الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرن من الثورات والثورات المضادة والثورات العائدة في فرنسا

طارق المهدوي

2018 / 12 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


قرن من الثورات والثورات المضادة والثورات العائدة في فرنسا
طارق المهدوي
بين سنة 1789 التي شهدت إجبار الملك البوربوني لويس السادس عشر على تغيير نظام حكمه من الملكية المطلقة إلى الملكية النيابية، وسنة 1871 التي شهدت الإطاحة بحكم كوميونة اليسار ليتولى رئاسة الجمهورية أدولف تيير رئيس وزراء الملك غير البوربوني لويس فيليب، قرن زمني حافل بالعديد من الثورات ثم الثورات المضادة ثم الثورات العائدة ثم الثورات المضادة مرة أخرى في فرنسا وذلك وفق التطورات الآتية:-
1- في سنة 1789 تواصلت الاحتجاجات الشعبية على خلفية الأوضاع الاقتصادية فأجبرت الملك البوربوني لويس السادس عشر على دعوة الفرنسيين لانتخاب جمعية وطنية جديدة تشاركه في إدارة البلاد، وهي مكونة من عدد 1201 فرنسي بينهم 291 من طبقة النبلاء إلى جانب 300 من طبقة رجال الدين وهؤلاء وأولئك يؤيدون الملك بالإضافة إلى 610 عضو يمثلون البورجوازيات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة التي تعارض الملك.
2- على خلفية الأوضاع الاقتصادية اصطدم أعضاء الجمعية الوطنية البورجوازيون المنتخبون بالملك الذي أغلق مقر الجمعية واستدعى الجيش وبعض المرتزقة الأجانب بهدف فرض الأمن في باريس ليسقط بعض رموز الجمعية الوطنية قتلى فاستدعى أعضاء الجمعية الوطنية ناخبيهم الذين قتلوا مأمور سجن الباستيل ومحافظ باريس ثم استولوا على أملاك طبقتي النبلاء ورجال الدين وتولت الجمعية الوطنية إدارة البلاد على حساب الملك الذي تم تهميشه.
3- في سنة 1791 وضعت الجمعية الوطنية دستوراً جديداً للبلاد وأقرته ثم أجبرت الملك على توقيعه وإصداره وتم بموجبه انتخاب جمعية جديدة من 750 عضو اصطدمت بدورها مع الملك على خلفية الأوضاع الاقتصادية فقامت الجمعية بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية الفرنسية الأولى سنة 1792 فقاتل أنصار النظام الملكي من الفرنسيين والأوروبيين بشراسة ضد الجمهوريين الذين استمروا يحاربون خصومهم الملكيين حتى انتصروا عليهم نهائياً سنة 1795 وأثناء تلك الحروب لمع اسم الضابط الفرنسي نابليون بونابرت كما قام الجمهوريون سنة 1793 بإعدام الملك والملكة المعزولين بتهمة التآمر مع الجيوش الأوروبية الغازية.
4- خلال تلك الحروب أدار الجمهوريون بلدهم عبر لجنة السلامة العامة التي شكلها اليسار الفرنسي ممثلاً في نادي اليعاقبة تحت رئاسة ماكسميليان روبسبير وهي اللجنة التي أعدمت حوالي خمسين ألف فرنسي بتهمة العمل ضد الثورة حتى استطاع الجمهوريون اليمينيون في سنة 1794 الانقلاب على اليعاقبة وحظر ناديهم وإعدام زعيمهم رئيس لجنة السلامة العامة روبسبير وفي سنة 1795 أقر الجمهوريون اليمينيون دستوراً جديداً واختاروا باول بارا رئيساً جديداً لفرنسا واستعانوا في كل ذلك بالضابط نابليون بونابرت.
5- في سنة 1799 نفذ الضابط نابليون بونابرت انقلاباً ناجحاً تولى بموجبه رئاسة البلاد لمدة خمسة أعوام قبل أن يعيدها إلى الملكية ويعين نفسه إمبراطوراً عليها سنة 1804 حتى وقعت فرنسا سنة 1814 تحت احتلال الجيوش الأوروبية الغازية التي أجبرته على التنازل عن العرش وقررت نفيه إلى إحدى الجزر الصغيرة في البحر المتوسط مع إعادة الأسرة البوربونية للحكم بتعيين لويس الثامن عشر شقيق لويس السادس عشر ملكاً جديداً لفرنسا.
6- في سنة 1815 هرب نابليون بونابرت من منفاه وعاد إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث ساعده أنصاره على العودة للحكم لكنه لم يستمر سوى مائة يوم حيث عادت الجيوش الأوروبية الغازية مرة أخرى لتخلعه وتنفيه إلى إحدى الجزر الصغيرة في المحيط الأطلسي حيث تم تسميمه بالزرنيخ الذي قتله سنة 1821 بعد أن كانت الجيوش الأوروبية الغازية قد أعادت الملك البوربوني لويس الثامن عشر لحكم فرنسا.
7- توفى لويس الثامن عشر وفاة طبيعية سنة 1824 ليخلفه شقيقه شارل العاشر الذي أعاد لطبقتي النبلاء ورجال الدين جميع السلطات والصلاحيات التي تم انتزاعها منهم في عهد شقيقه الأكبر لويس السادس عشر فتصاعدت الاحتجاجات ضد حكم شارل حتى وقعت ثورة سنة 1830 التي أطاحت به وعينت ملكاً من خارج العائلة البوربونية هو لويس فيليب الذي استمر في الحكم حتى وقعت على خلفية الأوضاع الاقتصادية ثورة سنة 1848 التي أطاحت بلويس فيليب وألغت الملكية وأعلنت الجمهورية الفرنسية الثانية حيث تم انتخاب شارل لويس بونابرت ابن أخو نابليون بونابرت رئيساً للجمهورية.
8- في سنة 1852 سار شارل لويس بونابرت على نهج عمه نابليون بونابرت فقام بحل البرلمان وتعطيل الدستور وإلغاء الجمهورية وإعادة الملكية وتعيين نفسه إمبراطوراً على فرنسا حيث استمر حتى سنة 1870 عندما تعرض جيشه لهزيمة قاسية من الجيش الألماني الذي أسره شخصياً ثم نفاه إلى بريطانيا ليتم هناك على نهج عمه أيضاً تسميمه بالزرنيخ الذي قتله سنة 1873.
9- بعد انتصارهم العسكري عين الألمان سنة 1870 حكومة وجمعية وطنية فرنسيتين من الفلول الملكيين والبونابرتيين برئاسة الفلولي الملكي أدولف تيير لتوقيع صك الاستسلام ونزع الأسلحة من أيدي الفرنسيين مما أثار غضب الشعب الفرنسي الذي رفض الخضوع للألمان وقرر المقاومة تحت قيادة اليسار الفرنسي الذي شكل كوميونة ثمانينية سرية قادت اللجنة المركزية لحماة الوطن التي قادت من جانبها المجالس البلدية والعمالية التي قادت بدورها المقاومة الفرنسية لمدة 72 يوماً خلال سنة 1871.
10- تحالف الجيشان الألماني المنتصر والفرنسي المنهزم معاً لمحاصرة حكم الكوميونة حتى أسقطاه بحصيلة قتلى أثناء وبعد الحصار زادت على مئة ألف كوميوني ليعود الفلولي تيير كرئيس مؤقت لفرنسا ويستمر حتى سنة 1873 عندما تم انتخاب رئيس جديد ينتمي إلى طبقتي العسكريين والنبلاء معاً هو المارشال ماك ماهون لتبدأ الجمهورية الفرنسية الثالثة التي استمرت حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية سنة 1939!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري