الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معايير العمل اللائق والنوع الاجتماعي

سلامه ابو زعيتر

2018 / 12 / 18
الحركة العمالية والنقابية


بسم الله الرحمن الرحيم
13/12/2018
معايير العمل للائق والنوع الاجتماعي

يعتبر العمل المنتج من أهم المصادر الأساسية للدخل بالنسبة للغالبية العظمي من السكان...
العمل اللائق يجسّد تطلّعات الأفراد في حياتهم المهنية وآمالهم المعلّقة على الفرص والدخل والحقوق والاستقرار العائلي والتطور الشخصي والعدالة والمساواة بين الجنسين بالإضافة الى رغبتهم في ايصال صوتهم والاعتراف بدورهم.
إلي جانب أنه يمثل قوة دافعة لمسيرة التنمية المستدامة في دولة ما.....
بالإضافة إلي أن العمل يعد جزءا أساسيا من حياة الإنسان حيث أن إجمالي الوقت الذي يؤديه في عمله والعلاقات الاجتماعية التي تنشأ في محيط العمل واحترام الذات الناتج عن كونه فردا مؤثرا في تنمية المجتمع بعمله...
وبالتالي من الضروري التعرف على ظروف ونوعية العمل وطبيعة العلاقة ما بين العامل وصاحب العمل.
وغيرها من محددات العمل اللائق خاصة مع التوجه نحو اقتصاديات السوق وتزايد أهمية الدور الذي يؤديه القطاع الخاص في مختلف دول العالم.
أهداف الورقة:
- التعرف على مفهوم المعمل اللائق.
- مؤشرات العمل اللائق.
- معايير العمل اللائق الدولية والمحلية.
- معوقات العمل اللائق بخصوص النساء.
- توصيات عملية لوضع تصور لتعزيز العمل اللائق وخاصة للنساء.
وستجيب ورقة العمل على التساؤل الرئيس ما هي معايير العمل اللائق؟ وما هي الأهداف الاستراتيجية للعمل اللائق ومدي مراعاة خصوصية النوع الاجتماعي؟ وما هي المعوقات والسبل التدخل لتعزيز العمل اللائق في البيئة المحلية الفلسطينية وخاصة محافظات غزة؟
يمثل العمل أهم المصادر الأساسية للدخل للعمال والعمود الفقري للاقتصاد، الذي يساهم في عملية التنمية ويعتبر العمل اللائق الوجه الانساني للاقتصاد العالمي، وهو أحد أهداف منظمة العمل الدولية: التي تدعو لتعزيز الفرص للجميع ” نساء ورجالا“للحصول على عمل لائق ومنتج في شروط من الحرية والإنصاف والضمان والكرامة الإنسانية..
كما يعد العمل جزءا أساسيا من حياة الإنسان فاغلب الوقت يقضيه في عمله وفي العلاقات الاجتماعية التي تنشأ في محيط العمل.
والإنسان الذي يعمل يشعر باحترام الذات الناتج عن كونه فردا يساهم في تنمية المجتمع، وله وضع ومركز اجتماعي يكتسبه من عمله، والحياة البشرية اقترنت بالعمل كقيمة للوجود.
ولأهمية العمل نرى ضرورة التعرف على ظروف ونوعية العمل وطبيعة العلاقة ما بين العامل وصاحب العمل وغيرها من محددات العمل اللائق.
أولا/ مفهوم العمل اللائق:
يُعرف العمل اللائق:
بأنه العمل الذي يحترم الحقوق الأساسية للفرد كإنسان كما يحترم حقوق العاملين في إطار مجموعة من قواعد الأمان ومعايير لتحديد أجور مُجزية، مع مراعاة السلامة الجسدية والعقلية للعامل خلال تأديته لوظيفته.
• هو العمل المنتج الذي تكون فيه الحقوق محمية والذي يوفر دخلاً كافياً للمعيشة مع توفير حماية اجتماعية وأمن وظيفي ويحفظ كرامة الانسان.
• يشير مفهوم العمل اللائق إلى تعزيز الفرص للجميع للحصول على فرص عمل منتجة في ظروف من الحرية والمساواة والأمن والكرامة بالإضافة إلى عدم التميز بين الذكور والإناث.
• يُعتبر العمل اللائق بأبعاده المتعدّدة معزز للاستقرار والسلم الاجتماعي في المجتمعات.
• ويعكس اهتمامات الحكومات والعمّال وأصحاب العمل الذين يشكّلون التركيبة الثلاثية التي تتميّز بها منظمة العمل الدولية.
• ويأتي اليوم العالمي للعمل اللائق في السابع من أكتوبر من كل عام ..7/10
ثانيا/ المعايير والتشريعات الدولية والعربية والمحلية التي تعزز العمل اللائق:
1. إعلان فيلادلفيا / 1944
يحق لكل إنسان بغض النظر عن عنصره أو ديانته أو جنسه السعي إلي الرفاهية المادية والنمو الروحي في ظروف الحرية والكرامة والأمن
المبادئ الأساسية /
- العمل ليس سلعة
- حرية الرأي وحرية التجمع / الحرية النقابية
- يشكل الفقر في أي مكان خطرا على الرفاه في كل مكان.
2. الإعلان العالمي لحقوق الانسان 1948اكد على الحق بالعمل اللائق:
المادة 23.
( 1 ) لكلِّ شخص حقُّ العمل، وفي حرِّية اختيار عمله، وفي شروط عمل عادلة ومُرضية، وفي الحماية من البطالة.
( 2 ) لجميع الأفراد، دون أيِّ تمييز، الحقُّ في أجر متساوٍ على العمل المتساوي.
( 3 ) لكلِّ فرد يعمل حقٌّ في مكافأة عادلة ومُرضية تكفل له ولأسرته عيشةً لائقةً بالكرامة البشرية، وتُستكمَل، عند الاقتضاء، بوسائل أخرى للحماية الاجتماعية.
( 4 ) لكلِّ شخص حقُّ إنشاء النقابات مع آخرين والانضمام إليها من أجل حماية مصالحه.
المادة 24.
لكلِّ شخص حقٌّ في الراحة وأوقات الفراغ، وخصوصًا في تحديد معقول لساعات العمل وفي إجازات دورية مأجورة.
المادة 25.
( 1 ) لكلِّ شخص حقٌّ في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته، وخاصَّةً على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية، وله الحقُّ في ما يأمن به الغوائل في حالات البطالة أو المرض أو العجز أو الترمُّل أو الشيخوخة أو غير ذلك من الظروف الخارجة عن إرادته والتي تفقده أسباب عيشه.
( 2 ) للأمومة والطفولة حقٌّ في رعاية ومساعدة خاصَّتين. ولجميع الأطفال حقُّ التمتُّع بذات الحماية الاجتماعية سواء وُلِدوا في إطار الزواج أو خارج هذا الإطار.
3. منظمة العمل الدولية:
لا سبيل إلي إقامة سلام شامل ودائم إلا إذا بني علي أساس من العدالة الاجتماعية
الاعلان بشأن بالمبادئ والحقوق الاساسية في العمل:
1) حرية التجمع
اتفاقية الحرية النقابية وحماية حق التنظيم ( رقم 87- 1948)
اتفاقية حق التنظيم والمفاوضة الجماعية ( رقم 98 – 1949)
الغاء العمل الجبري
اتفاقية العمل الجبري (رقم 29 – 1930)
اتفاقية الغاء العمل الجبري ( رقم 105 – 1957)
2) القضاء على التمييز
اتفاقية بشأن التمييز في الاستخدام والمهن (رقم 111- 1958)
اتفاقية بشأن مساواة الاجر (رقم 100 – 1951)
3) القضاء على عمل الاطفال
اتفاقية بشأن الحد الادنى لسن الاستخدام (رقم 138 – 1973)
اتفاقية بشأن أسوأ أشكال عمل الاطفال (رقم 182 - 1999)
ويتضمن العمل اللائق من منظور منظمة العمل الدولية مجموعة معايير:
- فرص عمل مناسبة
- توافر أجور عادلة
- ضمان اجتماعي للأسر
- إتاحة إمكانيات أفضل لتطوير الفرد وتحقيق الإدماج الاجتماعي
- إتاحة مساحة من الحرية للأفراد للتعبير عما يشغلهم.
- المساهمة والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم
- تحقيق التكافؤ في الفرص والمساواة في المعاملة بين الرجال والنساء.
4. العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية حول العمل اللائق المادة 7
- تعترف الدول الأطراف في هذا العهد بما لكل شخص من حق في التمتع بشروط عمل عادل ومرضية تكفل علي الخصوص:
أ. مكافأة توفر لجميع العمال، كحد أدني:
- أجراً منصفاً، ومكافأة متساوية لدي تساوي قيمة العمل دون أي تمييز، على أن يضمن للمرأة خصوصاً تمتعها بشروط عمل لا تكون أدني من تلك التي يتمتع بها الرجل، وتقاضيها أجراً يساوي أجر الرجل لدي تساوي العمل.
- عيشا كريما لهم ولأسرهم طبقاً لأحكام هذا العهد.
ب. ظروف عمل تكفل السلامة والصحة.
ج. تساوي الجميع في فرص الترقية، داخل عملهم، إلى مرتبة أعلي ملائمة، دون إخضاع ذلك إلا لاعتباري الأقدمية والكفاءة.
د. الاستراحة وأوقات الفراغ، والتحديد المعقول لساعات العمل، والإجازات الدورية المدفوعة الأجر، وكذلك المكافأة عن أيام العطل الرسمية.
5. منظمة العمل العربية تؤكد في اتفاقياتها وتوصياتها على العمل اللائق ومن أبرزها:
- الاتفاقية العربية رقم (1) 1966بشان مستويات العمل.
- الإتفاقية العربية رقم ( 3 ) لعام 1971 بشأن المستوى الأدنى للتأمينات الاجتماعية.
- الإتفاقية العربية رقم ( 5 ) لعام 1976 بشأن المرأة العاملة
- الإتفاقية العربية رقم ( 6 ) لعام 1976 بشأن مستويات العمل “” معدلة “”
- الإتفاقية العربية رقم ( 7 ) لعام 1977 بشأن الصحة والسلامة المهنية
- الإتفاقية العربية رقم ( 8 ) لعام 1977 بشأن الحريات والحقوق النقابية
- الإتفايبة العربية رقم ( 11 ) لعام 1979 بشأن المفاوضة الجماعية
- الاتفاقية العربية رقم(13) لعام 1981 بشأن بيئة العمل
- الإتفاقية العربية رقم ( 15 ) لعام 1983 بشأن تحديد وحماية الأجور
- الإتفاقية العربية رقم ( 17 ) لعام 1993 بشأن تأهيل وتشغيل المعوقين
- ....الخ
وهذه الاتفاقيات اكدت على التالي:
- الحق بالعمل وبالأجر المناسب.
- وقف كل اشكال التمييز القائم على الجنس او الدين او العرق ..الخ
- الحق بالضمان الاجتماعي والحماية الاجتماعية.
- توفير البيئة المناسبة في العمل وسبل السلامة والصحة المهنية.
- حرية العمل النقابي والحق بالممارسة النقابية في بيئة العمل.
- تشغيل النساء وحماية حقوقهن وتكافؤ الفرص بالعمل.
- تشغيل المعاقين وحماية حقوقهم.
- حماية الاحداث في بيئة العمل.
- تنظيم علاقات العمل وتحسين ظروف وشروط العمل.
- حماية الانسان العامل وصون كرامته في بيئة العمل.
6. القانون الأساسي الفلسطيني أكد على الحق في العمل لكل انسان قادر وحفض لهم حقه بتكافؤ الفرص.
وقانون العمل الفلسطيني رقم 7 لسنة 2000 يساهم في تنظيم علاقات العمل ومعايير العمل اللائق في نصوصه بالتالي:
- الحق في العمل بدون تمييز.
- الحق في تكافؤ الفرص.
- الحق في التنظيم النقابي والحريات.
- تحديد شروط وظروف العمل.
- حدد القانون علاقات العمل بين طرفي الانتاج.
- تناول التشغيل والتدريب والصحة والسلامة المهنية وتشغيل النساء والإحداث ..........الخ .
ثالثا/ العمل اللائق: الاهداف الاستراتيجية:
- ترويج المبادئ والحقوق الاساسية في العمل.
- خلق المزيد من فرص العمل والدخل.
- توسيع نطاق الحماية الاجتماعية.
- تعزيز الحوار الاجتماعي.
وهذه الاستراتيجية للجميع، نساء ورجالا.
رابعا/ أولويات العمل اللائق في فلسطين:
تتضمن أولويات العمل اللائق الثلاثة الشاملة:
الأولوية 1: تعزيز وزيادة فرص التشغيل وكسب العيش للنساء والرجال، وخاصة الشباب
الأولوية 2: تعزيز حوكمة العمل على قاعدة تطبيق المبادئ والحقوق الأساسية في العمل بما يشمل حرية التنظيم، وتعزيز المفاوضة الجماعية وتحسين آليات الحوار الاجتماعي
الأولوية 3: توسيع نطاق الحماية الاجتماعية ودعم تنفيذ نظام الضمان الاجتماعي في فلسطين
خامسا / مؤشرات قياس العمل اللائق وفق المعايير الدولية:
يعتمد هذا الأسلوب على قياس العمل اللائق من خلال مجموعة من المؤشرات الفرعية الموضوعية بناءا على وجهة نظر الأفراد اتجاه العمل اللائق، وذلك حتى يسهل توصيل مفهوم العمل اللائق للأفراد ونشره بينهم، وتصنف هذه المؤشرات إلي عشر مجموعات وتمثل كل مجموعة بعد من ابعاد العمل اللائق وذلك كما يلي:
• فرص العمل
• العمل الغير مقبول
• الدخل الملائم والعمل المنتج
• ساعات العمل المناسبة
• الاستقرار بالعمل
• التوازن بين العمل والحياة الشخصية
• المساواة في المعاملة في العمل
• ظروف عمل أمنة
• حماية اجتماعية
• حوار اجتماعي في العلاقات في مكان العمل.

سادسا / معوقات والاشكاليات في توفير عمل اللائق وخاصة للنساء في سوق العمل الفلسطيني:
- غياب الدور الرقابي على ظروف وشروط العمل وخاصة ما ينص عليها قانون العمل.
- ضعف فرص العمل وارتفاع البطالة وخاصة بين صفوف النساء بدرجات عالية حيث تزيد عن 78% بحيث يقدر مشاركتها في العمل بنسبة لا تزيد عن 19 %.
- ضعف تطبيق الحد الأدنى للأجور وخاصة على النساء العاملات في بعض المهن.
- التمييز الواضح في العمل وخاصة بالأجر وفرص التطور والتمهير والترقيات.
- اقتصار بعض المهن على عمل الرجل وضعف مشاركة المرأة فيها بفرص عمل حقيقية.
- حرمان الام العاملة من الحقوق القانونية وفرص العمل.
- ضعف مشاركة النساء في نقابات العمال منخفضة وظلت المرأة غائبة عن مواقع القرار والمشاركة الحقيقية في اتخذا القرار والتخطيط.
- التحرش الجنسي في أماكن العمل أحد أهم عوائق وصول النساء الى العمل اللائق وتمكينهن الاقتصادي.
سابعا/ التوصيات:
- العمل على تطبيق قانون العمل الفلسطيني.
- العمل على تطبيق قانون الضمان الاجتماعي واجراء التعديلات اللازمة عليه.
- العمل على تطبيق الحد الأدنى للأجور.
- اصدار قانون وتشريع تنظيم العمل النقابي.
- ضرورة العمل على خلق فرص عمل امنة ومناسبة ومراعاة تشغيل النساء بنسب تنسجم وحجمها في سوق العمل.
- لا يمكن الحديث عن التنمية ونصف المجتمع معطل ويتعرض ظروف عمل غير ملائمة، وهذا يحتاج لإعادة صياغة السياسات في سوق العمل حول تشغيل النساء.
- تعزيز الدور الرقابي على ظروف وشروط العمل وخاصة المتعلقة بتشغيل النساء.
- العمل على تمكين النساء العاملات من المشاركة في العمل النقابي بنسب أكبر وتمثيلها في كل المواقع القيادية النقابية.
- ضرورة اتخاذ خطوات واجراءات تدخل حقيقية وفعالة للتصدي لظاهرة التحرش االجنسي في أماكن العمل .
اعداد/ د. سلامه أبو زعيتر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجا على الخريطة .. انسحاب منتخب الجزائر لكرة اليد من موا


.. كالامار: في غزة سقط عدد هائل من الضحايا وقتل أكبر عدد من الص




.. حديث السوشال | فتاة تطلب أغلى كعكة للتصوير.. ورد فعل غير متو


.. الإسرائيليون يتعاملون مع الشهيد -زاهدي- أنه أحد أركان غرفة ا




.. لماذا يلوّح اتحاد الشغل في تونس بالإضراب العام في جبنيانة وا