الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواسب من الذاكرة

عبد الرحمان الدحماني

2018 / 12 / 16
كتابات ساخرة


لاشك ان ذكريات الطفولة لازالت تتأرجح لدى الفرد بين الحين والآخر في ظل اشتياق إلى حنين الماضي حين نتذكر الماضي نتبتسم ، وكأننا على مشارف إطلالة من نافذة تجعلنا نتذكر كل شيء وفق كاميرة العقل الذي يحملنا عبر الخيال إلى زمن الحب والتعاون وطعم الحياة ....... في يوم من الأيام قال جدي " لي خلاواه الجدود كمسحوه القرود " هذه العبارة كانت في نظري عبارة اعتباطية ليس لها دلالة لكن بين حين واخر والعقل يكتشف والتجارب اليومية على مشارف إبراز دلالة معنى الأشياء اكتشفت أن ما يقع بيننا هو ضياع للذات بين الحمولة الثقافية والهوية الفردانية ، المجتمع يتغير وفق نظامه الخاص لكن لماذا المستقبل يظل غامضا ؟ لماذا الماضي يظل صورة جميلة ؟ ماذا قصد جدي .......... ؟ هل قصد كل شيء ملموس او ماذا ...... ؟
اسئلة تتأرجح من جديد لبناء المعنى هنا ندرك أننا بحاجة لتصور جديد ما دام المستقبل مخيف الركوب نحو الحداثة أمر صعب والرجوع إلى الهوية أمر صعب ، قال المصطفى حدية في إشكالية التفاعل الاجتماعي أن الفرد حاليا بين مأزق ركوب الحداثة لا يستطيع وحتى الرجوع إلى الماضي لا يستطيع يظل بين البين البين ، من هنا لا يمكن ان نجعل العودة إلى الماضي غليان ذاتنا بقدر اكتشاف نظام التربية والقضايا العام لجوهر الثقافة الشعبية التي ميزت تلك المجتمعات التي عرفت التضامن والتعاون في ما بينها . ان الحكي او الحكاية هي اساس عودة الماضي " يحكى أن شخص كان يتجول بين دواوير بني مزكلدة قبيلة تقع في تراب وزان ومر بين مجموعة من الاطفال يلعبون في اليوم الاول ضحك معاهم ما وقع والو واليوم الثاني ضحك معاهم وهما يقولو ليه عمي البوهالي ... هو يقول مع ذاتو حساب ليا كوقروني ... انا كنوقار راسي يعني الاحترام عبد الرحمان بالمجدوب " من هنا تحمل هذه الحكاية دلالة ومعنى يجعل الأمر يستفيض في التعامل مع مواقف الاجتماعية خاصة الفئة الناشئة كيف نتعامل مع الأسس التربوية ليكن جزاء الفرد الاحترام ..... يحكى كذلك أن بني مزكلدة عرفت بعض المناوشات بين أهل البلدة حيث أصبحت بعض المقولة الشهيرة " بني مزكلدة حلابين القردة حلبهم ما دير لبن ولا زبدة " دلالة غياب الخير والثقة حيث ظل محاربة كل متجول لا يقطن في التراب الوزاني . رغم هذا ظلت قبيلة بني مزكلدة دلالة للخير والصفاء ومنبر للعلم لا يخفى دور القرأن ومجالس الحفظ والطقوس الثقافية " سلطان الطلبة " " السلكة " ختام الحفظ " الزيارة " طقوس شعبية جميلة ميزت الذاكرة التي تحفو إلى حنين الماضي ، أساليب اللعب لأطفال نظام التربية الأسرية ، ان العودة من خلال هذه المواقف الساخرة التي وقعت في الماضي ونقلتها الذاكرة بالحكي الشفهي لا يدرك العناء أن نكتشف سلبيات او إيجابيات المواقف الساخرة بل الهدف الكشف عن جوهر القضايا التي تعمل على خلق التفاعل ونظام القيمي بالشكل عام ثم الطموح إلى الكشف عن الهوية الثقافية التي أصبحت عالقة في الذاكرة الشعبية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/