الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تشهد مصر، ثورة بحجم وطن ؟! -المبالغة فى استخدام الألم المباشر قد يؤدى الى التحدى والثقة عوضا عن الخضوع والتراجع- من كتيب للاستخبارات الامريكية.

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2018 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


هل تشهد مصر، ثورة بحجم وطن ؟!
"المبالغة فى استخدام الألم المباشر قد يؤدى الى
التحدى والثقة عوضا عن الخضوع والتراجع"
من كتيب للاستخبارات الامريكية.




"لم يلق فى طول الطريق سوى اللصوص،
حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص،
فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص"
نجيب سرور

الى المناضل اليسارى النبيل،
جمال عبد الفتاح،
والى كل معتقلى الرأى
فى مصر والعالم.





سعيد علام
القاهرة، السبت 15/12/2018م


في 11 نوفمبر 2016، وقّع صندوق النقد الدولي ومصر اتفاقية قرض بقيمة 12 مليار دولار يسري لفترة ثلاث سنوات. لم تكن الاتفاقية ولا الـ12 مليار دولار سوى اعلان عن بدء مرحلة جديدة وحاسمة للدخول الجسور لمصر فى حظيرة العولمة، - بعد الدخول الساداتى الخجول (1974) -، انه اعلان وتعهد بفتح السوق المصرى، ملكية لسوق الاستهلاك وادوات الانتاج، ورفع حمائية الدولة عن الاقتصاد وعن الشعب، وتحقيق هدف طال انتظاره، لحكام عالم اليوم، الشركات المتعددة الجنسيات، فى التهام السوق المصرى الضخم والمركزى، معتمدة على "متعاونين محليين"، وتحويل الاضطراب السياسيى الذى شهدته مصر 25 يناير 2011 – 3 يوليو 2013، الى فرصة. فالعين على مصر، مصر فى عين العاصفة، اذا ما سقطت مصر، سقطت كل المنطقة العربية قلب الشرق الاوسط الثرى.


الاضطراب السياسيى الذى بدى انطلاقاً من الاحداث الضخمة التى شهدتها مصر منذ انتفاضة هائلة ومتواصلة فى 25 يناير 2011، وحتى 3 يوليو 2013 وما بعدها، لن تعود بعدها مصر الى نقطة الانطلاق. نقطة الانطلاق "البداية" كانت مع 25 يناير وانطلاق ملايين المصريين فى رغبة عارمة نحو التغيير، وما قدموه من تضحيات كبيرة، وصولا الى 3 يوليو 2013، وازاحة رئيس منتخب، بغض النظرعن التكتيك والاهداف الحقيقية للقوى التى اجرت الانتخابات ووضعت على كرسى حكم مصر رئيس قيادى بجماعة الاخوان المسلمين، الخصم اللدود لسلطة يوليو، المستمرة فى الحكم منذ اكثر من ستة عقود!. من يملك القدرة على العزل، يملك القدرة على التعيين، الا اخوان الشرعية يعقلون!. لن تعود مصر الى نقطة الانطلاق، البلدان كما الاشخاص، لا تعود الى نقطة الانطلاق بعد صدمة ضخمة، بل تستمر فى الانهيار.

الخلاصة، بعد 25 يناير و3 يوليو، لم يصبح امام سلطة يوليو لاستمرار سلطتها سوى السماح للعولمة بالدخول الجسور فى مصر، رغم كل الألم المبرح الذى تسببه للملايين من شعب مصر، انها ضرورات المصالح، لا ترف الخيارات.





لمن تتحسن مؤشرات الاقتصاد المصرى؟!

فى دول النمور الاسيوية لجأ صندوق النقد الى اسلوب الصدمة والألم المبرح، الذى نقله تلاميذ مدرسة شيكاغو الاقتصادية عن المحققون فى السجون، من اجل تحطيم ارادة النمور الاسيوية واخضاعها، لكن وكالة الاستخبارات الامريكية حذرت فى كتيب لها من التمادى والذهاب بعيداً فى استخدام الألم، فالتسبب فى الألم المباشر قد يؤدى الى التحدى والثقة عوضاً عن الخضوع والتراجع. اذا ما اعتمد الألم المبرح فانه قد يستحث ارتداداً من النوع الذى شاهدناه فى العراق.


منذ 11 نوفمبر 2016، اتفاقية مصر مع صندوق النقد، لم تشهد مصر سوى تدهور بشع فى مستوى معيشة الطبقات الفقيرة وقطاعات واسعة من الطبقة الوسطى، وتزايد لتمركز الثروة والسلطة فى يد فئات قليلة، لقد تجاوز الملايين خط الفقر الى اسفل، بفعل انخفاض القيمة الشرائية للجنيه المصرى، البطالة، التدهور فى الحقوق الاساسية للانسان، التدهور فى الخدمات الاساسية، الصحية، التعليمية، غياب المشروعات الانتاجية فى الصناعة والزراعة فى مقابل مشاريع عملاقة غير انتاجية، الغياب شبه التام للاستثمار المباشر الدافع للمشروعات الانتاجية، تأميم المجال العام، الصحافة والاعلام، حرية التعبير، انسداد آفاق الامل عند الشباب .. الخ.





قيادة الانتفاضة القادمة، من اسفل !

لقد نجحت السلطة فى مصر فى فرض شتاء بارد وطويل على القوى المعارضة، ناهيك عن القوى الثورية، الا ان قوانين الواقع الحى لها كلمتها الاخيرة، "انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد". تعانى القوى الثورية اليسارية الاكثر جذرية، من بيات شتوى حدى بها ان اصبحت اقرب الى اهل الكهف، بفعل قمع عقود من سلطة تدرك اختلافها الجذرى معها، بعكس القوى المعارضة اليمينية، الذى لا يعدوى صراعها معها سوى صراع على السلطة على نفس الارضية من السياسات الاقتصادية والاجتماعية اليمينية، مع اختلاف طفيف فى الدرجة. فى كل الاحوال تشير كل مؤشرات الواقع الفعلى وليس الافتراضى، ان الانتفاضة القادمة ستبدأ من اسفل، سواء بسترات صفراء، او بدون سترات نظراً لظروف الشعب المصرى الاقتصادية، وايضاً كالعادة، ستصعد قوى الاسلام السياسى اليمينية وفى مقدمتها الاخوان المسلمين، لاعتلاء رأس الانتفاضة.




سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط