الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الإنسان المهاجر

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2018 / 12 / 16
حقوق الانسان


شهد العالم في السنوات الماضية حركة هجرة بشرية مستمرة بين الدول، وأشدها في افريقيا وأسيا، والسودان واحدة من أضخم بوابات الهجرة، وقد وضعت مسألة الهجرة بكل أنواعها أسئلة وإستفهامات كبرى حول أسبابها ودوافعها وسبل معالجتها سيما مع تقلص اسواق العمل وتراجع الإقتصاد العالمي وإنتشار ظاهر الإرهاب الفردي والجماعي، وإتضح للعالم أن سبب ودافع الهجرة يتمثل في الفقر والمجاعة والعطالة وسط الشباب وإنتشار الحروب وسيطرة الأنظمة الدكتاتورية علي السلطة والثروة وتطبيقها نظرية التهميش السياسي والإقتصادي والثقافي علي الشعوب، وتمثل الهجرة خيار إجباري للشعوب المهاجرة طبقا للظروف السياسية والإقتصادية التي تفرض عليها من قبل الحكومات الدكتاتورية الفاسدة والمستبدة، وهنا تبرز أسئلة موضوعية كثيرة عن حقوق المهاجرين في الدول التي يصلون إليها بعد معاناة ومشقة علي طول الطريق، ونستعرض هنا علي سبيل المثال لا الحصر بعض الحقوق الضرورية التي يجب توفيرها للمهاجرين؟

1. حصر وتسجيل المهاجرين تمهيدا لتوطينهم حسب إجراءات وقوانيين دولية تضمن حقوقهم الإنسانية.

2. توفير المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية للمهاجرين بغية تمكينهم من العيش الكريم.

3. توفير فرص الدمج الإجتماعي والثقافي للمهاجرين في الأوطان التي يقصدونها.

4. كفالة حقوق المرأة والطفل والعاملين والدارسيين في الدول المستضيفة للمهاجرين.

5. ضمان حماية محلية ودولية للمهاجريين وفقا للقانون المحلي والمواثيق والمعاهدات الدولية.

6. وقف إجراءات الترحيل والإبعاد القسري للمهاجرين في كافة الدول التي يصلون إليها.

هذه بعض الحقوق الضرورية التي يجب العمل علي توفيرها للمهاجرين بسبب الفقر والحرب حول العالم، ويعتبر ميثاق (مراكش) لحقوق المهاجرين الذي تم إعتماده بالمغرب لدا الأمم المتحدة من قبل (150) دولة مصادقة بمثابة خطوة أولى وصحيحة نحو ضمان حقوق المهاجرين في عالم فقد الأمن والسلام وتعقدت فيه المشكلات السياسية والإقتصادية لدرجة تفاقم إضمحلال منظومة القيم والأخلاق ما سيجعل إنهيار المجتمعات نتيجة حتمية، ورغم أن ميثاق (مراكش) قد وجد ترحيب الكثير من الدول الموقعة عليه إلا انه قوبل من جانب آخر بسيول جارفة من الإنتقادات بسبب ضيق نصوصه التي تهتم بمناقشة حق الدولة المستضيفة أكثر من حق المهاجر المظلوم، هذا بالإضافة لحوجة المنظمات الحقوقية والإنسانية والأنظمة الآخرى للمزيد من الوقت بهدف تحليل الوضع الإنساني للمهاجرين وتقديم ملاحظات ومقترحات حول الميثاق الذي تم إعتماده في ظل غياب بعض الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية.

وبالتزامن مع إعتماد ميثاق (مراكش) وهو إعلان دولي لحقوق المهاجرين يستحق فتح نقاش جاد حوله، سررت باستلام نسخة إلكترونية لدليل الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية للمهاجرين والذي أعده المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية بدعم وتعاون المؤسسة الأورو-متوسطية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان، وهنا أسجل صوت شكر وإمتنان وتهنئة خاصة وخالصة للأستاذ الموقر يوسف الكلاخي مدير المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية ونائبه الأستاذ الموقر حسام هاب علي قيادتهم المحترمة وإنحيازهم لقضايا المهاجرين، وقد أثمرت جهودهم عن إنتاج دليل مقدر لحقوق المهاجرين، ونتطلع لبدأ تواصل جدي بين المنظمات المدنية الحقوقية والإنسانية الحرة في السودان والمغرب لتبادل الأفكار والخبرات وبناء شراكة بين الجانبين في كافة المجالات الإنسانية والحقوقية خاصة مع المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية من أجل تأصيل حقوق الإنسان وتحقيق السلام الإقليمي والدولي.

جاء دليل الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية للمهاجرين تحت شعار (حقوق المهاجرين مسؤلية مشتركة) وأطلق برنامج هادف لدمج المهاجرين الأفارقة - جنوب الصحراء وفقا للقوانيين الوطنية السارية والمواثيق والمعاهدات الدولية، ويدل الشعار والدليل بالنظر لميثاق (مراكش) الذي أعلن عنه بحضور السيد أنطونيو غوتيرس الأمين العام للأمم المتحدة علي أهمية تحرك المنظمات الإنسانية والحقوقية والتنظيمات الديمقراطية الحرة للتفاكر الجاد وإعداد بحوث وبرامج وتنسيق الأعمال المطلبية وإطلاق حملات مشتركة تطالب بالحقوق السياسية والمدنية للإنسان المهمش في وطنه والمهاجر خارج وطنه، هذا التعاون سيسهل عمل المنظمات والتنظيمات في توفير أرضية أمل وتفائل للشعوب حول العالم، كما أن الشباب والنساء وجيل الغد في أمس الحوجة لمنصات ديمقراطية تعطيهم فرص المشاركة في صناعة المستقبل وقيادة بلدانهم بأسس جديدة تجعل قيمة الحياة جزء من القانون الكوني والحياة حق مكفول لكل إنسان، ومن هنا يمكن طرح أفكار جديدة قد تجد طريقها للمناقشة والتطبيق متى ما توفرت الإرادة لذلك، فمن الممكن تنادي المنظمومات الإنسانية والحقوقية والديمقراطية الحرة لعقد مؤتمر دولي يناقش حقوق الإنسان بشكل كلي ويضع حلول جزرية شاملة لمشكلات الحرب والفقر والبطالة والإتفاق علي خارطة طريق وبرامج محددة لتحقيق العدالة والتنمية والمواطنة والأمن الإستقرار ونشر ثقافة الحرية والديمقراطية والتعايش السلمي والسلام، وأثق بأن العالم غدا سيكون أفضل حالا مما هو عليه اليوم، وبامكاننا فتح أوسع مجال للتواصل والعمل المشترك من أجل الوصول إلي مجتمع إنساني تعاوني يعمل بهمة عالية لبناء عالم ديمقراطي متطور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا