الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا ؟... ونحن على عتبة حلول عامم جديد !..

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2018 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا ؟ .. ونحن على عتبة حلول عام جديد !..
لا أملك من هذه الدنيا شيء ، لأقدمه لصديقاتي وأصدقائي غير أن أقول للجميع
بأن يكون عاما مختلفا عن تلك السنوات التي مضت !...
عاما ملئه الأمل بحياة جميلة رخية وسعيدة ، لشعبنا بكل أطيافه القومية والدينية والمذهبية ، في عموم مناطقه ، من شماله الى جنوبه ومن شرقه لغربه وأن يتعايش الجميع على أساس المحبة والتعاون ، وقبول بعضنا كحقيقة خلقتها ظروف موضوعية وذاتية ، فكونت فسيفساء جميل باختلاف ألوانه وأشكاله ، وكما جاء في سورة الحجرات [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير ( الأية 13 ) ].. وفي سورة هود يقول سبحانه ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) . وخلاف أمتي رحمة .. وهناك عشرات الأمثلة على حقيقة الاختلاف في الون واللغة والقومية والدين والمذهب وفي الفلسفة والفكر والتفكير .
ولا غنا للبشر عن الحوار وتبادل الرأي والاجتهاد والتفكر ، الحوار والاقرار بالأخر هو منطق فلسفي ومعرفي ، وشيء أساس لا بد منه ، لتجاوز أعقد المعوقات التي تعترض المسيرة لبناء دولة المواطنة ، الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية الواحدة ، وتحقيق العدالة والمساوات وإرساء دعائم القانون والعدل .
كلي أمل بأن يستتب الأمن المفقود منذ سنوات ،، وهي من معوقات قيام الدولة ، ليعيش الناس بسلام ومن دون تهديد وتمييز وعنصرية وحتى تدور عجلة الحياة والاقتصاد والنماء !..
هذا لا يمكن تحقيقه أبدا !.. إلا بتوفر شرطين أساسيين !..
الأول : قيام مؤسسة أمنية وعسكرية واحدة موحدة وتحت قيادة موحدة ، ويجب أن يصار لإعادة النظر في بنائها ، وشرط أن تكون هذه المؤسسة .. وطنية ومهنية ومستقلة استقلال كامل ( قولا وفعلا ! ) عن السياسة والسياسيين وبعيدة عن الأحزاب وتجاذباتهم وصراعاتهم على السلطة والمغانم والامتيازات .
حصر السلاح بيدها دون غيرها ، وتصفية كل المجاميع المسلحة والميليشيات الطائفية المسلحة والتابعة لأحزاب الإسلام السياسي الحاكم ، والحشد الشعبي .
عدم قبول أي مجموعة مسلحة تابعة للأحزاب بكل توجهاتهم في المؤسسة الأمنية والعسكرية ، ويمكن قبول من يرغب التطوع في المؤسسة العسكرية ، فيكون ذلك بتقديم طلبا تحريريا وبشكل فردي ، الى إحدى صنوف وتشكيلات هذه المؤسسة ، على أن تتوفر فيه شروط القبول في هذه المؤسسة ، وحسب الشهادة واللياقة والنزاهة والمهنية والوطنية .
وتكون إدارة وقيادة المؤسسة العسكرية والأمنية ، من قبل أناس أكفاء ومستقلين ومهنيين نزيهين ووطنيين ، ومن أصحابي الخبرة والدراية .
الشرط الثاني لبسط الأمن والأمان والاستقرار والتعايش في عراق اليوم !..
الفصل الكامل للدين عن السياسة وعن بناء الدولة !..
ومنع تدخل رجال الدين والمؤسسة الدينية في شؤون الدولة ، وصياغة وسن القوانين الحاكمة لبناء الدولة ومؤسساتها ، ذلك حماية للدين ومنظومته القيمية والأخلاقية وشريعته السمحاء ، كونه خيارا فرديا بين من يؤمن به وبين الاله الذي يعتقد به .
وفي نفس الوقت هو حماية للدولة ولمنع تقاطعها مع فقه وفلسفة الدين وشريعته !..
فالدولة تمثل المجتمع بكل أطيافه وأديانه والقوميات والطوائف ، ويحكم الدولة دستور يمثل إرادة الشعب ، وهو العقد المبرم بين الدولة والشعب ، والقوانين تنظم العمل بالدستور ، وهذه جميعها تسري على الجميع ، ويقرها الجميع ، فالدولة ودستورها هما الخيمة التي يعيش تحت ظلها كل هذا الفسيفساء الذي نطلق عليه الشعب .
بينما الدين يمثل فئة أو مجموعة من الشعب وليس كل الشعب ، ولا يجوز فرض رؤيته وفلسفته على الجميع ، كون ذلك يمثل انتهاك لحرية الأخر الذي لا يؤمن به ولا يقره ، بغض النظر إن كانت هذه الفئة أكثرية أو أقلية ، فالجميع متساوون أمام الدستور والقانون ، والجميع ملزمون بالتقيد فيه .
والذي أتمناه في حلول العام الجديد !..
أن تكون لدينا مؤسسات تشير بأن هناك أصبحت لدينا دولة !..
يسود فيها العدل والمساوات والتعايش وتكافئ الفرص ، يشعر المواطن بأنه جزء مهم وأساسي في بناء الدولة ، وله رأيه وصوته محترم وله قيمة اعتبارية ، ويساهم بشكل فعلي في بناء السلطات الثلاث ، ويعبر عن رأيه بحرية ، ومن دون إملاء وتهميش وإقصاء ، ويساهم بصنع القرار ، من خلال حرية التعبير والحوار ، وبشكل حر وديمقراطي ، وانبثاق مؤسسات سياسية واجتماعية وثقافية ، ومنظمات المجتمع المدني التي تمثل إرادة المجتمع ، وليست منظمات صفراء وتابعين للسلطة الحاكمة ، ويجب أن تعكس وبشكل واضح هوية الدولة القائمة .. دولة المواطنة في وطننا .
الأماني كثيرة :
وكما قال الشاعر : وما نيل المطالب بالتمني * ولكن تؤخذ الدنيا غلابا .
الأماني والأحلام والرغبات ، كثيرة .. متعددة ومتجددة مع تجدد الحياة وتقدمها وتطورها المستمر .
نأمل بأن يتوقف مسلسل الموت والخراب والدمار والعبث بمقدرات هذا الشعب ، وأن تنقشع عن مجتمعنا الطائفية السياسية التي أنهكت شعبنا ، وساهمت بتمزيق نسيجنا أو كادت فعل ذلك ، لتنقشع الكراهية والعنصرية والتمييز والتفاوت بين أفراد الشعب الواحد .
وأن تعمل الدولة ومؤسساتها وسلطاتها الثلاث وبشكل فعلي وعملي وبخطوات واضحة وملموسة ، وليست كوعود كاذبة ومضللة وخادعة ، وايهام الناس كما فعلت الحكومات السابقة !..
الفساد هو الوجه الحقيقي للإرهاب بكل أشكاله ، وعملية التصدي له وكشف جحوره ومخابئه ومؤسساته ، في داخل العراق وخارجه والمتعاونين معه وبؤره التي تنتشر في كل مكان . ووضع برنامج قابل للتنفيذ ، واختيار القائمين على من سيتولى مسؤولية الكشف عن ملفات الفساد ، من النزيهين ومن أصحابي الخبرة ، الذين تعنيهم مصالح الشعب وثروته التي تمت سرقتها جهارا نهارا ومن قبل الحيتان الذي أثروا على حساب ألام ودموع ودم الألاف .. بل الملايين من هذا الشعب الذي يتضور جوعا .
ويجب تجنب المحاصصة في تعيين من سيتولى أمر هذه الهيئة الوطنية وواجبها المقدس ، الذي ستنهض به ، فهي مهمة كبيرة وتحتاج الى دعم ومساندة كبيرتين .
أملي بأن تقوم في عراق اليوم !.. حكومة وطنية ديمقراطية ، من أكفاء نزيهين ومهنيين الوطنيين والمستقلين ، وأن يكونوا رجال دولة وصناع حياة ، لا صناع موت وخراب وفساد وسراق ، للارتقاء بهذا البلد وبشعبه ، والسير قدما لبناء حاضر ومستقبل العراق الذي نأمل أن يكون رخي سعيد .
لتزهر على أرضه الزنابق والورود والخضرة والجمال ، ولتخرج من تحت أنقاض هذا الكم الهائل من الدمار وما خلفته الحروب ، فتزهر الحياة من جديد في هذا البلد العظيم ، والذي وكما يعرف الجميع !..
بلد لا يشبهه بلد على وجه الأرض !..
فيه نهرين خالدين .. فيه حضارة ما بين النهرين .. من سومر وأكد وأشور وبابل .. فيه بغداد شاغلة الدنيا وقبلة البشر عبر هذا التأريخ العظيم .
هذا البد لا يمكن هزيمته أو إخضاعه أو محوه ومحو تأريخه واقتلاعه من جذوره .
هذا البلد عصي على التقسيم ،، لا تأريخا ولا حضارة ولا جغرافية ، سيخيب ضن من تسوقه هواجسه المريضة في تدميره ومحوه من على الخريطة .
لا يمكن تفتيت نسيجه الاجتماعي الضارب في بطون التأريخ ، مهما حاول الذين يتأمرون علينا ، ومهما امتلكوا من قوة وجبروت ، سينتصر هذا الشعب في منازلته لأعدائه المتربصين به .
ومن لم يحسن قراءة التأريخ ، ليعيد قراءته ثانية وثالثة ورابعة ، عندها سيجد بأن العراق مهما تكالب عليه الطامعون وعمل على زرع الفتنة الخائنون والفاسدون والجبناء من هواة السياسة وجهلتها ، ستفشل كل المحاولات لتفتيته ، هؤلاء سياسي الغفلة ، المعادين الرعاديد وأشباه الرجال والعملاء ، من خونة شعبنا ، والطامعين به من خارج الحدود ,
أقول سيخيب ضنهم وتسقط في وحل الهزيمة أحلامهم المريضة ، وسينقشع غراب البين من سماء العراق وستنهزم قوى الشر والموت والظلام .
ويحل لسلام والنماء والأمن والاستقرار والتعايش والمحبة والوئام .
ستحلق في سمائنا حمامات الحب وتشدوا بأغاني السلام ، وتغرد البلابل فتسمعنا بأصواتها العذبة الرقراق ، أجمل الألحان وأنغام الحياة والحب ، ستعود وحدة نسيجنا الاجتماعي ، ويعود التعاون والتعايش بين أبناء شعبنا ونغني جميعا بلحن السلام الخالد الذي يمثل رمز الحياة على وجه الأرض .
ونهتف جميعا للسلام على أرض السلام .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
14/12/2018 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد