الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهيار معنى الكلمة فى حياتنا

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2018 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


فى صلواتنا وفى اجتماعاتنا وفى مجالسنا نردد كلمات يعتبرها البعض فض مجالس بتصرفاتهم المناقضة لها

ايضا تنتظم حياتنا سلسلة من القواعد والاطر والقوانين يعتبرها البعض ايضا مجرد كلمات لامعنى لها

مثلا ينص الدستور على حقوق وواجبات على الدولة والمواطن ولكن هذه الحقوق والواجبات يتم انتهاكها ليل نهار من الدولة والمواطن معا حيث يعتبراها مجرد كلمات حبرا على ورق

نصدر وعودا واتفاقات ونتبعها بايمان مغلظة او على الاقل بقراءة الفاتحة وتنتهى جميعها كزبد البحر بلا معنى ولا تنفيذ وقد تلوم القائل فيقول ده كلام فض مجالس

واذا قيل الكلام ليلا يقال كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح-

لصلواتنا نترك اعمالنا ومصالح العباد وقد نغلق محالنا ايضا ويغادر الموظفين مكاتبهم وتغلق الموظفات ابواب مكاتبهم للصلاة استقطاعا من وقت العمل ويستانف الجميع اعمالهم وقد حنثوا بكلامهم امام الله ولم يعطوك عملا نافعا او صادقا

بل ان تم فهو عمل منقوص تعتريه الشوائب وغير صالح على الاطلاق مع انه اقسم امام مولاه وفى صلاته واعطى كلمة ان يتقن عمله

ولكن هذه نقرة وتلك نقرة اخرى
ترى لما يلحس الجمع كلماتهم التى خرجت من افواههم ، ربما يكون لدى تفسير جزئى وان كنت اعتقد انه ليس كافيا

ذلك ان الحنث يالكلمة يعود الى ان ان الناس لاتفكر فيما تقوله قبل ان تتكلم بل تردد كلمات لامعنى لها

ولكنها تفكر بعد ذلك فيما نطقت به وتعرضه على نفسها وربما على الاخرين ويناقشه وكأن ما قاله مجرد مشروع سيتم وليست كلمة ووعد خرجت من افواههم

هو فى فعله يخدع نفسه ويخدع من يحاوره عندما يناقش ما نطق به ووعد وهكذا تحولت الكلمة لدينا الى لغو لا معنى له

وحتى لو اتبع الكلام وعدا واتفاقا مكتوب فهو لايعدم سببا للتحلل مما التزم به

عموما انا لااعتقد ان ماسقته يصلح مبررا للحس الوعود والاطاحة بالكلمة ولكنه محاولة منى لفهم ما يحدث

اعتقد ان ثقافتنا الحالية وعلى الاقل فى وقتنا الراهن لاتولى ادنى احتراما للكلمة

بل ان الاغانى وهى جزء من ثقافة الشعب تنضح بان الكلمة لاتعنى معناها ابدا ولا مدلولها

وها ك المغنى الشهيريصدح بقوله يقول لا الى بيقصد اه
انه يعبر فى صراحة عن فقد الكلمة لمدلولها المنطوق وهذا ليس هزل فى معرض الجد ولكنها حقيقة لقد انهارات الكلمات وانهار احترامها فى حياتنا

وقد انسحب انهيار قيمة الكلمة الى كافة مناحى الحياة فتواعد شخصا على اللقاء وياتيك بعد ساعة وازيد عن موعده معتذرا بحيل شتى اشهرها الموصلات

وتذهب لاجتماع فتنقضى الساعة قبل ان يلتأم شمل المجتمعين

ويعدك السباك او الكهربائى او غيرهم من اصحاب الحرف ولا يفى ابدا بموعده فى القدوم او فى وقت انجاز العمل

بل الاسوأ ان يرى البعض ان التاخير عن الميعاد نوعا من الاناقة حيث لايليق ان يحضر فى الميعاد المحدد

واذكر انه كانت هناك مناسية ما وكنت وصديق على وعد بالالتقاء والذهاب معا ورحت اليه فى الميعاد واذا به لم يتهيا بعد للخروج ولما عاتبته قال لى جادا وهل يليق ان نذهب فى ميعادنا لابد ان نتاخر ولو قليلا

ولم افهم حتى الان ما هى عدم اللياقة فى ان نذهب فى الميعاد المضروب لنا

انن سنظل دوما نتخبط فى دياجير الظلام وعدم الاحترام بيننا وبين انفسنا والاخرين مادامت الكلمة لدينا قد فقدت قدسيتها ومعناها واصبحت لغوا لا معنى له








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-


.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا




.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف


.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا




.. على الهواء مباشرة.. مراسلة الجزيرة ترصد عملية إطلاق النار في