كما هو متفق عليه بين أئمة الإسلام، وهداة الأنام، ومن تأول إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ فقال: تنتظر الثواب من ربها .. فقد أبعد هذا القائل النجعة، وأبطل فيما ذهب إليه، وأين هو من قوله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون}؟؟ على إعتبار إن الكفار محجوبون عن رؤية الله يوم القيامة، وبهذا فقد فسًقَ الأشاعرة المعتزلة والقائلين بإمتناع رؤية الله.!!

أما المعتزلة الذين بدعون إلى إستخدام العقل على النقل، فقد قالوا بإمتناع رؤية الله وأن تفسير قوله: {إلى ربها ناظرة} تعني: تنتظر ثواب الله أو رزقه أو رحمته أو نعمته أو تنتظر من ربها ما أمر لها كما وردَ في الأحاديث معتمدين عليها لأنها تؤيد إنكارهم لرؤية الله مثل هذا الحديث: حدثنا ابن حميد، عن عن عن مجاهد {إلى ربها ناظرة} قال: تنتظر الثواب من ربها، لا يراه من خلقه شيء، وبهذا فقد فسًقَ المعتزلة الأشاعرة القائلين بإمكانية رؤية الله.!!

وهناك نصٌ قرآني آخر أيضاً سبًبَ إرباكٌ وجدل وإحتدام بين فرق العقائد الإسلامية وهو {لا تدركهُ الأبصار وهو يدركُ الأبصار}، وأصبحَ كل فريقُ منهم يتناطح مع الفريق الآخر مستدلاً بالآية السابقة {إلى ربها ناظرة} أو معترضاً عليها مستندين على أحاديث وروايات واردة في إثبات الرؤية ونفيها كما جرت العادة في إختلاف التأويل والتفسير وكما تعلمون فالقرآن ليس كتاباً مبيناً وآياته ليست واضحات للمسلمين الأوائل فكيف بمن يأتي بعدهم بعشرات القرون؟؟

ولكن العجيب والغريب جداً أن موسى كليم الله ورسوله طلب من الله أن يُريه نفسه {قال رب أرني أنظر اليك قال انك لن تراني ولكن أنظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا}، فتخيًل أن رسول الله يطلبُ من ربهِ أن يريه نفسه وينظرَ إليه، وكذلك فعل وطلبَ إبراهيم، فلماذا يستنكرُ المؤمن علينا هذا الطلب ولا يستنكرهُ على أنبياء الله؟؟ وعلى أية حال هذه الآية تثبت إستجابة الله لكليمه، صحيح إنهُ لم يُري نفسهُ لموسى ولكنهُ قام بحركة بهلوانية بحيث تجلًى للجبل ولمًا إنتهى هدً الجبل وجعلهُ دكاً والمسكين الكليم من قوة الله ودكه للجبل خرً صعقاً، طيب لماذا لا يقوم الله بمثل هذه الحركات لنا ألا نستحقُ منه هذه البهلوانيات؟؟ أم أنً شطارته وبهلوانياته تجري على السابقين واللاحقين أمثالنا ليس لهم نصيب من هذه الحركات، أو أنهُ يُميزُ ويفرق في تعاملهِ بين خلقه؟؟

وللعودة إلى إستنكار إخوتنا المؤمنين وأخواتنا المؤمنات على إثبات الدليل وإقامته لوجود إلههم وتعريفهم لنا بكينونته وذاته وماهيته، أقولُ إذا كنتم لا تستطيعون إثبات هذه الأشياء لإلهككم وذلك لعجزكم وعدم معرفتكم بهِ، فلماذا تستنكرون علينا رؤية الله ومعاينته في الوقت الذي يمكنكم رؤيته في الآخرة على حد زعم أحاديث نبيكم الصحيحة والمتواترة أو كما جاءَ وفقاً لهذه الآيات، ثمً هل الأولى أن يرى المؤمنين إلههم يوم القيامة؟؟ أم الأولى أن خلقه من المؤمنين وغير المؤمنين ان يرونه في الحياة الدنيا؟؟ أو على الأقل لماذا لا يفعل لنا بعض الحركات مثلما فعلَ لموسى ولإبراهيم، فمن أشدُ حاجة لمعرفة الله والإستدلال به، هل أنبياءه ورسله الذين هم أصلاً أصدقاءهُ؟؟ أم نحنُ البشر المساكين الذين لا نعرفُ عنهُ أي شيء سوى أقاويل ونصوص وأحاديث وإدعاءات فارغة، والمشكلة إنهُ إختفى وتوارى عنًا ومع ذلك فقد توعًدنا بعذاب أليم إن لم نعترف به!! فهذا الإله ينطبقُ عليه هذا البيت:

ألقاهُ في اليمٍ مكتوفاً وقالَ لهُ *** إياك إيًاكَ أن تبتلً بالماءِ؟؟

وهنا أودُ القول إنً كل ما يتعامل معهُ العقل الإنساني والدماغ البشري هو ضمن حدود وأدوات الوجود المادي، نعم يمكن للعقل أن يتخيل أفكار أو صور ولكن هذه الأفكار والصور لا يمكن لها أن تخرج من إطارها ووجودها المادي، والإله أو الخالق المزعوم هو مجرد فكرة وتصور وخيال أنتجه الوعي البشري من خلال المادة عبر عمليات تفاعلية داخل الدماغ من داخل منظومة الجهاز العصبي وذلك من خلال مشاهداته وخبراته المتراكمة للأشياء والصور والحوادث المادية، وبالتالي لا غنى للعقل في أن يخلق هذا التصور إلا من خلال المادة، ولهذا السبب قامَ واضعوا الأديان بإيجاد تصوراُ وفهماً جديداً للإله لا يقبل به العقل ولا المنطق لأنه هذا التصور متضاد وهو مستحيل عقلاً ومنطقاً، وذلك حينما زعموا ان الله شيء لا كالأشياء أو ليس مثله شيء، لأنهُ لا يمكن أن يكون الشيء مادي وغير مادي في نفس الوقت، وهل بإمكتنهم معرفة وتصور اللا مادي؟؟ فهل يتدبًرون ويفقهون أم على عقول أقفالها.!!

*********************************
ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!

وفي نوري جعفر.

محبتي واحترامي للجميع.

https://www.facebook.com/Wafi.Nori.Jaafar/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت