الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أركون ..السنة ..و الشيعة بين الرفض و التقبل
حمزة بلحاج صالح
2018 / 12 / 17العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ينتصر السنة و الشيعة لأركون أو يرفضونه من منزع التنافس و رد الفعل و التميز الإيديولوجي واللغوي و العرقي..
نحن نخالف أركون و نمارس على نصه نقدا عالما لا يكتفي بسطوحه الفكرية بل ينفذ إلى مرتكزاته النظرية و الفلسفية و أصول منجزه و أغواره و تجويفاته و طبقاته و تفكيك سؤاله..
إن بعض إخواننا الشيعة من الكتاب و النقاد و الدكاترة و الطلاب و أيضا السنة و منهم مثلا لا حصرا من الجامعيين الجزائريين فارح مسرحي لم يذهبوا هذا المسلك النسقي الشامل..
أركون يتلاعب بمفردات مبطنة بالإيديولوجيا كسبقه في تسمية ونعت الوحي و الدين و المطلق ب" البشري " أو تهربه تارة باستعمال عبارة " المكون البشري للدين "..
فهو يغلف موقفه القبلي ( وهي أدلجة صرفة ) و لا يتمهل في انتظار نتائج بحثه..
و حديثه عن " الرهانات " و عن " التحديات " يحمل بطانة و غلافا إيديولوجيا كفاحيا نضاليا لا نقدا إيبستمولوجيا خالصا..
إن جوهر فكرة أركون تدور حول التشكيك في صدقية و مطلقية و تعالي الوحي تلميحا بل تصريحا ببشريته
يبدو لي أن عبد الكريم سروش يذهب مذهبه و يتبنى فكرته في قضية التكوين البشري للدين و إن تفنن في صياغته..
و لا تخلو كتابة أركون من نزعة الأدلجة متدثرة بالفلسفة..
و ليس إشتغاله بالدراسات الإسلامية أو " الإسلاميات التطبيقية " إلا و يحذوه فيها أن يتحقق قبليه حتى فاجئه الإناسي " كليفورد غرتيز" بنتائج بحثه التي وجد فيها أن إسلام المغرب كإسلام أندنوسيا أو ماليزيا إسلام واحد بعد الدراسة الطويلة...
و ليس النقد الفيللولوجي إلا استعارة من عالم أنثربولوجي يدعم خياره للانثروبولوجيا التطبيقية ( الإسلاميات التطبيقة )..
و الفيللولوجيا النقدية تعني الوثيقة الدينية فحصا و نقدا و تقييما و حكما بأدوات العلم و الفحص و الخبرة و هي تتمترس حول فكرة أصالة و مطلقية مصدر الوحي من عدم أصالته و بشريته..
لم يرق نص محمد أركون و هو مجرد دعوة أولية للإشتغال وفق ورقة طريق رسمها لطلابه إلى أن يكون مشروعا يحمل خصائص المشروع العلمية فعلا..
و قد رسم معالم ورقة طريقه التي لم تنجز و تتحقق لتصبح مشروعا و من يريد أن يفهم أركون جيدا بعيدا عن نزعة الإنفتاح المشروطة الزاحفة على الفضاء الشيعي و أيضا السني مع بعض التوجس الإيديولوجي لا الفلسفي و المعرفي...
و يجد أركون رواجه بعنوان الإنفتاح حتى على مستوى بعض الحوزات العلمية و أيضا عند من تخرجوا منها و سلكوا مسالك علمانية ناقدة للمؤسسة الدينية مع بعض التحفظ ..
و منهم عبد الكريم سروش و ملكيان و الجبران ...الخ بفوارق غالبا ما تمس مسألة العلمنة و الأسلمة و التبني اللامشروط لمفاهيم لم تغادر مرحلة الإستفزاز و السؤال في تقديري..
أما ك " جيمناستيك " عقلي و فلسفي و تدريب منهجي و ممارسة مفهومية و توليد حراك فكري يوفر مناخا للسؤال و النقد و الحيرة و القلق و الجدل بدل الرضا المطلق على الذات فيكون نص أركون بهذه النزعة و القصد ممتعا و مفيدا و محببا و منصوحا به..
غير أن لذة النص الأركوني لا يجب أن تتحول إلى سباق و تنافس بردة الأفعال بين السنة و الشيعة في تبني فكره و الظهور بصفة التباهي و الموضة ك "حداثيين " و " أركونيين " في تدوير فكره...
إن ممارسة النقد العميق على شذرات فكر محمد أركون و منجزه و منها نموذج تفسيره لسورة الفاتحة و تبجيله و تبعيضه التراث و تفضيله ابن مسكويه و التوحيدي و عبد القادر الجيلالي على غيره ..
و هو قليل التمرس و التوسع في التراث يتعاطى معه بنزوع أحيانا دون الإستشراقي أو قريبا منه ستجعلنا نقف على مدى قوة الطرح و جدواه من عدمه للتقدم المنشود إسلاميا..
و يجب الإشارة إلى أن ل " روجي أرنانديز " و " بول ريكور" و " جورج بلاندييه " و غيرهم أيضا مكانة مركزية في " العقل الأركوني " و " النص الأركوني " لا يجب أن نغفلها عند محاولة فهم نصه..
ما ذكرته هنا هو كلام جد بسيط و مختصر للإبانة على بعض أسس النص الأركوني و وظيفة عناصره البنائية في محددات دعوته اللتفكير و أسئلته و نصه..
بل أذهب بعيدا و أطرح السؤال ما مكانة " العدمية " le nihilisme في نص أركون و خياراته و انتقاءه لعدته المفاهيمية و أدواته التي يدعونا أن نقارب بها النصوص التوحيدية للديانات الثلاث ...
و إن لم تتجل فعلينا الكشف عنها حفرا عميقا في مكونات منهجه و مقاربته و دعوته حتى لا أقول مشروعه..
أركون ليس قارئا مطلعا على كل التراث بل إن الجابري مثلا لا حصرا أكثر منه توسعا و إطلاعا و معرفة ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل
.. مجلس الشؤون الإسلامية في أمريكا: الرد القاسي على الاحتجاج ال
.. نحو 1400 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى ويقومون بجولات في أروق
.. تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون
.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع