الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن .. هل هو للهڤال أم المواطن؟!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 12 / 18
القضية الكردية


إن إحدى مشكلاتنا في العالم الثالث هي العلاقة مع الجغرافية الوطنية ككيان سياسي اعتباري حيث وللأسف فإن تلك العلاقة تعاني من سوء فهم جدلي يكمن في علاقة كل من المعارضة والسلطة الحاكمة بما تعرف بالوطن "الدولة" باعتبارها كياناً وطنياً يجب أن تكون لكل مواطنيها بما يحقق مبدأ المواطنة للجميع وليس لفئة محددة دون الأخرى، كما تعيشها شعوبنا في الشرق والعالم الثالث عموماً حيث تجد بأن العلاقة بين الفئات والشرائح المجتمعية وفِي الطرفين هي علاقة تملك واستملاك بحيث كل من المعارضة والنظام تعتبر بأن هذا الكيان السياسي -الوطن- جزء من ملكية خاصة بها ولذلك رأينا ولا نزال بأن مفهوم الرفيق "الهڤال" يغلب، بل يحل محل مفهوم المواطن.

وهكذا يستولي الفئة السياسية الحاكمة على الوطن -"حزب البعث يقود الدولة والمجتمع" مثالاً- وبالتالي يستبدل الرفيق الحزبي بالمواطن بحيث يكون للرفيق "الهڤال" كل شيء والمواطن من دون أي شيء، كما عبر عنها عبد الناصر في إحدى مقولاته لإدانة البعث بعد الانفصال بين كل مصر وسوريا، رغم أن الناصر هو من أسس لمثل هذه الذهنية في العلاقة بين مصر والناصرية وقبلها طبعاً كانت الأحزاب الشمولية قد أرست وأسست بنية هذه المنظومة السياسية كالنازية والشيوعية وقد عشناها جميعاً في كل بلداننا المتخلفة أو بِما يعرف بالعالم الثالث ومؤخراً وللأسف نعيدها في التجربة الكردية حيث نجد الهڤال يحل محل "hemwelatî" المواطن.

إن المفهوم السابق لا يقتصر على المنظومة الفكرية لدى السلطة السياسية، بل القوى والأحزاب المعارضة تحمل نفس الذهنية السياسية والمنظومة الفكرية في علاقتها بالوطن حيث تجد في عرف كل تلك القوى؛ بأن ما يجب أن يكون وطناً لكل مكونات البلد ليس إلا جغرافية مطوبة باسم الحكومة ولذلك فهي لا تشعر بأي "خطيئة" للذهاب إلى (الأعداء) والاتفاق معها في تدمير الوطن وتفتيته وتدميره، بل المساهمة في احتلاله وإلحاق أجزاء منه بتلك الدول مثلما نجدها لدى المعارضة السورية بشقيه الكردي والعربي، ناهيكم عن ممارسة الأنظمة الحاكمة في تدمير الوطن حفاظاً على منظومتها السياسية وكأن ذهابها يعني ذهاب الوطن.

وهكذا وللأسف؛ فإن كل طرف يحاول أن يحجم الوطن والمواطنة على مقاس منظومته الفكرية والسياسية، كما كان يفعله بروكروست -قاطع طريق يوناني- مع ضحاياه من الذين يقعون بين يديه بحيث من يكون أقصر من سريره يشده لكي يطوله ومن هو أطول يقص إما رأسه أو رجليه ليصبح على مقاس السرير البروكروستي أو الحزبي في أيامنا وذلك في علاقتنا مع الوطن!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقف الأونروا عن تقديم خدماتها يفاقم معاناة الفلسطينيين في ق


.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت




.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل