الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملهاة التاريخ والشوكولاتا

الشربيني المهندس

2018 / 12 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من الخضر الي السترات الملونة يحتار المرء مع التاريخ وتأثير عمليات الاحتكار في الخبز والوقود .. ومتي نعرف أن الذئاب لا تحرس الخرفان ..
كالعادة اختلفوا وهل يكرر التاريخ نفسه بين أوروبا والشرق الأوسط ..؟
مع الصديريات الصفراء في فرنسا يتوقف التاريخ هذه الأيام ويسجل ما حدث وتعليقات الآخرين في الشرق الأوسط وقديما ، حيث لم تكن أمريكا قد ظهرت علي الساحة ولا سايكس بيكو .. ومعلوم أن الثورة الفرنسية أم الثورات الحديثة .. في الواقع وفي الفن والأدب أيضا ..
الثورة الفرنسية لم تندلع اساسا كثورة بل كانت مجرد " احتجاجات " على نقص الخبز والغلال ومقولة ماري انطوانيت الشهيرة (ياكلو جاتوه) بدل الخبز .. ومنين يا حسرة .. ؟؟؟؟
وملك فرنسا الطيب لويس السادس عشر تبرع من جيبه الخاص لتوفير الخبز وسبقته المقصلة .. والغي رئيس الوزراء قانون الاحتكار لتوفير الغلال .. ولكن ..
المدهش أن فيلم (الفتوة) بطولة فريد شوقي وزكي رستم الذي ما زال التلفاز يعرضه (أبيض واسود).. مالا يعرفه الكثيرون ان أحداثه مستوحاة من مقدمات الثورة الفرنسية .
فى الفيلم يقوم المعلم " زكى رستم " باحتكار بيع الطماطم حيث يشتريها بالبخس من الأسعار من الفلاحين .. ويبيعها بأغلى الأسعار فى السوق .. ويمنع الفلاحين من الحضور ببضاعتهم او بيعها لتجار آخرين . فى الفيلم يقوم " فريد شوقى " بمحاولة كسر الاحتكار بأن يشترى كمية من الطماطم ليقوم ببيعها فى السوق وهنا يتدخل المعلم الكبير محاولا سحقه لانه تجرأ على كسر الاحتكار فيحضر البوليس يفرض حمايته بشكل على عملية كسر الاحتكار ..
مع تحريك البوصلة كما تريد ومظهر آخر للتغيير قالوا : أن الخديوي إسماعيل صاحب البصمة الحضارية بأسرة محمد علي ، الذي اشتهر بجملة أن «مصر حتّة (أي جزء) من أوروبا»..
مع التاريخ نعرف أنه اقترض من أوروبا باقتراض مبالغ طائلة ، كان الاقتراض مبنيا على تقديرات خاطئة حين أدّت الحرب الأهلية الأمريكية عام 1863 إلى عجز شديد في توافر القطن بالأسواق العالمية ، مما رفع أسعار القطن المصري بشكل هائل ، كما أن تقديراته للأرباح المتوقعة من قناة السويس عند انتهائها كانت أكبر أيضاً من الحقيقة ..
لنكتشف أن مبالغة الخديوي إسماعيل في التنبؤ اختلفت عنها في الحقيقة الجغرافية ، والتي بدأت بحركة بناء كبيرة ، فحفر قنوات وجسورا وأنشأ بنية تحتية للتلغراف وجعل مصر أكبر دولة في العالم بنسبة كيلومترات السكك الحديد وحسن مياه الشرب وإنارة الشوارع وإمداد الغاز .. كما أنشأ صناعة السكر ومصلحة البريد .. ووسع التعليم العام .. وبنى المتحف المصري ودار الأوبرا ومشاهد الافتتاح الباذخة وصور الإمبراطورة الفرنسية (اوجيني )- التي احترقت مع النظام الجمهوري وبنتها اليابان أخيرا - مما ساهم في بدء حركة السياحة، وحظر العبودية وتجارة الرقيق – لكن الشائع أن حفر قناة السويس كان بنظام السخرة وزيادة عدد الوفيات - ودعم ممارسة الحريات الدينية، وقد دفع نصف رأس مال شركة قناة السويس لوقف عمليات السخرة والاستعباد وأدخل إجراءات ديمقراطية عديدة .. وحسن القوات المسلحة ووسّع البعثات العلمية استكمالا لمرحلة محمد علي باشا الخ…
مع الفتوة وماذا عن الشعب العظيم (عفواً.. الشعب اليتيم) يئن تحت أثقال من مخاوفه وفقره ..؟
من جهة أخرى فقد ساهمت الديون والقروض لاحقا في تعزيز تدخل الدول الأوروبية في شؤون مصر وانتهى الأمر بإقصائها إياه عن العرش .. وحديثا تم إزاحة تمثاله من ميدان المنشية إلي جوار المسرح الروماني لحرمانه من رؤية البحر وأوربا ..
والسؤال عن التاريخ وتكراره كمأساة وكثيرا كملهاة .. مع انتهاء عصر القطن المصري وبدء عصر الغاز واكتشافاته المعلنة أخيرا وكيف تزداد معها الديون وترتفع أسعار الطاقة .. وفضائح الفساد تنفجر كالمجارير القذرة في «الرملة البيضاء»، - ومن يتذكر هل نصرف في البحر أم في البر وثمانينات القرن الماضي - ولكن يجري على نحو ما (لفلفتها) ربما انطلاقاً من مبدأ: إذا حاولت عقاب فسادي سأفضح فسادك ..
وأهل الإعلام وأصحاب الأقلام لا يملون من ترداد تحذيرهم وتشخيصهم لمآسي (المواطن اليتيم) والعجز المالي وخطورته، والدَيْن العام إلى ارتفاع، والأوضاع الاقتصادية متردية على نحو بالغ الخطورة .. والمواطن العادي الطيب مع دعوات الصبر وبكره تشوفوا مصر صار يعرف كل شيء. بل ويكاد يألفه ويلحظ أن الوطن بات ممدداً بالإرغام في تابوت لكنه ما زال مصراً على حب الحياة والإبداع والتعبير عن ذلك مشعاً بالعطاء، كما احتضان الآتي إليه ومندهشا لوجود (صالون الشوكولاته) في بيروت كما في باريس وليس في مصر ، ويتأمل جمال عارضة فستان الشوكولاته وسواها وقص قالب الحلوى الشهي بالمناسبة، ويسره حضور سفراء عدة دول (بلجيكا، فرنسا، وسواهما) وقد ارتدوا أجمل ابتساماتهم، وحضور العديد من الوزراء إلى جانب وزير السياحة.. عدة عارضات )شهيات) كالشوكولاته في ملابس مختزلة مضرجة بالشوكولاته.. هذا إلى جانب «مهرجان بيروت للطهي» الذي استضاف أيضاً العديد من مشاهير الطهاة في فرنسا وإيطاليا وسواهما . وتسجل الكاتبة المبدعة اعجابها بوطنها رغم انها تعيش في باريس وكيف تنشط بيروت إلى جانب الإبداع الأدبي مع حب الشعب للحياة في حقل التكنولوجيا في معرض «ايديكس 2018»، ويدور حول «التربية الرقمية»، فهي ضيف شرف في معرض التعليم والتوجيه المهني من تنظيم شركة «بروموفير» بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم نعم تصفق للبنان كوطن حاولوا دفنه وظل قلبه ينبض بحب الحياة حتى داخل تابوت. بينما تغرق تونس فيما يسمونه الخريف العربي حيث يتعري الممثل السوري حسين علي مسرح قرطاج لمدة 20 دقيقة وتتجاهله موسوعة جينس حيث بكي الشاعر أبو القاسم الشابي وهو يقول بين الأحلام والغيلان : إذا الشعب يوما أراد الحياة ..
وهنا نكتفي بالثرثرة حول فستان عار وآخر باذخ الثمن ومتابعة حكاية أصحاب السترات الملونة .. وننسي أن الشوكلاتا ساحت وراحت مطرح ما راحت .. ويرفع المواطن يده التي أخرجها من جيوبه الفارغة للسماء حامدا اللـه أنه لا يعيش في بلد أبو البراميل الأسد السوري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري