الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعد الحر دَيْنٌ ؟...

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2018 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


وعد الحر دَيْنٌ !...
وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) / سورة الإسراء .
عندما يصبح الوطن وشعبه أسير بيد أراذل الناس وعبيده ، يصبح كل شيء لا قيمة له .. الضمير .. الكرامة .. الشرف .. النزاهة .. العفة .. النخوة .. الإنسانية .. الأخلاق .. القيم .. الأمانة .. الصدق !!..
هذه وغيرها من القيم التي يتباها بها الناس أو لنقل أغلبية الناس !..
ليحل محلها كل شيء رديء .. ومتدني وواطي !.. تباع هذه القيم النبيلة بثمن بخس !..
ولا تعدوا كونها قاعدة في أي مجتمع ينسجم مع حركة الحياة وقوانينها وسبلها الناظمة للسلوك الإنساني ، لخلق التعايش والانسجام بين الناس بمختلف ألوانهم وأعراقهم وأديانهم ونمط تفكيرهم وفلسفتهم .
ونتيجة لظروف طارئة واستثنائية ، ولتأثيرات فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية ، داخلية وخارجية ، نتيجة تلك العوامل وتراكماتها وما تخلفه من أثار على المجتمع وحركته ، وما تفرزه من اصطفاف طبقي ، ونتيجة كل هذه المؤثرات التي زلزلة حركة المجتمع ، فأحدث تصدعات في بنية المجتمع ، وقلبت الموازين رئسا على عقب !..
ليتحول الحق والعدل والمساوات والانصاف !..
الى باطل ، ويحل محله التمييز بين الناس ، فتغيب العدالة والضمير والتعايش والتعاون والمحبة ، ويغيب الأمن والقانون ، ليسود بديل عنه الكراهية والتفكك المجتمعي والظلم والجشع والفساد وتخريب العقول والنفوس ، وتسود الطائفية السياسية والعرقية والتفرقة بين الناس ، ليكون الولاء للمذهب وللطائفة وللمنطقة وللعشيرة وللحزب وللقائد الضرورة وللشيخ المعمم ورجل الدين الذي يتحول الى كهنوت يجب اطاعته ولا يجوز مخالفته أو عصيان أمره ، كونه ( وكيل الله في أرضه ووصي على عباده !!..
هذه وغيرها تلمسوها وتعيشون كل تفاصيلها منذ سنوات ، وتحملتم ما لا طاقة لكم على تحمله !..
والويل لمن يخالفهم أو يختلف معهم ومع فلسفتهم ونمط تفكيرهم ورؤيتهم وما يؤمنون به .. فكل ما يقولوه ويصرحون به ، ملزم به الجميع ويعتبرون ذلك بمثابة دستور منزل وقانون !..
هل تدركون حجم الظلم المسلط على رقاب السواد الأعظم من الناس ، من فئة وشرذمة ونفر قليل ، والتي جاءت بهم الصدف والظروف التي خلقتها وساهمت في صنعها قوى داخلية ومن خارج الحدود ، لتجعل الشعب والوطن أسيران لظلم هؤلاء الرعاع ، يخضع للإرادة الإقليمية والدولية ، وعلى حساب العراق واستقلاله وسلامة أراضيه ، وعلى حساب هذا الشعب الذي يتضور جوعا ويعيش في بؤس وفقر وفاقة وجهل ومرض .
الجميع يعلم كيف جرت الانتخابات في 12/5/2018 م !...
الجميع يدرك حجم ما شاب الانتخابات من تزوير ، وبشكل فاضح ومكشوف !.. والجميع يعلم بقرار المحكمة الاتحادية ، القاضي بتجميد عمل المفوضية ( المستقلة للانتخابات ! ) كونها متواطئة مع حيتان الفساد ، وهذا ما جاء على لسان رئيس مجلس الوزراء السابق السيد حيدر العبادي !..
والجميع يعلم بقرار مجلس النواب الذي منحها صك العبور والبراءة من كل ما شاب الانتخابات من مثالب وجرائم وأعمال غير قانونية ، والتي أثرت بشكل كبير على نتائج الانتخابات !..
وما يجري اليوم من صراع على السلطة هو من نتائج ما شاب الانتخابات من تزوير وخرق للقانون ، ونحن نعلم بأن قانون انتخابات غير عادل وكان مفصل على مقاس الحرس القديم الجديد ، الذي فرض من قبل أغلبية حيتان الفساد في مجلس النواب ، المتحكمين بمصائر الناس منذ عام 2006 م وحتى الساعة .
والجميع يعلم بأن الانتخابات قد مضا على اجرائها ما يقرب ثمانية أشهر ومات زال تشكيل الحكومة في علم الغيب !..
وتتصارع ( الثيران في الحلبة ! ) ليس على سبل ووسائل إعادة بناء دولة المواطنة الموعود بها شعبنا ، لمعالجة المشاكل المستعصية منذ سنوات ، من خدمات والبطالة التي وصلت أرقام خرافية ، والتي تعكس واقعا مقلقا وصادما خطير ، والاقتصاد المتوقف في مختلف فروعه !..
وفوق كل هذا وذاك !.. غياب الأمن والعدل والقانون ، وغياب المساوات بين الناس أمام القانون ، وتعكس حقيقة غياب الدولة ، الضامنة الوحيدة لحياة الإنسان وتصون كرامته وحقوقه ، هي الضامنة لحاضره ومستقبله ورخائه ، والمكلفة عرفا وقانونا بالقيام على خدمته وتوفير كل متطلبات عيشه الكريم .
القيمين على مصائر الناس ، لا يعترفون بأنهم السبب المباشر بتعاسة وبؤس وشقاء الناس ، ولا يقرون بأنهم المتسبب الرئيس في تغييب الدولة !..
يقومون على تأسيس إمارات ومجاميع من الصوص والسراق والفاسدين والعملاء ، وارتكبوا أبشع الجرائم بحق شعبنا وبحق المدن العراقية ، المسؤولين عن كل هذا الخراب والدمار والموت الذي حدث بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 م !..
بالرغم من كل الذي حدث ، ما زالوا متمسكين وبعناد وإصرار بالسلطة ، مستخدمون كل امكاناتهم المالية التي سرقوها من خزينة البلاد جهارا نهارا ، ويستخدمون ماكنتهم الإعلامية ومحطاتهم الفضائية التي تم تأسيسها بدعم سافر ومكشوف من أسيادهم من خارج الحدود ، ومن الأموال التي سرقوها من المال العام ، من دون حسيب ولا رقيب ، نتيجة هيمنتهم على البرلمان الذي هو صنيعة فسادهم وافسادهم وشراء الذمم وسياسة الترغيب والترهيب والتزوير ، وغياب المسائلة وقانون من أين لك هذا ؟..
كل شيء سخر على خدمة الفاسدين والمتطفلين على السياسة ، وعلى الدولة والدستور والقانون !.. ويتصرفون بأنهم فوق الدستور والقانون والدولة !!..

الناس تركت السؤال حول دولة التكنوقراط !..
والمستقلين والمهنيين والوطنيين وأصحابي الخبرة والكفاءة وكل ما وعدت به الحكومة التي ما زالت لم تولد بعد !..
غالبية الناس فاقدة الثقة بهؤلاء الفاسدين ، وما عزوف الناس عن الانتخابات إلا دليل على ذلك ، والتظاهرات المستمرة لليوم ومنذ سنوات ، والاحتجاجات وما تعرضت هذه الملايين من قتل وقمع واعتقال وتعذيب لهو شاهد على كل الذي جرى وما زال يجري لليوم ، فلم يتغير سلوك الحاكمين .
سؤال أخر للحرس القديم وللذين أصبحوا خدم وسماسرة لأسيادهم خارج الحدود !..
هل تعتقدون بأن لعبتكم المفضوحة والمكشوفة البائسة ، ومحاولات الضغط على القضاء لينحاز لإرادتكم وإصدار قرار محكمة القضاء الإداري لصالح مشروعكم ، بإلغاء قرار رئيس مجلس الوزراء السابق ، بإقالة مستشار الأـمن الوطني ورئاسة الحشد الشعبي وإعادته الى وظيفته ؟..
فهل هي مكافئة ؟..
أم هي عملية ترضية أمام ممانعة سائرون عن تعينه في وزارة الداخلية ، وترضية لمن تدينون بالولاء لهم ، هذه الدول التي تبذل كل ما لديها من تأثير لشغل وزير داخلية العراق ، كون موقع سيادي يتوجب لهؤلاء أن تكون لها يد في ذلك ؟...
أم ما لم نأخذه عن طريق لوي الأذرع يمكننا أخذه ( بالقانون !؟ ) مثلما حصل ؟ ..
سؤال للسيد رئيس مجلس الوزراء ، الذي جيء به كعراب ( للمتوافقين ! ) وللعملية السياسية وترضية لبعض الدول !..
ولا أدري إن كانت هناك في عراق اليوم ( عملية سياسية ! ) ؟..
نسأل السيد الرئيس !... ما رأيك بكل الذي يجري ؟..
وهل تعلم بأن مصداقيتك اليوم في الميزان ؟..
وهل جئت تمثل إرادة الشعب وتدافع عن حقوقه وعن مظلوميته ؟..
وهل أنت تسير نحو الكشف عن الفاسدين ، الذين هم أقرب اليك بأمتار .. ولا نقول أقرب اليك من حبل الوريد !؟؟...
أين حكومة التكنوقراط والمستقلين والأكفاء والمهنيين الذين كانت سمة من سمات مشروعك ( الإصلاحي والانفجاري ! ) ؟..
أين الذين تمت دعوتهم عبر موقعك الالكتروني لتضمهم لكابينة الوزارية ، لم نسمع حتى بواحد منهم .. لماذا وأين المصداقية في ذلك ؟.. هل طاروا وحلقوا في ملكوت ربك ، الذي تعبده ليل نهار في تهجدك وقيامك وصيامك ، وما توزعه من صدقات وهبات وتبرعات !,,
أنت أعرف مني ومن الأخرين بأن الإمام الجائر والظالم والمفتري الكاذب ، الذي يخالف شرعة الله وسنة نبيه والأئمة الأطهار ، هو في الدرك الأسفل من النار !..
هل سألت نفسك سيدي الكريم عن هؤلاء الذين يدعون التدين ، ويسمون رجال دين وفقهاء وعلماء ويضعون العمة على رؤوسهم ، وأنت تعلم بأن هذه هي عمامة رسول الله ، ولها قدسية ووقار ، وأنها تسري عليها أحكام الشريعة والتدين ، من المفترض بأنهم أول من يخافون الله في كل حركة وسكنة ، ويخافونه في السر والعلانية ، والعمامة والتدين ليست مهنة للارتزاق وللكسب ، وليست يافطة أو باج أو وشم يستخدمونه للعبور عند الحواجز والممرات والممنوعات ، وواسطة للارتزاق والتجارة والكسب الحرام ، ولم يكن رجل الدين إلا داعية ومجاهد متصوف ومتعفف وصادق أمين ، هكذا كانوا ، والمفروض يحافظون إرث دينهم الحنيف ، وبهم يسمو الدين وسمعتهم يجب أن تتوافق مع قيم وأخلاق وأمانة وصدق دينهم ، وهكذا هو الرجل الرشيد ، فكيف إذا كان عالم وداعية ومرشد وفقيه !..
هل سألت نفسك يوما !..
لماذا استشرى الفساد والإفساد في كل مرافق الدولة والمجتمع ، وأن تعلم بأن من يقوم على إدارة النظام المتنفذين هم قوى الإسلام السياسي رجال الدين والمؤسسة الدينية !.. هل سألت لماذا ؟..
هل الشعب هو الفاسد ؟...
أم من يحكمون الشعب ويتحكمون بمصيره ، هؤلاء من أشاع الفساد والرذيلة والجريمة وتجارة المخدرات والسلاح وتجارة البشر ؟..
هل سمعت يا سيدي فخامة رئيس مجلس الوزراء المحترم ، هل سمعت بافتتاح صالات القمار ( الروليت .. والدنبلة !! ) وغيرهما من فواحش القمار ومصائبه ، المنتشرة في فنادق بغداد ومناطق أخرى ، وخاصة الفنادق الراقية ، ويديرها تجار وأصحابي رؤوس الأموال أجانب من قبرص واليونان ودول أخرى وبمساهمة عراقيين وتحت حماية واشراف قوى سياسية متنفذة !..
هل سمعت بأن السلاح يباع وأمام الأشهاد ، دون حسيب ولا رقيب وبحماية وعلم وموافقة جهات سياسية وحزبية مسلحة !..
هل تصلك أخبار كل الذي ذكرناه وما لم نذكره كان أعظم !!..
هل أنت القائد العام للقوات المسلحة والمسؤول الأول عن أمن الناس وعن سلامتهم ، وعن حمايتهم وحماية أرواحهم وممتلكاتهم في كل محافظة ومدينة وقرية وريف ؟..
متى يتوقف الاعتداء والقمع والقتل بحق المتظاهرين والمحتجين والمعتصمين ، متى تختفي المظاهر المسلحة والميليشيات والعصابات الخارجة عن القانون ؟..
متى يجد المواطن نفسه في مأمن من الانتهاك ومصادرة الحقوق والحريات ويشعر في الأمن والأمان في بيته وعمله وفي الشارع وفي حله وترحاله ؟..
متى يكون هذا الكائن العجيب الذي كرمه الله ، متى يكون مطمأن على حياته وكرامته وعرضه ، ويأمن على عائلته وعلى حاضرهم ومستقبلهم !.. ويشعر بأنه أصبح يمتلك إرادته وحياته ومستقبله ومستقبل عائلته في أمان ، وفي بلد يحترم الإنسان ويقدسه ويعتبره هو الكنز الحقيقي في هذا العالم الفسيح متى ؟
الاَ أَيُّـهَـا الـلَّـيْـلُ الـطَّـوِيْــلُ ألاَ انْـجَـلِــي
بِـصُـبْـحٍ، وَمَــا الإصْـبَـاحُ مـنِـكَ بِأَمْثَلِ .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
18/12/2018 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست