الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بذور الإنقسام المذهبي و سبل التقارب السني - الشيعي خاصة

حمزة بلحاج صالح

2018 / 12 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن بذور الإنقسام تستوطن البنى المعرفية و الثقافية المتداولة و في قلب التراث الذي يلهمنا و نقوم بتدويره بيننا سنيا كان أو شيعيا أو زيديا أو مذهبيا يتعلق بجميع المذاهب الفقهية

أو عقائديا يتعلق بالمذاهب العقائدية و الكلامية للعلاقة الوثيقة بين أصول الدين و الفقه من جهة و علم الكلام من جهة ثانية

و لا أعني هنا أبدا الفهوم المستنيرة و المتحررة للإسلام لكبار علماء و مفكري الشيعة و السنة على ندرتهم أحيانا أمام صخب و ضجيج الرديء الزاحف

و لا أعني أيضا غيرهم من المستنيرين و المتحررين من منطق " الأقنوم المغلق " من كل المذاهب الإسلامية و تعاملهم الحصيف و اليقظ و المتحرر من كل عصبية و انغلاق

مثل الذين عرفناهم منذ فجر الثورة الإسلامية في إيران عند الشيعة و قبلها و حينها و بعدها في حوزات العلم بقم و النجف

و عند علماء السنة أيضا ممن كنا نشهدهم و نتابعهم في ملتقى الفكر الإسلامي بالجزائر و غيره من مشاريع التقريب..

بل عند بقية الطوائف و المذاهب و التيارات الإسلامية و الذين بذلوا جهدا كبيرا و عظيما في تقريب المسلمين بعضهم من بعض من خلال المراجعات العلمية و النقد و استبعاد ما من شأنه أن يغذي حالة الإنقسام

و لولا ذلك لكان الوضع ربما أمر و أخزى من الذي نحن عليه اليوم

إن دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ميراث ملهم و مهم و قاعدة بيانات هامة لمنطق جديد لمواصلة مسيرة التقريب بين المذاهب الإسلامية و تخصيصا بين السنة و الشيعة

و كذلك جهود المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب و الذي ترعاه اليوم جمهورية و دولة إيران الموقرة و يرأسه الشيخ العالم الجليل محسن الأراكي حفظه الله الذي كان من أصحاب السيد اية الله الخميني بل من المقربين له

ويرأس مجلسه العلمي العلامة الكبير حفظه الله محمد علي التسخيري و يتم ذلك بعناية قائدها الروحي و العلمي و مرشدها المبجل سماحة العلامة ولي الفقيه المرجع الأعلى علي الحسيني الخامنائي

و قيادة إيران السياسية الراشدة و سلطة تشخيص المصلحة و فخامة رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة

و يجدر بنا أن ننوه بجهود العالم الكبير اية الله المرجع السيد محمود هاشمي شاهرودي وهو رجل فكر وسياسة وقانون و تشريع و قضاء

و كذلك جهود العلامة الجليل في لبنان محمد حسين فضل الله الذي كنت أنصح بقراءة كتبه و مدارستها في التسعينيات من القرن الماضي و هو رجل يقدم وحدة المسلمين على الإنتماء العقدي

و كان صاحب أفق و نظر فيه فسحة و سعة و رؤية ثاقبة و ترتيبا حصيفا للأولويات

و بجهود المجمع العالمي لأهل البيت و جامعة مصطفى العالمية و غيرها من المؤسسات الرسمية التي تحمل هذه المهمة النبيلة أو تأوي مفكرين كبارا يؤمنون بالتقريب مسلكا

و مشروع التقريب أو التقارب الذي كنا و نحن شبابا و كهولا نتابعه بحرص و ندعو الله أن يكلل جهود القائمين عليه بالنجاح

و كنا نتابع أعماله و نتلمس أخباره و تصلنا اثاره الجليلة في كل البلاد الإسلامية من غير شك

و كنت بصفتي جزائريا يحب الجزائر حتى الثمالة رغم الضريبة التي دفعتها لا زلت أذكر وقع الثورة الإسلامية و ناتج و حاصل ثمارها و كيف كنا نتلقاها على الأقل على مستوى طلابي جامعي شهدته بنفسي في الجزائر

أين كنا نتلقاها بحرص و وطنية وثورية الجزائري عموما

و أيضا عبر ملتقى الفكر الإسلامي الذي كان يحضره السادة مراجع الشيعة الكبار و أظن منهم العلامة الجليل محمد علي التسخيري و العالم الجليل موسى الصدر الذي كان يزور الجزائر كما علمت والعالم الكبيرمحمد مهدي شمس الدين الدين


(مقتطف من مدخل محاضرتي في طهران الشهر المنقضي من السنة المنقضة 2017مع اثراء و إضافة )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س