الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم الكلمات الرنانة

جمشيد ابراهيم

2018 / 12 / 15
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عندما كان االانسان عاطفيا و رومانسيا و محاربا و بطلا و عاشقا يبكي على الاطلال و يتفنن في الغزل و الهجاء و المدح يتأثر بموسيقية الكلمة اكثر من محتواها استطاعت العربية بفضل الشعر و القرآن و الخطابات النارية و الهتافات و غيرها من وسائل اللغة العربية باوزانها بانبهار الاخرين و التأثير عليهم و جذبهم الى الاسلام و العربية لدرجة ان لغات الشعوب التي اعتنقت الاسلام و تقربت و استعارت منها اصبحت بدورها وردية فارغة من المحتوى و وسيلة للزينة و الخطابات و الهتافات و الاغاني فقط.

لا تزال الناس تتأثر بتجويد القرآن باصوات شيوخ العاطفة و البكاء و قد قام المستشرق الالماني الكبير Friedrich Rueckert بترجمة قسم كبير من القرآن و ابراز جمال اللغة على حساب معنى و محتوى الكلمة كما قام المستشرق Willliam Jones بترجمة قصيدة الشاعر الفارسي حافظ معتمدا فقط على ترجمة موسيقية الكلمات فلولا موسيقية بعض سور القرآن فانه ليس فقط خاليا من المحتوى بل مملا او مثيرا للضحك و عندما تكتب مقالا فان العربي لا يزال لا يركز على محتوى المقال بقدر تركيزه على ايجاد اغلاط لغوية فيه.

يعكس العالم الذي يسمى بالاسلامي والعربي هذه الحالة - عالم نهج البلاغة و االمبالغات و الكلمات و االلسان و التلاوات على حساب المحتوى -عالم الشفهيات و الشعر على حساب المنطق. كلمات القيادات العربية و الاسلامية تشبه رائحة و صوت الضرطة تتكلم و تتغنى بالوطن و التحرير و دحر الاستعمار دون نتيجة و عندما تقرأ الرسالة الشرقية فانك لاتجد فيها من بين الكلمات الوردية و المنورة و المثلجة الا لربما جملة واحدة في نهايتها تقول: ارجو مساعدتنا بارسال الفلوس. اما الكتابات العربية العلمية فانها لحد هذا اليوم ليست الا ترجمات شخصية غير دقيقة و غير موحدة لافكار و مفاهيمم غربية لا اكثر.

يفتح عالم الكلمات الرنانة و النارية الباب على مصراعيه للفساد و الدكتاتورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بموسيقى بيتهوفن...نريد ان نعطل الجاذبيه
صلاح البغدادي ( 2018 / 12 / 15 - 18:02 )
وياريت بموسيقى بيتهوفين
وانما بالتجويد والاذان والقرآة على الحسين
نريد ان نغير قوانين الكون
نحن امة ضحية اصواتها
قرآت كتاب (العرب ظاهرة صوتيه) للقصيمي
فات القصيمي بان الكورد والفرس والترك.بعد الاسلام
ظواهر صوتيه
اهلا بالدكتوريات لهذه الشعوب
شكرا استاذ جمشيد


2 - تأثير اللحن
على سالم ( 2018 / 12 / 15 - 21:54 )
انه بدون منازع ان السر فى تمايل المصلين وانشكاحهم وانبساطهم عند سماعهم الى ايات القرأن البدوى هو اللحن والتقسيم والسجع وجوده صوت الشيخ الدجال , الايات نفسها لايوجد فيها اى شئ يدعو الى الانشكاح والافراح والانبساط , يعنى تخيل ان المصليين حدث وان سمعوا الى القرأن بدون لحن او غناء , اى كلام انشائى مسترسل ممل , من المؤكد انهم سوف يصيبهم قرف وضجر وملل وربما سبوا ولعنوا وربما ضربوا الشيخ علقه ساخنه عقابا له على تعكير مزاجهم


3 - مشاري العفاسي Pink كارم محمود Tchaikovsky؟؟!
ليندا كبرييل ( 2018 / 12 / 16 - 03:52 )
الأستاذ القدير جمشيد إبراهيم
صباحك سعيد

أنا ضحية من ضحايا الظاهرة الصوتية
وإلا بحق العقل كيف تفسر المزاج الرائق الذي يتملكني وأنا أستمع إلى الشيخ مشاري العفاسي وهو يرتل سورة البقرة بالذات؟

ثم أنتهي من تلاوته لأنتقل إلى الفنانة الأميركية(بينك) فأتمايل مع أغنيتها الرائعة تراي
https://www.youtube.com/watch?v=eqUFTWi1pVg

فإذا لم أنتهِ بعد من عملي البيتي فتحت على كارم محمود(على شط بحر الهوى)
https://www.youtube.com/watch?v=YZjsJ0Twb18


هل تعتقد من العقل بعد كل هذا أن أجلس على البلكون أراقب غروب الشمس وأنا أشرب قهوتي وأستمع إلى

Tchaikovski. Serenade for strings.
https://www.youtube.com/watch?v=xim2jzFlGmc

الله يسامحني ما هذا المزاج ؟
ماذا يجمع العفاسي بالفنانة بيونسيه وغيرها؟

وشرطك أستاذ الانبساط والانشكاح والتمايل الحمد لله موجود مع الجميع، كل ما أسمعه يطربني : أغنيات شبابية عجائزية غربية عربية أفريقية شرق آسيوية

عالم هذه الألحان الرنانة والنارية يفتح لي باب الهدوء والتأمل والتواصل مع الإنسان والطبيعة
وبلا عالم الرذالات التي نراها اليوم

محبة وسلاما لحضرتك وللمعلقين الكرام







4 - الاستاذ العزيز صلاح البغدادي
جمشيد ابراهيم ( 2018 / 12 / 16 - 08:45 )
نعم عزيزي معظم اللغات الشرقية اصبحت فارغة من المحتوى فلو ارسلت نصا الى المواقع الاجتماعية ستحصل على 100 تعليق منور و 100 تعليق عاشت ايدك و 100 الله يحفظك و هذا يعني ان الادمغة من الكلمات بعبارة اخرى موت المعنى و المحتوى
لك الشكر عزيزي على مداخلتك التي تعكس محتوى المقال - تقبل اجمل التحيات


5 - الاخ العزيز علي سالم
جمشيد ابراهيم ( 2018 / 12 / 16 - 08:52 )
عزيزي علي
يمكن ان نقول و بدون مبالغة ان العربية و اسلامها تغذت على الصلوات و الخطابات الديينية و غير الدينية و الترجمات و اليوم تعيش على الهتافات: يعيش يا - يعيش - و على الصلوات مرة اخرى و هذا هو سبب فراغ المحتوى من الاساس لك الشكر الجزيل على المداخلة - تقبل اجمل التحيات


6 - الاستاذة العزيزة ليندا كبريل
جمشيد ابراهيم ( 2018 / 12 / 16 - 09:02 )
بالتاكيد عزيزتي ليندا ان الانسان لا يستغني عن النغمات و الموسيقى لانها لربما تسكن في جيناتنا و مفيدة للاستراحة و الهدوء لذا لا غبار اطلاقا على الاستماع الى الشيخ عفاسي و غيره و مختلف الاغاني و الموسيقى و من مختلف اللغات و الاجناس و الاعمار و هذا يدل عللى سعة افقك و لكني متاكد باانك لا تنجرين الى الايمان حتى اذا سمعت تجويد القرآن كل اليوم لانك استاذة قديرة و جريئة لا تستطيع ان تضحي بالمحتوى - بالمناسبة سوف استمع الى ما تستمعين اليه لاكون مثلك و افتح باب الهدوء - لك الشكر الجزيل على المداخلة و تقبلي كل التقدير و الاحترام

اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح